فيها حاجة "وحشة"

كتبت :ماجدة محمود

مولعة كما كثيرون بأغنية "فيها حاجة حلوة " والتي تقول كلماتها:

فيها حاجة حلوة ، حاجة حلوة بينا

حاجة كل ما بتزيد زيادة فيها إنا

فيها نية صافية، فيها حاجة دافية

فيها نور الصبح بدري، فيها صوت الفجر يدن

فعلا المشهد منذ شهور وحتى الآن يؤكد أن النية صافية تماماً، والدليل" قوانين العزل السياسى وهناك من يقول أن "العزل الإعلامي في الطريق"، النزول بسن الزواج إلى سن الطفولة 14سنه وبالطبع فى حالة تطبيق هذا القانون، وإن كنت أشك في تطبيقه، ستتضاعف نسبة أمية الإناث وتتضاءل فرص العمل أمامهن، والعودة بسن الرؤية إلى 7 للأولاد، و9 للبنات، سن الاحتياج للحنان و الرعاية والتوجيه والصبر وكل هذا متوافر تماماً لدى " زوجة الاب " !! لأنها هي من سيربى في هذه السن .فالرجل لا يستطيع رعاية الصغار منفردا في سن حرجة كهذه، لضيق وقته وصدره، ونكاية فى مطلقته يتزوج بأخرى تاركا لها مسئولية رعاية الصغار وبدورها تحتضنهم للدرجة التي يضيع معها مستقبلهم ، فهم الضحية دائماً وأبدا. هذا عن النية الصافية التي لا صفاء فيها، بل هي تصفية حسابات من الدرجة الأولى ونحن لا نفتش فى الضمائر لان الضمائر ظاهرة بأفعالها وتصريحاتها التي لا ترضى عدواً، ولا حبيباً.

أما " الحاجة الدافية " والتي نذوب فيها حبا و حنانا هي النيران المشتعلة من حولنا فى كل مكان - بدءاً من نار الغيرة التى أكلت القلوب ولم ينج منها أحد، ومرورا بنار الاعتصامات والاحتجاجات التى لم ولن تنتهي حتى وإن تحققت المطالب، وانتهاءً بالنار التى تحيط بنا فى كل مكان - " مرة بإشعال الحرائق فى خطوط الغاز، وثانية بإشعالها فى المنشآت العامة، وأخرى وليست أخيرة بإشعالها فى التاريخ والتراث " أليست كل هذه الأسباب مجتمعة تدعو للشعور بالدفء الذى لو زاد عن حده سينقلب إلى ضده، متمثلا فى تدمير وخراب يدفع بترمومتر الحرارة الزئبقى إلى الانفجار لأن "الحمى" التى ستصيبنا لن يسلم منها البلاد ولا العباد ." كل هذا ولسه فيها حاجه حلوة".

أعتقد أن كلمات الأغنية ومعانيها أشياء لا وجود لها على أرض الواقع ، بل الموجود و أكثر هو ما ذكرته بداية المقال، وهذه ليست نظرة تشاؤمية أو سوداوية ، بل واقعية و منطقية، ومن لديه تفسير آخر فيتكلم بشرط أن يكون كلاما إيجابيا ينتشلنا من الضياع والتخبط الذى نعيشه ،تكلموا، اصرخوا، اطلبوا لمصر الستر والعافية، استروها يستركم الله، أعطوها الفرصة كى تنهض بالصالحين من أبنائها لتعود شامخة، رائدة فالوطن العربي بأكمله فى أمس الحاجة لمصر، التى إن قدر الله مماتها لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدها، دعونا نتغنى وبحق " فيها حاجة حلوة " بدلا من الإحساس واليقين الذى أصبحنا نعيشه بأن " فيها حاجة وحشة " فمصر أبدا لن تكون هكذا ..

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 509 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,845,411

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز