صديقتى .. الخائنة ! «2»

كتبت : سكينة السادات

قارئتى .. حنان «33 سنة» حائزة على شهادة الماجستير والدكتوراه فى علم النفس والعلوم الإنسانية تلوم أهلها لأنهم علموها قول الصدق وعدم الكذب أو اللف والدوران ولا إنكار أى شيء فعاشت بين أب أستاذ جامعى حجة فى علومه وأم أستاذة جامعية ذائعة الصيت فى جو إنسانى وعلمى وثقافى ولما كانت هى ابنتهما الوحيدة التى رزقا بها بعد عشر سنوات من عدم الإنجاب فقد كانت موضع اهتمامهما طوال الوقت وكانت أمها هى عمادها الأول فى كل مناحى الحياة وتفرغت حنان لدراستها حتى تخرجت وسمحت لها درجاتها العلمية -وليس لأنها ابنة أساتذة جامعيين- بأن تعين فى الجامعة وتدرس الماجستير والدكتوراه متفوقة فيهما!

كانت أمها تتمنى أن تراها فى حالة حب أو أية مشاعر تمهيدا للزواج لكن حنان كانت منصرفة إلى العلم والدراسة فقط حتى توفى والدها وبعده بستة أشهر ماتت أمها ولم تجد من يؤنسها فى الفيلا التى كانوا يعيشون فيها بالمعادى «وهى فيلا مستأجرة بإيجار قديم» إلا قريبة لأمها طالبة جامعية أيضاً فكانت أمها - رحمة الله عليها تأنس إليها وتثق فيها لإدارة البيت خلال فترة مرضها وكذلك اعتمدت على حنان فى كل شئونها وكانت تتصرف بلباقة ولياقة كأنها الأخت الصغرى لحنان!

توفى الأب وكذلك الأم ومرت السنوات وذات يوم جلست ابتسام قريبة حنان إلى جوارها وقالت لها إن هناك عريساً ممتازاً يريد أن يتزوجها - يتزوج حنان وأنه طلب منها أن تطرح عليها الموضوع وتحدد موعدا لكى تراه وقالت يومها أنها تؤيد التفكير فى الموضوع بعد أن تخطيت سن الثلاثين!

 

حاولت أن أؤجل الموضوع لكن ابتسام قريبتى التى كانت تقوم بكل العمل فى البيت وخارجه عن طيب خاطر أعطته موعدا وجاء لزيارتى!

لأول وهلة شكله عادى، شاب مصرى أسمر طويل القامة يعمل محاسبا فى شركة، أسرته تقيم فى الريف، لطيف المعشر، كلامه معقول وقال إنه لجأ إلى ابتسام لأنها صديقة أخته وأنه سوف يكون الحافظ الأمين عليّ وعلى كل ما يهمنى فى الحياة!

 

واستطردت د. حنان.. طبعاً أقنعتنى ابتسام بكل الطرق أن أقبله فهو «طيب ومقدور عليه وغير طامع».

وجاء خالى وعمى اللذان سألا عنه فى عمله فواجداه لا بأس به وتزوجنا بعد حفل عائلى فى الفيللا بالمعادى ووجدته فعلا إنساناً هادئاً لطيفاً متنوعا وظلت ابتسام هى مديرة شئون حياتنا وموضع ثقة كما كانت، وكنت منهمكة فى دراسة الدكتوراه التى تعثرت بعض الشيء عندما حملت فى ابنتى وأتعبنى الحمل كثيراً وقالوا إنها وراثة عن أمى ثم تولت ابتسام أيضاً رعاية طفلتى فى غيابى حتى زارتنى زوجة خالى فى الجامعة وقالت لي.

- يا دكتورة.. انتبهى لجوزك وعلاقته بابتسام، الناس كلها بتتكلم فى الموضوع ده!

وفعلاً.. يا سيدتى تأكدت بعد فترة ترقب من علاقته بالإنسانة التى رفعتها إلى مرتبة الأخت ووثقت فيها وكنت لا أبخل عليها بأى شيء!

واحترت ماذا أفعل؟ هل أواجهها تلك الخائنة الجاحدة.. طبعا سوف تنكر كعادة كل الخونة وخفت على ابنتى منها إذا أنا واجهتها بإثمها، وأخيراً قررت أن أواجهه هو بالأمر وأطلب منه الطلاق وترك المنزل!

سمع كل ما وجهته إليه من اتهامات وقال بصوت هاديء بدون انفعال..

- يا دكتورة.. ابتسام تبقى مراتى على سنة الله ورسوله قبل أن أتزوجك بعام كامل ولأننا فقراء لم نجد المكان الذى يجمعنا فلم نعلن زواجنا.

وسألته .. ولماذا تزوجتنى إذن؟

قال.. أردت أن أعيش عيشة راضية وأنت إنسانة ممتازة وابتسام لا تستطيع أن تفارقك إذ عاهدت والديك على رعايتك.. فما هو الخطأ الذى ارتكبناه؟

وتستطرد د. حنان.. قلت له الخطأ فى خديعتى وخيانتى وأنا التى لم أؤذ أحدا منكما بل أن خيرى عليكما.. أرجوك أن تطلقنى وتترك البيت أنت وهى فورا!! فهل أخطأت يا سيدتى وماذا سيكون شكل حياتى بدونهما؟

 

أخطأت قريبتك ابتسام بالطبع وعذرها فى عدم استطاعتها تركك أو تركه عذر أقبح من ذنب! طبعا لابد أن يدركا أنهما خدعا صاحبة الفضل عليهما وخصوصا قريبتك التى أغدقت عليها كل شيء! والدنيا لن تقف عندهما بل عليك بخالك وعمك يوظفان لك المربية الصالحة ومديرة البيت وخلافه! ولا تحزنى!! 

المصدر: مجلة حواء- سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1093 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,846,552

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز