اتقوا الله فى أطفالنا ..

كتبت :تهاني الصوابي

اتقوا الله، وارحمونا يرحمكم من فى السماء، وكفى سفسطات، ومهاترات وانتقاماً، وغلا وحقدا من أجل نساء هذا الوطن وأطفالهن، فقد ذهبت جيهان وذهبت سوزان، وبقيت القوانين التى تحمى المرأة المصرية المطحونة المقهورة مابين سندان التيارات الإسلامية، ومطرقة رجال لا يبغون إلا قهر المرأة وإذلالها .

لقد نصرنا الله سبحانه وتعالى، وإن ينصرنا الله فلا غالب لنا، مهما كان عددهم وقوتهم وادعائهم بأن مايفعلون من منطلق الحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية ، فقد أبى بعض نواب مجلس الشعب من التيار الإسلامى رفض اقتراحهم بإلغاء شرط فارق السن بين الزوجين بـ 25 عاما وتركها بدون تحديد، وتعديل سن زواج الفتيات من 18 سنة كما حددها قانون الطفل للنزول به إلى 12 سنة، فأخذوا يبحثون لأنفسهم عن مخرج آخر لتضييق الخناق على المرأة وقهرها وإذلالها، حيث لم يمر أقل من شهر وتقدموا باقتراح آخر لتعديل السن القانونية لحضانة الطفل إلى 7 سنوات للولد، و9 سنوات للبنت بدلا من 15 عاما ، وهو التعديل الذى أقره قانون الطفل لعام 2007 بدلا من المادة 20 من المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1929 وتعديلاته عام 1985 فى شأن الأحوال الشخصية لمواكبة التغييرات الاجتماعية، وعدم ملاءمة سن الحضانة الذى حدده هذا القانون بـ 10 سنوات للولد و12 سنة للبنت، حيث إنه فى هذه السن يكون الطفل فى مرحلة التعليم الابتدائى ، ونزعه من محيطه الدراسى والاجتماعى ونقله الى مجتمع آخر يؤثر سلباً على استمراره فى العملية التعليمية، ويلحق به ضررا نفسياً ، فإذا كان هذا الأمر للطفل فى عمر 12 عاماً، فما بالنا بالطفل الذى يبلغ من العمر 7 سنوات عند انتزاعه من حضن أمه والزج به إلى زوجة الأب التى من المؤكد لن ترحم هذا الطفل انتقاما من أمه

من هنا «استقر الرأى لفقهاء القانون والعالمين ببواطن الأمور والناصحين والحريصين على مصلحة هذا الوطن أن يرفع سن الحضانة إلى 15 سنة للولد والبنت، حتى يكون قد بلغ الطفل درجة من النمو العقلى تعينه على أن يتم تخييره بين الحياة لدى الأم أو الأب اقتداء بما أرشد إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عندما جاءت إليه امرأة، وقالت له يارسول الله إن زوجى يريد أن يذهب بابنى وقد نفعني، فقال «صلي الله عليه وسلم» للابن «يا غلام هذا أبوك وهذه أمك فخذ بيد أيهما شئت»، فأخذ بيد أمه فانطلقت به .

عجباً أمر هؤلاء النواب الذين تركوا كل ما تعانى منه البلاد وتفرغوا فقط لتعديل القوانين االتى أقرها رجال القانون والفقهاء، ورغم هذا أطلقوا عليها قوانين الهانم»، وقد تناسوا أن هذه القوانين نتاج نضال المرأة المصرية فى الحصول على حقوقها كمواطنة وإنسانة وأخذوا ينقبون ويبحثون لتعديل القوانين التى تمس مصالحهم الشخصية وتخدم أهواءهم ورغباتهم، مثل تزويج الفتاة فى سن 12 عاما، وانتزاع الطفل من أمه عند عمر 7 سنوات، وغيرها من القوانين التى لا تؤثر سلبا أو إيجابا على المشاريع النهضوية التى تشدقوا بها ليل نهار، فقد أخذوا يصولون ويجولون فى القوانين الهامشية التى لا ترضي سوى شهواتهم ونواياهم التى لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالي، وهو ما يذكرنى بالمثل الشعبى القائل «تمخض الأسد وولد فأرا»، فقد تمخضت أفكار السادة النواب بمشاريع قوانين ليست من الأهمية بمكان فى تلك المرحلة، وتركوا الأهم، وكأنها مؤامرة على شعب مصر الذى يتشدقون باسمه نهارا جهارا، والشعب منهم براء فقد خدعوه وخذلوه ، وكشفهم الشعب وكشف زيفهم، ورغم هذا مازالوا يكابرون ويتحدثون باسمه، أليس هذا هراء أيها السادة النواب المحترمين .

مرة أخرى ارحمونا يرحمكم من فى السماء، وكفى بالله نصيرا.

المصدر: مجلة حواء- تهاني الصوابي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,863,867

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز