دموعــــك يا أم الدنـيـــــا
كتبت : فاتن الهواري
مصر الجميلة تبكى من حسرتها على أولادها واللى عملوه فيها، بهدلوها باسم الثورة وطيروا النوم من عينيها، ووقفوا حالها بالمظاهرات والمليونيات، نعم مصر بلدنا خسارة فينا، نحن لا نعرف قيمتها ولا كيف نصونها ولا نخاف عليها، ولكن ننكل بها ونبكيها، ما يحدث ونراه يدمى القلوب، ويبكى العيون، عيون مصر الجميلة، ودموعها تغرق الشوارع لعلها تغسل ذنوب أولادها، واللى عملوه فيها، مصر بلدنا خسارة فينا.. نعم نحن لا نعرف قيمتها ولا نستحق أن نكون أولادها لأننا لم نصنها ولم نحمها من شرور أنفسنا ولم نعرف ، مصر الحضارة التى يعرف قدرها الغريب قبل القريب، ما نحن فيه الآن ليس إلا نكسة وقد تؤدى إلى كارثة .. هل يرضى أحد ما حدث لرئيس جامعة عين شمس العالم الإنسان والجراح البارع الأستاذ الدكتور علاء فايز الذى دفع حياته ثمنا للفوضى ولغياب الأمن، رفض الحصول على إجازة يوم عيد العمال وأصر على الذهاب بسيارته هو وسكرتيره الخاص وسائقه لتفقد سير العمل، حيث اصطدمت سيارته بسيارة نقل كانت تسير بسرعة جنونية فى الاتجاه المعاكس ، هل هذا يرضى ربنا، نفقد عالما جليلا دمث الخلق، مبتسما دائما، بارعا فى علمه، بكى عليه كل زملائه وتلاميذه بحرقة، سبحان الله قبل وفاته بيوم أخذ يتجول بسيارته داخل جامعة عين شمس ويتفقد كل شىء فيها وكل مكان داخلها وكأنه يودعها.. مات الدكتور علاء فايز رئيس جامعة عين شمس بسبب فوضى المرور تاركاً وراءه ستة أبناء ومئات التلاميذ والمحبين، إلى متى يستمر نزيف الأسفلت؟ إلى متى يكون الدم المصرى رخيصا بهذا الشكل؟ وفى الوقت نفسه نجد معاركاً دامية فى ميدان العباسية وشلل تاماً فى المنطقة هناك، ولا نعرف ماهو السبب وراء هذه المظاهرات عند وزارة الدفاع، إلى هذا الحد وصلت الفوضى ذروتها وأصبحنا نتطاول على الجيش المصرى الذى يحمينا، دماء المصريين تسيل على الأرض بين مؤيد ومعارض، يد تبنى وأخرى تخرب، مصر تبكى على حالها وحال أولادها، تندم على اليوم الذى أنجُبنا فيه، فلم يبق لها إلا الدموع، كل شىء من حولها يدفعها للبكاء وبحرقة، حتى علاقتها مع شقيقتها لم يرحمها أولادها فى زرع الفتنة بينها وبين تؤامتها «السعودية» التى تمثل لها الأخت والسند وقت الأزمات، وهى بالنسبة لها فى القلب والوجدان.. فالعلاقة بينهما علاقة أبدية، لقد عشت فى السعودية سنوات عديدة كانت بالنسبة لى بلدى الثانى الذى أحبه وأعشقه، عشت فيها أجمل أيام حياتى، شعبها طيب ومحب لمصر، ولكل ماهو مصري.. فما حدث بينهما ماهو إلا سحابة صيف ، والحمد لله انكشفت سريعا بسبب سماحة وطيبة قلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وستظل مصر والسعودية دائما قطبى العالم العربى والاسلامى .
مصر بكت كثيرا فى الأيام الماضية من قسوة أولادها وجحودهم ، فهل نعيد لها ابتسامتها وشبابها بحبنا لها ورعايتها، فمصر لا تستحق أبدا منا أى أذي.. مصر بلد جميل يعشقه العالم أجمع، ولكننا لا نعرف قيمتها ونتلذذ ببكائها وحرقة قلبها على أولادها الجاحدين الناكرين للمعروف .
رفقا بحالك يا أم الدنيا وجففى دموعك من عيونك الجميلة.. فلن تستمر أحزانك طويلا فغدا يعود صباحك أحلى صباح ..
صباح الخير يامصر.
ساحة النقاش