لا تحرقوا الوطن ..!

كتبت :نبيلة حافظ

ما أشبه اليوم بالبارحة .. وكأن عجلة الزمان قد توقفت ستة عشر شهراً .. وكأن ثورة 25 يناير لم تنطلق ولم ينتفض الشعب ليصنعها ثورة عظيمة يشهد لها العالم بأثره لروعتها وجمالها وسلميتها التى لا مثيل لها على مر التاريخ.

كل شئ عاد لسابقه .. الفارق الوحيد هو تغير الأشخاص وتغير النظام.. فى يناير ثار الشعب ضد ظلم واستبداد وقهر مبارك وأعوانه .. وفى الثانى من يونيه ثار الشعب ضد من يديرون شئون البلاد ويسيرون أعمال الدولة.

كأن شيئاً لم يتغير على الإطلاق.. مصر تنتفض عن بكرة ابيها، تهتف نفس الهتاف .. وتطالب باسقاط النظام .. سواء فى يناير 2011 أو فى يونيه 2012 حيث تم الإخفاق فى إدارة شئون البلاد طيلة ستة عشر شهراً من وجهة نظر الثائرين.. وظل الوضع طيلة هذه المدة يخرجنا من أزمة إلى أزمة أكبر . تتكاثر أمامنا العراقيل وتزداد المشكلات من أجل افشال ثورة شعب .. ومن أجل فرض نظام بعينه على هذا الشعب العظيم .. لم يدرك بعد من يديرون شئون البلاد أن فرض الإرادة بات مستحيلا .. وأن الشعب الذى خضع وخنع طيلة ثلاثين عاما لن يقبل بعد ذلك أن تغيب إرادته .. أو يساق إلى طريق دون رغبته أو تنزع منه كرامته وانسانيته كما كان يفعل به من قبل .. لن يحدث هذا على الإطلاق مهما كان الثمن ومهما سالت دماء .. وسقط شهداء.. فالشعب ازال عن كاهله الجهل، والسلبية وعدم الانتماء .. وأصبح مطلبه الوحيد الذى يساوى حياة أو موت .. هو الحرية والعدالة الاجتماعية.

أبداً لن تعود عجلة الزمان إلى الوراء .. لن يستسلم ثوار مصر ولن تنهار عزيمتهم وقوتهم .. ولن تصطدم إرادتهم بحائط اليأس والانكسار .. «رب ضارة نافعة» .. ولتكن أحداث محاكمة مبارك التى فجرت الثورة الثانية فى يونيه فرصة لإعادة حساباتنا والتغلب على انقسامتنا .. والتوحد على أهدافنا .. الأهداف النبيلة لثورة مصر العظيمة .. ولنعمل بقول الحق سبحانه وتعالى : «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .. وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم» والآن .. على كل أطياف مصر الثبات والوقوف صفاً واحداً .. على كلمة واحدة وهدف واحد .. لا مجال للأهواء الشخصية .. أو للأهداف الدنيوية فليكن هدفنا جميعا هو مصر.. أمنها وسلامتها .. قوتها وازدهارها لا مجال الآن لتحقيق مأرب شخصية أو غنائم سياسية.

توحدوا يا مصريين يرحمكم الله.. اجتمعوا يا مصريين على كلمة واحدة ينصركم الله.

أما أنتم يامن بأيديكم الحكم .. يا من ادخلتمونا فى نفق مظلم لا بصيص نور فيه اتركوا الحكم آمنين .. سالمين .. اتركوا الحكم لمجلس انتقالى .. اتركوا الحكم ولن نحاسبكم أو نحاكمكم على أخطاء اقترفتموها