مكالمة منتصف الليل
كتبت :نجلاء أبوزيد
رن جرس الهاتف بعد منتصف الليل فأفزعنى وأسرعت بالرد لأجد من تستأذننى لتتحدث معى ، فأعتقدتها صديقة من أيام مضت تحاول تذكيرى بنفسها، لكنها أكدت أنها لا تعرفنى ، وأنها اختارت رقمى بشكل عشوائى لتتحدث معى ونتسلى ، ثم أخبرتنى أن زوجها كثير الترحال بين المحافظات لعمله كمحام ولا يسمح لها بالعمل أو الخروج ويحضر والدته لحراستها خلال سفره، ويحضر للبيت للنوم فقط ويتركها تعيش عالمها على الهاتف بعد رفضه وصلة النت، وأكدت لى أنها لا تحدث سوى النساء وأن هناك كثيرات مثلها، أخبرتها أنها تعيش مشكلة وعليها مواجهتها وألا تهرب بمكالمات هاتفية مع غرباء لا تعرف خطورتهن عليها، فجأة أغلقت الخط لرفضها نصائحى وتركتنى بعد أن هرب النوم من عينى وملأ الهم قلبى على ما وصل إليه الحال فى العلاقات الزوجية.. الرجل يحبس زوجته معتقدا أنه بهذا ضمن ولاءها فى حين آنه بهذا فتح أمامها أبوابا خلفية للخيانة، تبدأ بالحكى العشوائى مع النساء وربما تتطور.. إنها أزمة حقيقية وليست مجرد مكالمة هاتفية عابرة إنها ترصد أمامنا أزمة أخلاق وأسرة لا تسمع ومجتمع يقبل فى الخفاء ما يرفضه فى العلن ، فيا كل الأزواج والزوجات.. إبحثا معا عن المودة والرحمة بدلا من القسوة والصمت، فالانهيار يبدأ من الإهمال ثم الصمت ثم النهاية ، ولننفض عن بيوتنا ما بها من أسرار ونواجه مشاكلنا قبل أن تهدم منازلنا .
ساحة النقاش