كلمة حق لابد من قولها !
كتبت :نبيلة حافظ
ماذا غيَّرت الثورة فينا ..؟!سؤال يراودنى بين الحين والآخر .. أحاول أن أجد له إجابة شافية قاطعة ، ولكن كانت الأيام تعاندنى .. والأحداث المتلاحقة تجعل هناك مسافة كبيرة بينى وبين هذه الإجابة .. ولكن أخيراً وجدتها ..!! وتوصلت إليها والمصادفة وحدها هى التى ساقتنى إليها.. نحن يا سادة وللأسف الشديد لم تغير الثورة فينا شيئاً ..!!
مازلنا شعباً يحتفظ بنفس طباعه وسلبياته وسقطاته .. لم نتمكن بفعل هذه الثورة العظيمة أن نتخلص من كل الصفات السيئة التى لحقت بنا كشعب عبر سنوات القهر والظلم الطويلة... ليس لدينا المقدرة والرغبة فى تقدير كل قطرة دم زكية سالت على أرض الوطن من أجل دحر الظلم والاستبداد الذى خيم على حياتنا وأفقدنا إنسانيتنا ..!
لم نقدر بعد حجم التضحيات التى بذلت من نفوس طاهرة بريئة لشباب رائع وعظيم ضحى بحياته من أجل الجميع، من أجل أن يعيش أهله وأصحابه وأحبابه فى عزة وعدالة وكرامة !
نعم للأسف الشديد لم نتغير بعد !
مازلنا على سذاجتنا لا نعطى لأنفسنا الفرصة لإعمال العقل وتقدير الأمور بالشكل الصحيح .. مازال أعداء الثورة يستغلون تلك الصفة فينا - السذاجة - وينسجون خيوطهم وألاعيبهم علينا من أجل العودة إلى الوراء .. ونسيان ما مضى .. لتحقيق مصالحهم التى افتقدوها بفعل الثورة !
وكانت الشائعات هى السلاح الوحيد الذى يملكونه فى معركة الثورة والذى يتوهمون أنه السلاح الذى سينصرهم على شعب مصر الحر لا وألف لا .. لن تنطلى علينا الحيل ولن نتداول الشائعات ونصدقها .. لن تغيب عقولنا أبداً بعد 25 يناير .. ولن نترك الفرصة أمام أعداء الثورة ليتمكنوا منها وينقلبوا عليها ويحققوا أغراضهم الدنيئة .
سوف نظل ونبقى مفتوحى العيون والعقول .. نقدر كل كلمة تقال لنا .. ونقيم كل تصرف يحدث أمامنا .. لقد تعلمنا بما فيه الكفاية ولدينا القدرة على الفرز بين الغث والثمين .. بين الحق والضلال بين الكذب والصدق.. بين الحقيقة والشائعات.
لن أصدق أبداً أن جماعة الإخوان المسلمين هم الذين اعتلوا أسطح العمارات والمبانى وأطلقوا النيران على شباب الثورة ليقتلوهم، لن ينطلى عليّ خدعة إن الإخوان هم من دبروا وخططوا لفتح السجون واقتحام أقسام الشرطة .. لن تستوعب عقولنا ولن أصدق أنهم أشاعوا الفوضى والبلطجة بالبلاد من أجل تمكنهم من الحكم .. لن أصدق مهما كانت وسائل الإقناع والسبب بسيط للغاية أن العقول التى تفتحت لا يمكن أن تغلق بعد وأن تسير على النهج القديم .. مع العلم بأننى لا أؤيد الإخوان .. ولا أرحب بحكمهم .. وأعلنتها مراراً بأن أخطاءهم منذ توليهم السلطة التشريعية كانت كثيرة .. وعلى الرغم من ذلك لابد من إحقاق الحق .. مهما اختلفت معهم وتخوفت من أفكارهم .. فهم أبداً لم يكونوا أعداء الثورة .. أو أعداء للوطن .
ويا شعب مصر العظيم .. اعقلوها قبل أن تقولوها .. اعقولوا كل كلمة تقال لكم واستعينوا بفطرتكم وذكائكم فى تصديقها أو رفضها .. لأن فى إعمال العقل أماناً وسلاماً لنا جميعا .. أسأل الله العظيم أن يجنب شعب مصر شرور الفتن والشائعات..!
ساحة النقاش