فى الصيف لازم نشتغل

كتبت :أسماء صقر

أيام وتبدأ الإجازة الصيفية.. الكل ينتظرها على أحر من الجمر، والبعض بدأ يستعد لما سيفعله بها، لكن هل الإجازة مجرد لعب ولهو بالطبع لا.. فهناك الكثير من الأصدقاء ينتهزها للعمل، واكتساب الخبرة، وتحقيق بعض المكاسب، وحول حكايات الأصدقاء مع العمل فى الصيف دارت السطور التالية

البداية مع عايدة زكى -كلية التجارة جامعة بنها- تقول: أعمل فى مطبعة بالقرب من منزلى أثناء الإجازة الصيفية لأساهم فى مصاريف البيت، وأتحمل نفقاتى، وأدخر المال لشراء ملابس جديدة قبل العام الدراسى الجديد، وسداد المصاريف الدراسية، فالأسعار غالية ومعاش والدى لايكفينا.

شرم الشيخ

أما أيمن جابر- أولى كلية هندسة جامعة القاهرة- يقول: أنتظر فترة الصيف بفارغ الصبر كى أسافر شرم الشيخ، وأعمل هناك أى عمل يدر على مال أكثر من المال الذى أحصل عليه فى القاهرة، وأيضاً فرصة للترويح عن النفس، فوالدى متوفى ولدى أختين أريد أن تحصلا على كافة سبل الراحة، ومعاش والدى ضئيل لايحقق جميع احتياجاتنا، وأنا أعمل من أجل قضاء احتياجاتى، وأدبر المال من أجل الحصول على شقة كى أتزوج فيها فيما بعد.

الحياة مسئولية فعندما أتدرب على حملها مبكراً لا أشعر بالمتاعب لاحقاً؛ هكذا بدأ عمرو محمود- كلية علوم جامعة عين شمس- حديثه وأضاف: الكثير من المشكلات الأسرية تنشب الآن بسبب عدم القدرة على تحمل الزوج أو الزوجة المسئولية، وبالنسبة للماديات المسئولية ترجع إلى الزوج، وأنا أجهز نفسى من الآن لتحملها سواء كنت عازباً أو متزوجاً.

وتقول هند عبد العظيم- الفرقة الثالثة كلية تربية جامعة عين شمس-: توفيت والدتى منذ 6 أشهر، وظروف مرضها تطلبت الكثير من المال، بالإضافة إلى مصاريف الدواء والتحاليل، وكنت مدخرة بعض المال من عملى فى أحد المحلات التجارية الخاصة بالملابس فى الإجازة الصيفية، فهذا المال ساعدنا فى توفير الرعاية والاهتمام بوالدتى رحمها الله، فالمرتبات والمعاشات الآن أصبحت لاتكفى متطلبات الحياة واحتياجات الأبناء، لذلك أنتهز فترة الإجازة الصيفية فى العمل فضلاً عن إكتساب معارف وتكوين صداقات جديدة مع الآخرين.

ظروف الحياة صعبة

أما وائل سيد- كلية حقوق جامعة المنوفية- يقول: إننى أعمل أثناء الإجازة الصيفية من الصف الثانى الثانوى فأنا أعيش فى قرية، ووالدى فلاح وأمى ربة منزل لدى متطلبات ومصاريف قد تكون زائدة عن قدرة أهلى المادية، فعلمت ذات يوم من صديق لى فى المدرسة ظروفه مشابهة لظروفى المادية إنه يعمل فى أحد المطاعم ويقوم بتوصيل الطعام إلى المنازل «ديليفرى»، فتقدمت لصاحب المطعم وقبلنى، ومن هذا اليوم وأنا أعمل فى هذا المطعم، ومازلت حتى الآن أعمل بل وأعمل بنصف أجر أثناء الدراسة عندما أقضى نصف اليوم فى العمل ابتداء من الساعة الخامسة عصراً وحتى الثانية عشر ليلاً، وأحاول أن أنظم وقتى وأوفق بين مذاكرتى وعملى.

ويؤيده محمد كاشف -الصف الثانى الثانوى- قائلاً: العمل فى الإجازة الصيفية يجعل من الشاب رجلاً يعتمد عليه فى جميع أمور الحياة، فأسرتى تنفق الكثير من المال على دراستى ودروسي الخصوصية كى ألتحق بالجامعة، وأنا أحاول أن أساعدهم فى الإنفاق فقط فى الصيف بدلاً من الجلوس على الشات للتحدث مع الفتيات وشرب السجائر وكل العادات الخاطئة التى يقوم بها الشباب المراهق.

هذا عن حكايات الشباب مع العمل فى الإجازةماذا عن أصحاب الأماكن التى يعمل بها الشباب يقول حسن الفلاح -صاحب أحد المطاعم بالمنوفية-: يزداد الإقبال على المطعم بشكل كبير فى فترة الصيف وخاصة طلب الوجبات السريعة، وهذا يتطلب عمالة أكثر، كما إننى أهتم بتشغيل طلاب الجامعة لمعرفتهم كيفية التعامل مع الزبائن، فالتعامل الراقى يجذب الزبائن، لذا أحرص فى فترة الإجازة على تشغيل الشباب الجامعى وأعطيهم الأجر المناسب.

ويتفق معه أحمد حسام - صاحب محل تجارى- مؤكداً أن الفتيات أثناء فترة الصيف يقبلن على العمل لمساعدة أسرهن فى الإنفاق أو لتجهيز متطلبات العروس، لذا أساعدهم فى إعطائهم العمل، واستفيد منهم من خلال الحفاظ على نظافة المحل والمعاملة اللائقة مع الزبائن.

التنظيم مطلوب

ويعلق على عمل الشباب فى الصيف فوزى عبدالرحمن- أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس- قائلا: تعد فترة الإجازة الصيفية فرصة كبيرة لدى الشباب عليه أن يستغلها فى قضاء وقته فى أداء مهام مفيدة كالعمل، حيث إن القدرة على تحمل المسئولية تبدأ من النشأة فى الصغر. واستطرد قائلا: فى ظل الأوضا الاقتصادية الصعبة التى نعيشها الآن، على الشباب دور كبير فى المشاركة فى الإنفاق، وتحمل المسئولية، فدخل الأسرة أصبح لايكفى وسط غلاء الأسعار.

وينصح د. فوزى بضرورة تشجيع الشباب على إقامة مشروعات صغيرة، لكن يحذر من أن يطغى عمل الشباب على دراستهم، وهنا لابد من أن يقوم الشباب الذى يعمل بتنظيم وقته .