حدث في المطار
كتبت :ماجدة محمود
يقولون فى السفر سبع فوائد، وارى دائماً في أسفاري عشرات بل مئات الفوائد ، تماماً كما تغنى الراحل عبد الحليم حافظ "على طول الطريق، نقابل ناس ونعرف ناس، ونرتاح ويا ناس عن ناس "، هذه الجمل ظلت تطاردني طوال جلستي بمطار "جون كنيدى" انتظارا لإقلاع طائرة مصر للطيران للعودة إلى القاهرة، أتفحص وجوها وتتفحصنى وجوه، وخلال جلسة استمرت لأكثر من ساعة استوقفتنى مشاهد وملاحظات كثيرة، أولها تلك المساعدة الإيجابية المشمولة بالرحمة والتقدير للمرأة الأوروبية من قبل زوجها، والتى تتلخص فى احتوائه لأطفاله وجذبهم إليه بعيدا عن الأم التى جلست مستمتعة بما حولها ومراقبة لصغارها وهم يتحركون فى اتجاه الأب، أيضاً ذلك الزوج الشاب الذى جلس أمام زوجته وهى تحتضن طفلهما الصغير وهو يقوم بإطعامه، وعندما رفض الطعام قام بجلب الحقيبة وأخرج منها " الببرونه" وعلبة اللبن، ثم أعد وجبة الصغير بعناية فائقة وجذبه من أمه وجلس يرضعه في حنان بالغ - ملحوظة لولا خجلي لالتقطت صورة لهذا المشهد- فى هذا الوقت كانت الأم قد ذهبت إلى السوق الحرة للتسوق وعادت محملة بأكياس الشيكولاته، وبعض اللعب لتجد صغيرها قد غط في نوم عميق يغلفه حنان الأب، وعلى النقيض وجدت بعض الأسر المصرية والعربية وقد جلس الزوج مسترخيا على الكرسي والزوجة تجرى هنا وهناك تارة لتحضر ساندويتش للأولاد، أو تطمئن على تسليم الحقائب، وتارة أخرى تذهب بالصغار إلى" التواليت" المهم أنها فى حالة حركة لا تهدأ حتى داخل الطائرة، مشغولة ومهمومة بالجميع صغارا وكباراً بما فيهم الزوج نفسه، وتعجبت من أمر هذه المرأة التي لا تهدأ ولا ترتاح، فهي دائماً وأبدا حمالة آسيه، أما الرجل العربي فيتحرك ولكن فى هدوء، وأبناؤه من الذكور يقومون بكل الأعمال حتى حمل الصغار، وهو مهندس العملية يأمر فيطاع وعلى النساء الوقوف بعيدا لحين الانتهاء من العمل، ثم يتم اصطحابهن لجولة شرائية فيما بعد، هذه المشاهد أثارت بداخلي عدة تساؤلات أولها وأهمها: لماذا تتفانى المرأة المصرية من أجل زوجها وأسرتها وتتحمل مالا يتحمله بشر؟ ولماذا لا يرحم الرجل زوجته وهو يراها تقوم بالكثير من الأدوار ويكتفي هو بدور المشاهد ؟ ولماذا تصر كثير من المتعلمات والمثقفات بالسير على نهج الأمهات فى تربية الأبناء على التفرقة بين الولد والبنت، وهذا للأسف يحدث في كثير من بيوتنا ؟ لماذا لا نتعامل مع المرأة برفق ورحمه كما أمرنا ديننا الذي أوصانا خيرا بالقوارير؟ أننا بحاجة ماسه لإعادة النظر فى أفكارنا وموروثاتنا ، بحاجة إلى تدريس فلسفة التربية الحديثة للأجيال القادمة حتى لا نرى تعاليم ديننا يطبقها غيرنا..
ساحة النقاش