مصر لكل المصريين مبدأ المرأة والشعب
كتبت :ايمان حمزة
مازلنا معاً فى سباق انتخابات رئيس الجمهورية بعد الجولة الأولى من الانتخابات التى مارسها الشعب المصرى .. والتى أظهرت اتجاهات وتيارات متعددة بين الثوار والتيار الإخوانى والتيار السلفى والتيار المدنى من مؤيدين لهم كقوة لا يستهان بها، ممن أدلوا بأصواتهم من جموع من لهم حق الانتخاب .. وإن كان إجمالى من ذهبوا لم يزد عن نصف هذه القوة التصويتية الحقيقية فى مصر .. لتسفر النتيجة عن جولة إعادة بين التيار الإخوانى المتمثل فى د.محمد مرسى والتيار المدنى الفريق الدكتور أحمد شفيق .. مما جعل الأمور الظاهرة للمصريين تحمل الحيرة والتخوف .. فمع تحقق الأمن والأمان الذى وعد به الفريق أحمد شفيق كان الخوف من عودة شبح الماضى الذى قامت ثورة 25 يناير 2011 بالإطاحة به وإسقاط حكم مبارك .. والخوف أيضاًَ على دماء شهداء الثورة .. ومن الطرف الآخر التخوف من التيار الدينى السياسى وأفكاره .. الأسرة المصرية كانت النواة لهذه الديمقراطية من الانتخابات الرئاسية فنجد اختلاف الاتجاهات والاختيارات لمن سينتخب كلاً منهم تعددت الآراء كل يحاول إقناع الآخر بوجهة نظره وفى النهاية نحترم وجهات النظر المختلفة .. ويذهب كل منهم ليصوت لمن يؤيده .. هذا ما وجدناه وما سمى بعرس الديمقراطية .. ولكن الآن أصبح هناك تخوفات من الطرفين .. داخل نفوس الطرف الآخر وبقية المصريين ممن لم يشاركوا أساساً فى الانتخابات وهم يمثلون النصف .. فهل يستطيع كل طرف أن يقنع أنصار من لم ينتخبوا بعد أو من لم يحالفهم النجاح بالفوز .. ومن جديد وجدت الأسرة المصرية نفسها فى حيرة مع الوعى المتزايد بأمور السياسة التى لم نعهدها بهذا الكم من قبل .. ولأن المرأة المصرية قوة تصويتية تمثل 23 مليوناً من 49 مليون ناخب من مصر فهى قوة يجب ألا يستهان بها .. وحتى تختار يجب أن تجد من يصدقها النيات مع الأفعال فى أن يكون لها قيمتها وقامتها ودورها وقدرها كامرأة مصرية عظيمة على مر التاريخ لوطنها، بمشاركتها الحقيقية والأساسية فى صنع أجيال مصر، ورعاية أسرتها وهى المكون الأساسى التى يقوم عليه مجتمعنا .. وهى لهذا لن تسمح بأن تهد، حقوقها أو أن يستهان بها .. كما لاقت من تهميش لدورها فى الفترة السابقة والتى تلت مشاركتها الرئيسية من تفجير الثورة والقيام بها مع شباب مصر وكل أطياف الشعب، ومساندتها بلادها فى إدارة عجلة الإنتاج فى كل أوجه الحياة بعملها وعلمها لخدمة مجتمعها، وما تقوم به كفلاحة وعاملة ومدرسة ومهندسة وطبيبة وعالمة وسفيرة، وأستاذة جامعية وعميدة ورئيسة جامعة وقاضية ونائبة رئيس المحكمة الدستورية العليا وغيرها .. المرأة المصرية التى تعول أكثر من 25% من العائلات المصرية بل لتصل النسبة لما يقترب من 30% كامرأة معيلة بكفاحها وبمفردها تعول أسرتها لوفاة الأب أو الزوج أو لهجره أو تطليقه لها .. بل أحيانا لعجزه ومرضه .. وهى دائما عظيمة وفية مخلصة لأسرتها.
هذه المرأة وغيرها من أمهات وزوجات وبنات يردن حياة كريمة لهن ولأسرهن وسط هذا الغلاء المتزايد والأزمة الاقتصادية التى كان لها أكبر ضرر على المرأة وأسرتها عندما توقف البعض عن عمله وعن لقمة عيشه، بسبب حروب الاستثمارات وبسبب ما تعرضت له مصر من نهب لثرواتها من عصابات النظام السابق .. المرأة المصرية تريد أن تأمن على حاضر أسرتها وحاضرها ومستقبلهم جميعا .. أن تحيا حياة كريمة هى وكل أسرتها من غذاء وسكن وتعليم ورعاية صحية وتأمين صحى ومواصلات، من أجر عادل يسمح بحياة كريمة لكل من يعمل أيضا سواء هى أو زوجها أو أبنائها أو إخوتها التى ترعاهم .. فكل يريد أن يحيا حياة آدمية كريمة، كل منا يريد أن تكون له آماله البسيطة حقيقة واقعة .. المرأة المصرية تريد من يصلح لأنه يحفظ لها ولأسرتها كرامتها داخل وطنها وأيضا خارج حدوده .. وأن يحافظ أيضا على أمن بلادها من أطماع الطامعين .. أن يحفظ لمصر قيمتها وقامتها العظيمة ويدرك حجم وقيمة ومكانة هذا البلد الذى صنع بحضارته حضارة العالم .. وقيمته بالنسبة للوطن العربى والعالم .. بسبب ماضيها وحاضرها ومستقبلها والذى عليه تتغير كل الأمور من حوله .. المرأة المصرية لا تريد فقط أن تحصل على حقوقها التى أقرها لها الدستور، الحق فى المساواة كمواطن مصرى له كل الحقوق والواجبات فى الحياة .. وحقها فى أن تكفل لها الدولة كل ما يحقق التوازن لنجاحها فى رعاية أسرتها وقيامها بعملها على أكمل وجه .. وحقها فى المساواة بالرجل فى العمل، والتمتع بكل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وحقها فى التأمين الصحى والمعاش والتأمينات، وما تكفله لها الدولة من حماية للأمومة والطفولة وتمكينها هى وأبناؤها الشباب بكل المهارات لتنمية الملكات وكحماية للأسرة وقيمها .. ومن رعاية الأخلاق وحمايتها من العنف وكل ما يعرض أمن وكيان الأسرة للخطر .. كل هذه البنود وغيرها من الحقوق فى تكافؤ الفرص وفى الوصول بكفاءتها وعملها ومقدرتها فى اعتلاء الوظائف العامة والقيادية من أجل مصلحة وخدمة الشعب، وتوفير كل ما يحميها أثناء عملها لتحقيق العمل على أكمل وجه .
المرأة المصرية تريد أن تختار يكون رئيس الجمهورية المنتخب هو القادر في الحفاظ على وحدة شعبه ووحدة وطنه من هذه الانقسامات العديدة فإن قلنا إن مناخ الاختلاف هو مناخ ديمقراطى ولكننا نريد اختلافاً فى صالح الوطن والمصريين وليس اختلافاً من أجل إضعاف كل طرف وكأنها فتنة طائفية حتى داخل الدين الواحد والأحزاب .
نؤمن جميعاً أن هذه الحقوق ليست منة ولا هبة من أحد على المرأة، فهى حقوق كفلها الله بالدين والشرع .. وأيضا كفلها الله كحق الرعية على الراعى وحتى يستطيع أن يقوم بهذا فهو لا يحتاج كرئيس دولة لعصا سحرية للقيام بمصر من جديد وشعبها بعيداً عما نمر به فى هذه المرحلة الانتقالية التى نعيشها.. فقط عليه أن يدرك أن الدولة لن تسمح بشعبها بوجود الرئيس الحاكم بمفرده بل هى دولة مؤسسات كاملة . ولهذا فالمرأة المصرية وكل أسرها.. تجد أن طوق النجاة فى توحيد هذا الشعب باختيار نواب لرئيس الجمهورية المنتخب.. من كل طوائف الشعب وتياراته من المرأة ومن شباب الثورة ومن المسيحيين، ومن حماة مصر من الجيش ومن حراس أمنها الداخلى .. ومن التيارات الدينية ومن علمائها .. ومن أهل الخبرة والثقة معا، من يقدمون مصلحة مصر على مصالحهم الشخصية.
كل نائب يعبر عّمن يمثلهم ويطرح رؤيتهم من أجل المصلحة العامة فى النهاية .. وقبل كل هذا علينا جميعاً كمصريين ألا نقبل بأن يفرض علينا أعضاء لجنة تأسيس الدستور الذى سيحكم مصر من كل شئونها فهو دستورنا جميعاً وعلى أعضاء مجلس الشعب والشورى أن يمتثلوا لإرادة الشعب وهو أول اختبار حقيقى يؤكد على مدى مصداقيتهم فيما يطرحه مرشح الإخوان في أنه سيكون ممثلاً لكل المصريين وليس لحزب واحد .. وحتى يأتى موعد الانتخابات القادم سيقدر الشعب المصرى الواعى لمصالحه ومصالح بلده أن يختار رئيس القادم، وهو مدرك أنه مطالب بحكومة ائتلافية من بين كل الأكفاء المصريين، فلن يسمح الشعب بأن يفرض أحد إرادته عليه من جديد.
ساحة النقاش