الحب الحقيقى يبقى طول العمر ! «2»
كتبت : سكينة السادات
حكيت لك الأسبوع الماضى عن قارئتى سعاد (49 سنة) التى تعمل مدرسة أولى بالإعدادى التى تنحدر من أسرة صعيدية موسرة مازالت تعيش فى صعيد مصر وكيف أن والدها كان موظفا متنورا إذ أصر على أن تتعلم حتى الجامعة، لكن عندما وصلت إلى النجاح فى الثانوية العامة تقدم لها عريس لا يرفض من أبناء عمها الأثرياء المتنورين فقد كان جامعيا يعمل مدرسا بالمدرسة الثانوية وكان والده صاحب نفوذ وكلمة فى البلد واعتبر والدها أنه تشرف بذلك النسب الرائع!
تقول أنها كانت حزينة ومتألمة ولم تستطع الرفض إذ كان قلبها متعلقا بحب قريب للأسرة فقير يعمل فى الزراعة الخاصة بأبيها حتى يستطيع أن ينفق على دراسته وكان بحكم ذهابه للدراسة إلى المدينة مسئولا عن توصيلها معى وأختها إلى المدرسة والعودة بها سالمة إلى البيت كل يوم!! تقول أنها أحبته وأنه كان وسيما محترما متدينا متفوقا فى دراسته ولكن بالطبع لا يمكن أن تبوح بذلك الحب وإلا قتلوها ومثلوا بجثتها.
وكان خالد زوجها يعمل مدرسا وكان بيتهما جميلا وقد بر بوعده فالتحقت بالجامعة المفتوحة لدراسة علوم التربية والدين تمهيدا لكى تعمل مدرسة فى المستقبل لكنها كانت تعانى من انصراف كل مشاعرها لحبها الأول.
واستطردت.. ومر العام الأول لزواجى والعام الثانى ولم أحمل ورأت حماتى ضرورة ذهابى إلى الطبيب الذى قرر أن هناك أكياس دهنية على المبيض تمنع الحمل ولابد من العلاج ثم إجراء جراحة حتى أتمكن من الإنجاب.
وبالفعل مرت سنة كنت أعالج بالحقن والأدوية ثم أجريت الجراحة وقالوا أن الحمل يحدث بعد الجراحة بستة أشهر على الأقل ولكن مر عام آخر ولم أحمل وكانت سنوات أربع قد مرت على زواجى ودراستى ونجحت والتحقت بالعمل مدرسة بالمدرسة الإعدادية!
ثم كان أمر الله سبحانه وتعالى، فوجئت فى السنة الخامسة بأننى حامل وأنجبت بنتا جميلة فرحنا بها فرحا شديدا رغم أن حماى وحماتى كانا يريدان ولدا بدلا من البنت لكى يحمل اسم العائلة ويعاون والده وجده فى الزراعة وإدارة الثروة!
وتستطرد .. وطوال كل هذه السنوات كنت أسمع أخباراً لأخت من أخته وأقاربه فهو قريبنا ومن العائلة.. ويحمل نفس لقب الأسرة.. قالوا أنه تخرج فى الجامعة فى الخارج وأنه تزوج من فتاة جميلة من أسرة خليجية محترمة وأنه أنجب منها خمسة أولاد صبيانا وبناتا!
واستطردت.. ومرت السنوات سريعا ولم أستطع أن أنجب سوى الابنة الوحيدة (سعادة) التى أدخلت السعادة على أسرتنا ولم يكن هذا الموضع مقبولا لدى أسرة زوجى لكنه كان إنسانا رائعا ورفض أن يتزوج زوجة أخرى لكى تنجب له الصبيان والبنات!
ودخلت ابنتى الجامعة الأمريكية بناء على رغبتها فاضطررنا أن نستأجر شقة إيجار جديد ونعيش فى القاهرة من أجلها ورافقنى أحد إخوتى للإقامة فى القاهرة إذ كانت معظم أعماله بها وكان زوجى يأتى إلينا كل أسبوع أما أنا فقد أخذت أجازة بدون مرتب من أجل ابنتى!
وتستطرد.. تصورى ياسيدتى ما حدث والذى يمكن ألا يصدقه أحد! التقت ابنتى فى الجامعة بحب عمرها، شاب يكبرها بعدة أعوام يدرس فى السنة قبل النهائية وكان سبب المعرفة هو تشابه الألقاب ثم كانت المفاجأة.. إنه ابنه الكبير.. ابن رأفت حبيب عمرى الذى لم أنسه يوما واحدا والذى لم يعطنى فرصة لكى أراه على مدى 23 سنة وعلمت أنه عاد إلى مصر مع زوجته وأولاده وألحقهم بالجامعة الأمريكية والمدارس الأجنبية وأنه صار ثريا يملك شركة كبيرة تعمل بين مصر والإمارات العربية وأن عنده جيشا من العمال والموظفين وكذا مصنع وكذا مكتب!! تصورى ماذا فعلت؟ بكيت من السعادة لأن الله وفقه وأكرمه وأنا الآن فى حيرة شديدة.. ماذا أفعل وابنتى تحب ابنه وترفض الارتباط بأى شاب سواه وهو يبادلها نفس الحب؟ وماذا أفعل عندما أرى رأفت بعد طول المدة؟ وهل أستطيع أن أمنع ابنتى من التمسك وقد علمت أن والده ووالدته قد فرحاً لارتباط ابنهما بابنتى وشجعاه على المضى فى النجاح حتى يتقدموا لخطبتها؟ ماذا أفعل؟
ماذا تفعلين؟ تفرحىن وتغردين لأن عريس ابنتك من أقربائك المشرفين، أما الحب القديم فكما كتمته 23 سنة استمرى فى كتمانه ولا تقولى لابنتك أى شئ عن هذا الموضوع وألف مبروك وربنا يتمم بخير!
ساحة النقاش