عبقرية الحاكم .. وعبقرية عُمر ..!

كتبت :نبيلة حافظ

أحلام المصريين وطموحاتهم كثيرة .. لا حدود لها .. ولا تعرف المستحيل .. ومهما حاول المغرضون والحاقدون وأصحاب النفوس المريضة تشويهها .. أو طمسها.. ستبقى أحلاماً جميلة وردية، تنمو وتزدهر بمرور الأيام وبتوالى الأحداث لأنها وببساطة شديدة أحلام ولدت من رحم ثورة 25 يناير، ثورة شعب مصر العظيم.

ولكن ..

يبقى الحلم الأكبر فى عقل وقلب كل مصرى أن يتولى أمرنا فى القادم من الأيام حاكم عادل يحكم بشرع الله ويعمل بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .. ويخطو على طريق الحق والهداية والذى اتبعه من قبل أصحاب وأتباع النبى الكريم.

ويبقى خلق وأداب سيدنا عمر بن الخطاب هو الأمل الذى نأمل من الله سبحانه وتعالى أن ينعم به على الحاكم المنتظر .. هذا الصحابى الجليل الذى ضرب أروع وأجمل الأمثال فى حكمه للمسلمين .. ذلك الحكم الذى عرف الحرية والديمقراطية .. وأعطى لكل إنسان حقه .. القوى والضعيف .. الغنى والفقير .. الحاكم والمحكوم .. المسلم وغير المسلم .. الكل أمامه سواء .. لا فرق بين أعجمى ولا عربى إلا بالتقوى فالمساواة هى العنوان لحكمه .. والعدل هو أساس تعامله مع الجميع ولما لا وهو صاحب المصطفى .. خير البرية .. الذى أرسله الله فى الأرض ليرسى الحق والعدل ويكفل الحرية للجميع .. من اتبع هداه .. ومن لم يتبعه وبقى على عقيدته ودينه.

والحرية التى كان يحرص عليها رسول الله وعلّمها لأصحابه جميعاً كانت أهمها حرية الفكر .. والتى تعطى للإنسان حقه فى التفكير .. والنقاش والجدال مع النبى وأصحابه .. فلا غضاضة على أحد فى إبداء رأيه مهما كان هذا الرأى .. سواء كان متفقا أو مخالفا للنبى وأصحابه رضى الله عنهم جميعاً.

- إنها الحرية الفكرية .. وحرية النقد والحوار والنقاش فى شتى أمور الحياة .. وهى ما كنا نفتقده طوال العقود الماضية ، لأن الحكام كانوا لا يسمعون غير ما يحبون أن يسمعوه .. وهم يحبون النفاق والرياء ويخشون كلمة الحق.

ونعود إلى سيدنا عمر رضى الله عنه والذى نحلم بحاكم مثله يكون شبيهاً له فى خلقه وصفاته .. فقد كان يتمتع بحس إنسانى شديد الرقى، فهو القائل «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً».

فالحرية والمساواة بينه وبين الرعية هى الأساس الذى بنى عليه حكمه فهو من قال : «لا خير فيكم أن لم تقولها .. ولا خير فينا أن لم نسمعها» ، وهو القائل أيضاً عندما اعترضته امرأة ذات مرة داخل المسجد قال : «أصابت امرأة واخطأ عمر».

إنه يطبق مبدأ الشعب مصدر السلطة .. في ما لا يتعارض مع شرع الله .. فهو يتراجع عن قرار لمصلحة الرأى الأقوى والأصلح ، أليس هو من حاسبه القوم وهو على المنبر وقالوا له : «من أين هذا الثوب يا عمر؟!»

إنه مبدأ المحاسبة المالية للحاكم من جانب شعبه .. فهم لهم حق أصيل فى المحاسبة وكشف حساب الحاكم.

- وكان عمر رضى الله عنه يحاسب نفسه قبل أن يحاسب قادته والولاه .. لذلك كان شديد الحرص على الحياة الكريمة لكل مخلوقات الله .. فهو من قال : «لو عثرت بغلة فى العراق لسألنى الله تعالى عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر ..؟!

هذا هو عمر بن الخطاب .. الحاكم العبقرى فى حكمه .. فهل نجد حاكما عبقريا مثل عمر رضى الله عنه ..؟! 

RR 
المصدر: مجلة حواء- نبيلة حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 564 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,811,597

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز