لن تنجح بدون صوتى

كتبت : فاتن الهواري

المرشحون يتسابقون على كرسي الرئاسة، متى وأين يتحقق الحلم الذى يراودهم شهوراً طويلة ليكون أحدهم رئيسا لمصر؟.. ولم لا؟ فمصر بلدنا عظيمة مذكورة فى القرآن ومحروسة من الرحمن وأهم بلد فى الدنيا على حد تعبير نابليون بونابرت، وشعبها أول من علم شعوب الدنيا الثورات، فالشعب المصرى شعب طيب وذكى ومتسامح، صبور إلى أبعد الحدود، ولكن لا يغرك صبره وهدءوه فعندما يفيض به الكيل ورصيد صبره ينفذ ينفجر فى ثورة عارمة.. المصرى بطبعه حنون وإنسان وداخله رحمة حتى لو كان مجرماً يحترم الأديان وعنده مساحة كبيرة من العطف والتسامح والحنان..

فلكم كل الحق أن تتنافسوا على كرسى الرئاسة وتلقوا بالاتهامات على بعضكم البعض، ولكن أين نحن معشر النساء من اهتمامكم؟ أين المرأة على أجندة جداولكم؟ فإلى الأن لم أر مرشحاً واحداً يتحدث عن حقوق جديدة يقدمها للمرأة أو حقوق مسلوبة يعيدها إليها.. ماذا تقدموا للمرأة المصرية إذا فزتم بالرئاسة.. أم أن المرأة المصرية فى آخر اهتماماتكم وفى نظركم كائن ليس له أى حق فى أى شىء، كرسى أو كنبة فى البيت وليس لها لزوم أو دور فى عجلة التنمية، والبلد فى غنى عنها، فهى فى أسفل السلم الاجتماعى.

للأسف بعد ثورة يناير همش دور المرأة بطريقة صارخة وبكثافة لا معقولة ويحاول الكثيرون جاهدون إعادتها إلى البيت وسلب كل ما حصلت عليه من حقوق من بين أيديها حتى قانون الخلع الذى اعطته لها الشريعة يريدون أن يسلبوها حق الانتفاع به واللجوء إليه عندما تضيق فى وجهها الحياة ولا تجد مفراً من اللجوء إليه .

أين دور المرأة أيها السادة المرشحون؟ ماذا تقدموا لها؟ أين مكانها فى البرلمان؟ شىء مخزى أن تكون المرأة المصرية التى تعتبرها المرأة العربية قدوة لها هى أقلهن نسبة فى البرلمان والشورى وسلك القضاة.. أين القيادات الجامعية؟ لماذا أختفين مع ثورة 25يناير؟ ماذا تقدموا أيها المرشحون المحترمون للمرأة الفقيرة والمعيلة والمهمشة من برامج ومصانع واعمال تعينها على مواصلة الحياة باعتزاز وكرامة؟.. أين الفلاحة المصرية على خريطة اهتماماتكم التى تحتاج الكثير والكثير؟ ماذا تقدموا لها.. ماذا تفعلون فى القضاء على أمية النساء التى تشكل العائق الأول فى جهلهن بحقوقهن؟ ماذا تفعلون فى القضاء على عنوسة البنات ببناء مساكن للعرائس تسهل للشباب الزواج بسهولة ويسر؟.

لا تستهين عزيزى المرشح بصوت المرأة فلن تنجح فى تحقيق حلمك أبداً بدون صوتى، فالمرأة نصف المجتمع وتؤثر فى النصف الآخر فإذا اقتنعت بك وعرفت أن تصل إليها وتقنعها بأنها الأهم فى أجندة اهتماماتك فاعرف أن الطريق أصبح ممهدا لك بسهولة ويسر فى الجلوس على كرسى الرئاسة أما إذا أهملتها وتجاهلتها وهمشت دورها فأعرف أنك لن تصل أبداً إلى حلمك الذى يراودك فى أن تكون رئيسا لمصر فالمرأة المصرية عبر التاريخ تشارك الرجل فى كل شىء، من أيام الفراعنة إلى الآن تلعب هذا الدور وبجدارة المرأة المصرية لا تهمش أبداً ولها دور خطير فى الثورات، فى ثورة 19 وثورة 23 يوليو، وثورة 25يناير ومنذ فجر التاريخ .. ضع المرأة نصب أعينك وأنت تبحث عن كرسى الرئاسة فلن تكون رئيسا لمصر أبداً بدون صوتى .

المصدر: مجلة حواء- فاتن الهواري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 703 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,868,795

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز