الوفاء الجميل للأحبة

كتبت :فاتن الهواري

لا يوجد أجمل من لحظة وفاء لمن نحبهم ونقدرهم، فكلمة الوفاء تاهت فى زحمة الحياة، نبحث عنها وللأسف لا نجدها ولكنى وجدتها بكل حب وحماس فى حفل تأبين أ.د علاء فايز رئيس جامعة عين شمس، أول رئيس منتخب للجامعة الذى دخل الجامعة فارساً وخرج منها شهيداً، الوجوه كلها كانت حزينة على عالم رفيع المستوى وجراح وطبيب مميز كان يقود الجامعة إلى مستقبل واعد.

حضر حفل التأبين د. على جمعة مفتى الجمهورية، واللواء محسن الفنجرى عضو المجلس العسكرى ود. عبدالقوى خليفة محافظ القاهرة، ود. حسين خالد وزير التعليم السابق ورؤساء الجامعة السابقون والوزراء أ.د محمد عوض تاج الدين رئيس الجامعة الأسبق ووزير الصحة الأسبق ود. أحمد ذكى بدر رئيس الجامعة ووزير التربية والتعليم الأسبق ود. ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس الأسبق وأ.د حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس الجديد وأعضاء هيئة التدريس وتلاميذ الفقيد ومرضاه علاوة على أهل الفقيد.

بدأ حفل الوفاء للدكتور علاء الذى تصادف يوم ميلاده بعرض فيلم تسجيلى للفقيد، وقام د. محمد الطوخى القائم بأعمال رئيس الجامعة بتسليم درع الجامعة لأسرة المرحوم تقديراً من الجامعة للدور الذى قام به د. علاء فايز خلال عمله رئيسا لها.. وتم إطلاق اسم الراحل على قاعة اجتماعات مجلس الجامعة بقصر الزعفران، كما قرر مدير مستشفى الدمرداش إطلاق اسم د. علاء فايز على قسم جراحة الأطفال بالمستشفى وذلك تقديراً لإنجازاته المتميزة فى مجال جراحة وزراعة الكبد للأطفال.

وكانت كلمات الوفاء عن د. علاء فايز الحاضر الغائب من زملائه ومحبيه وتلاميذه ومرضاه خير دليل على أن الإنسان يرحل ولكن أعماله وأخلاقه تظل باقية مدى الحياة... تحدث د. هشام مصطفى أحد تلاميذ د. علاء عن أخلاقه الرفيعة ومعاملته الرقيقة والحنونة للمرضى وتحدث عن الجانب الإنسانى من حياة الراحل وحرصه على الحضور يوم الأحد من كل إسبوع إلى مستشفى الجامعة فى التاسعة صباحاً وحتى مغادرة آخر مريض وتناوله الإفطار بالقسم مع كل العاملين على نفقته الخاصة بكل تواضع وحب.. بينما أكد د. فايد غالب رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة أن علاء فايز هو الفارس الحق والذى جعل أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة تحترم هذا الرجل هو مشاركته لطلاب الجامعة فى مسيراتهم ومظاهراتهم... وتحدث أ.د عوض تاج الدين رئيس جامعة عين شمس الأسبق ووزير الصحة الأسبق الذى قال أن السيرة الذاتية للدكتور علاء فايز تدعو إلى الفخر بهذا الوطن فهى سيرة إنسان عظيم، إنسان مصرى من تراب هذا البلد وهناك الكثير من أبناء الوطن يستحقون التقدير فالدكتور علاء فايز أسس مدرسة علمية عريقة وله تأثير على أجيال من الأطباء ونرى كم كان المرضى فخورين به، إنسان بكل هذه المواهب والقدرات وكل هذه الامكانيات ويتصدر لترشيح أن يكون رئيس جامعة فى هذه الظروف التى تعيشها مصر، ظروف صعبة مادية ومعنوية وبشرية وهذا يدل على إنه إنسان معطاء وله دور كبير وتضحية فى سبيل هذا الوطن وله من الصفات الجميلة من صفاء النفس والطيبة السمحة والإيمان العميق، فكان تلميذاً لى ثم زميلاً وأستاذاً ورئيساً لجامعة عين شمس وفى هذا المقام طلب د. عوض تاج الدين من محبى د. علاء فايز أن ينجزوا كل الذى كان يتمناه للجامعة، والأمر الآخر والمهم هو التصدى جميعاً للفوضى التى تعم الشارع المصرى وقضية حوادث السيارات التى لامثيل لها فى العالم وذكر د. عوض تاج الدين إحصائية عن الحوادث عام 2011 نتيجة حوادث الطرق 7445 حادثة وعدد الإصابات فى العام الماضى مذهل فمن الذكور 475 و85 ألف ومن الإناث 319،21 ألف ونسبة الوفيات نتيجة لحوادث السيارات لا مثيل لها فى العالم مابين عمر 15 سنة و49 سنة وهي سن الإنتاج والعطاء والشباب ويشكل 9،59%، القضية ليست قضية مرور أو قضية شرطة ولكن قضية سلوك وطنى يجب أن نتصدى له جميعاً فى الشارع وكل واحد فينا فى مكانه يجب أن يتصدى له، وهناك قانون مرور وضعت له أحكام رادعة ولم تنقذ وأكد د. عوض تاج الدين علي ضرورة التصدي جميعاً فى ذكرى تأبين د. علاء فايز لعمل خريطة وطنية مخلصة للقضاء على حوادث السيارات وندعو جميعاً لعلاء فايز بالرحمة والمغفرة وسيرته الذاتية وأدائه وتميزه لن تنساه الجامعة ولن ينساه الوطن .