وسط احتقان الشارع

ماذا يريد الشباب ؟!

 

 

كتبت :ايمان العمري

يعيش الشباب المصرى حالة من الحيرة التى دفعته لرفض نتائج الانتخابات الرئاسية وجعلته يقف على مسافة واحدة من مرشحي الاعادة، متوجسا خيفة من خيارى، عودة النظام السابق، وسيطرة تيار بعينه على البلاد، ومطالبا بحل وسطى يضمن له «حرية، كرامة، عدالة اجتماعية».

استطلعت «حواء» آراء بعض هؤلاء الشباب بشكل محايد متيحة لهم الفرصة للتعبير عن رؤيتهم لما يجرى، باعتبارهم شئنا أم أبينا غيروا موازين القوى خلال الفترة الأخيرة ، فماذا يريدون فى المرحلة القادمة ؟! وهل يرجحون كفة على آخرى أملا بالوصول بمصر إلى بر السلامةl

البداية مع حليم عبد العزيز - محاسب 27 سنة - الذى يتحدث شارحا الوضع المتأزم ويقول : «نحن نعيش فى فوضى ، ولخبطة دستورية ، وفى نفس الوقت نطالب باحترام نتيجة الانتخابات مع أنه لم يتم احترام قرارات مجلس الشعب بشأن قانون العزل السياسى ، ولم يتم احترام المواد الدستورية التى تم الاستفتاء عليها ، فطالما أن الأساس فيه «لخبطة» فالنتيجة معروفة .. كيف سأختار الرئيس قبل الدستور الذى يحدد اختصاصاته، وعلى هذه الاختصاصات يمكن أن تختلف طرق تفكير الناخبين واختياراتهم ومهما حاول البعض فلابد من أن ننتهى أولاً من وضع الدستور قبل إجراء الانتخابات الرئاسية ، وأى شئ غير ذلك لا معنى له.

ويشاركه فى الرأى باسم أشرف - هندسة طيران - ويرى ضرورة أن يتم تمديد أجل الفترة الانتقالية حتى يتم الانتهاء من وضع الدستور الذى يحدد مهام رئيس الجمهورية القادم، واختصاصاته، والتى على أساسها يقوم الشعب باختيار الرئيس القادم وإلا فكيف نطالب الناس باختيار شخص لا يعرفون صلاحياته، فى هذه الحالة أى شخص سيفوز ستنقلب الدنيا ضده، وتكثر الشائعات، وما يمكن أن يفعله طالما ليس له صلاحيات محددة يمكن الرد بها على من يريدون إثارة الجماهير؟

حلم صعب

أما أية مدنى بطلة العالم فى الخماسى الحديث فلها حلم خاص جداً رغم أنها تجده صعب المنال، وتحكى لنا عن حلمها قائلة : «أحلم بأن تعاد الانتخابات الرئاسية ، ويتم فتح باب الترشيح من جديد ليتقدم مرشحون جدد لخوض العملية الانتخابية، لكننى أعرف أن هذا حلم بعيد المنال، ومن الصعب أن يتحقق على أرض الواقع، لذا أرى أنه من الأفضل قبول الأمر الواقع ، وتقبل نتيجة الانتخابات فى مرحلتها الأولى، وإجراء انتخابات الإعادة فى موعدها المحدد .. وتقبل هذه النتيجة «المرة» على أمل أن تتحسن الأمور فى الانتخابات القادمة بعد أربع سنوات.

وتتفق معها فى الرأى أسماء أبو زيد - 29 سنة - مدرسة وتقول: علينا تحمل نتيجة الانتخابات فعن نفسى لم اختر أى واحد من الإثنين اللذين ستتم الإعادة بينهما لكن على أن أتحمل النتيجة مهما كانت، لتستمر الانتخابات لكن من المهم وضع آليات لتنظيم القوى السياسية فى البلاد ، وبذلك نضمن محاسبة الرئيس أو حتى خلعه إذا أساء فى استخدام السلطة..

مناظرة ومجلس

«إذا كان علينا تقبل نتيجة الانتخابات فليتم عمل مجلس رئاسي».

بهذه العبارة يبدأ كلامه محمد عبد القادر - طالب تاريخ وحضارة أزهر- ويستطرد مؤكدا أن انتخابات الإعادة يجب أن تتم فى موعدها لتحديد الرئيس لكن فى نفس الوقت من الأفضل تكوين مجلس رئاسى من الخمسة الكبار الذين اختارهم الشعب، ولكن بنسب متفاوتة ويتولى كل واحد منصبه فى المجلس وفق ترتيبه فى الانتخابات ، وبذلك نضمن إعطاء الشعب فرصة ليفهم كيف تسير الأمور ، وإن كان البعض قد يرى أن هذا حلم مستحيل فالأمور الآن خطيرة ، ويجب أن نتجمع كلنا ونكون يدا واحدة حتى يتم وضع الدستور ، وتحديد مهام الرئيس القادم..

ومع اقتراحات الشباب حول الضوابط ، والإجراءات التى يجب القيام بها قبل انتخابات الإعادة يقدم لنا محمد عقل اقتراحا بضرورة عمل مناظرة بين د. محمد مرسى، ود. أحمد شفيق ويقدم كل واحد منهما خلال المناظرة برنامجه بوضوح، ويعلن عما به من نقاط محددة، وجدوله الزمنى لتنفيذ هذا البرنامج، ويقدم كافة الضمانات والالتزامات للشعب وبذلك يتمكن أفراد الشعب من اختيار الرئيس بناء على معلومات محددة ولا تأخذه الشائعات التى تردد فى البلاد يمينا ويسارا، وإنما يقدم كل مرشح ما فى جعبته وما يضمن تنفيذه مما تعهد به..

رأي الأغلبية

ورغم نبرة الحزن التى تتحدث بها فإن دينا فراج موظفة ائتمان بأحد البنوك - 25 سنة - تؤكد أن من الديمقراطية أن نحترم ما حدث والنتيجة التى تم إعلانها ، ونتقبل الأمر الواقع وتضيف قائلة: «رغم أن المرشح الذى اخترته لم يحقق الفوز فإن ما حدث قد حدث وعلينا تقبل الأمر الواقع، وعدم الرجوع للخلف، فليس من المعقول أن أى شخص «لا يعجبنا» ننزل الميدان ونعترض.. هذا لا يجوز ، وإنما علينا احترام رأى الأغلبية والتعامل مع الأوضاع الراهنة بأن نتحد ونفكر فى وضع ضوابط لتحكم صلاحيات الرئيس القادم مهما تكون هذا الرئيس ، ومهما تكون القوى السياسية التى يمثلها والأهم هى الضوابط ، والأليات التى تحكم صلاحياته.

ويتفق معه محمد أحمد مسئول سلامة صحية ومهنية - 27 سنة قائلاً: إننا يجب أن نحترم الديمقراطية التى رسخنا قواعدها مهما كانت النتيجة ، فالصندوق هو من سيأتى بالرئيس ويضيف أننا منذ 30 عاما لم نشارك فى تجربة انتخابات، وكان أغلب الناس يعزفون عن المشاركة فى الانتخابات لتأتى الثورة وتغير كل الاتجاهات والسلوك، فإذا تم رفض نتيجة فإن الخوف من أن يفقد الشعب حماسه للمشاركة فى العملية الانتخابية مرة أخرى، والنتيجة المعروفة هى العودة مرة أخرى إلى ابتعاد الناس عن المشاركة السياسية والاكتفاء بالكلام، وهذا ما لا نريده فقد سرنا خطوة للأمام ، وعلينا أن نتمسك بها مهما كلفتنا هذه الخطوة.

وفى النهاية يرتدى عمر مرسى - طالب - نظارة وردية ليرى الأحداث بصورة مختلفة ويقول: «لقد خضنا تجربة رائعة فى المشاركة فى اختيار رئيس الجمهورية للمرة الأولى، وأى ارتداد عن هذه الخطوة سيجلب الخراب للبلاد، فلماذا التشاؤم، وارتداء النظارات السوداء، لماذا لا نستمر فى تلك التجربة؟ ونشارك فى الإعادة حتى يأتى رئيس يحكم البلاد ، ونعطيه فرصة مع وضع كل السيناريوهات المتفائلة بأن الرئيس القادم سيصلح من حال البلاد وسيعمل على تحقيق الرفاهية ، فإن حدث ذلك فهذا ما نتمناه جميعا ، وإن حدث العكس وأساء الرئيس استخدام سلطاته فعندنا الميدان ، وأعتقد أن الشعب والرئيس القادم كل منهما فهم الدرس جيداً ، ويمكن أن يتعامل مع أى سيناريو، لذا فأنا متفائل وأرى أن سيناريو الرفاهية هو ما سيتم اختياره فى كل الأحوال .

المصدر: مجلة حواء- ايمان العمري

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,806,456

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز