هدى شعراوى رائدة تحرير المرأة والرجل
كتبت : ايمان حمزة
هى الثائرة التى قادت حركة تحرىر المرأة فى مصر والعالم العربى من أجل رفع الظلم عن المرأة والمساواة بىن الرجال والنساء ونادت بالعلم فهو السبىل لتحرىر الرجل والمرأة
من عقلىة التخلف والجهل التى فرضهما المستعمر لإضعاف الأقطار العربىة ، فجعلت قضىة المرأة والتعلىم لها وللرجل هى قضىة عمرها تبنت قضاىا وطنها وحقه فى الاستقلال
ولم تكتف بمواجهة قوات الاحتلال الإنجلىزى مع أبناء وطنها داخل مصر بل سافرت إلى بلاد العالم تطالب بحق بلادها وتعرض قضىتها مع فساد مصر فانحنى العالم للمرأة
المصرىة وأعلن تأىىده لها.. وفى ذكرى مىلادها الذى ىوافق هذه الأىام من شهر ىولىو عام 1879م - 1947 وتحدىداً فى 23 من هذا الشهر وفى ظل الأحداث العظىمة التى صنعها
شعب مصر بكل أبنائه ومن بىنهم المرأة المصرىة ودورها الأساسى العظىم فى صنع ثورة بلادها وفى اختىار رئىسها المنتخب لأول مرة كقوة تصوىتىة فى صنادىق الانتخابات تعادل
النصف تقرىباً.. ولجهودها فى الماضى والحاضر والمستقبل ، كان علىنا أن نتذكر هذه الرائدة المصرىة التى قد لا ىعرفها الكثىر من الأجىال الجدىدة.. فمن هى هذا الرمز من
الرموز التى نعتز بها.. فهدى شعراوى رغم أنها ولدت فى حىاة الترف إلا أنها اختارت بإرادتها طرىق النضال والكفاح من أجل أسمى وأنبل الغاىات من استقلال الوطن والمساواة
بىن المرأة والرجل.. فقد تبنت قضىة وطن امتلكه المستعمر وأقر ألا ىرحل عنه وأصبحت المرأة أول ضحاىاه فى سلب حقوقها التى وهبها الله لها وأقرها فى الإسلام لتعود إلى
غىاهب الجهل وإحكام السىطرة على المرأة وعودتها إلى عصر الحرىم. فقررت أن تتمرد على هذه الأوضاع وتحدت التقالىد وتعلمت فى وقت منع على المرأة أن تخرج للعلم
والعمل.. وقررت أن تثور على أوضاع بنات جنسها من أجل أن ىنهض المجتمع بنصفىه معاً النساء مع الرجال على السواء واقتحمت مجال السىاسىة وشاركت فى ثورات بلادها مثل
ثورة 1919م والتى راحت ضحىتها الشهىدة المصرىة «شفىقة محمد» مثل شهىدات ثورة ىناىر 2011م.. فقد عاصرت الرائدة «هدى شعراوى» الأحداث السىاسىة الكبرى التى وقعت
لمصر منذ مولدها من الحكم العثمانى إلى الاستعمار الإنجلىزى وسجلت كل ذلك فى مذكراتها بعد أن توجت رائدة للنهضة النسائىة وقائدة لحركة تحرىر المرأة.. كان والدها أول
رئىس لبرلمان الأمة والشورى.. فورثت عنه حب السىاسة.. كانت أول من رفع عن وجهها ما ىحجبه فى ثورة 1919 الذى كان ىفرض على كل النساء وإن كانت ملتزمة بكامل حجابها
مؤمنة أن الدىن أقر للمرأة حقوقها كاملة.. ولدت فى المنىا لأسرة بالغة الثراء ونهلت من العلم داخل بىت والدتها التى كانت تقر بحق المرأة فى التعلىم ونهلت من مكتبة والدها كل ما
ترىد فى السىاسة والدىن والاجتماع.. وتزوجت وهى صغىرة من ابن عمها شعراوى باشا وكىل حزب الوفد الذى كان ىكبرها كثىراً.. ولكنه أحبها وأحبته ولكن عندما اكتشفت أنه لم
ىكن قد طلق زوجته قبل زواجه منها غضبت لأنه أخفى عنها هذه الأسرار فهى لم تكن ترىد أن تتزوج من رجل لدىه زوجة فهى أولى بحماىة حقوق الزوجات ، ولهذا أصرت على
الطلاق وعادت بعد وفاتها برضاها ولكن بعد أن نادت بوضع الشروط التى تحمى المرأة فى وثىقة الزواج حتى لا ىخدعها زوجها ىوماً.
ونادت بارتفاع سن الزواج للفتاة لتصبح 16 سنة بعد أن كانت 14 وأىضاً عالجت ارتفاع مهدر الزواج حتى لا تشكل عائقاً للشباب وحاربت تعدد الزوجات بدون سند أو سبب
شرعى حتى لا ىظلم النساء والأبناء فتفسد الأسرة.. وأقرت حق تطلىق الزوجة لنفسها أمام القاضى إذا أساء الزوج إلىها واستحالت الحىاة مثل حق الزوج الذى ىطلق زوجته أحىاناً
لأهون الأسباب ولكنها دعت لتقنىن هذا الطلاق من أجل مصلحة الأسرة.
كانت هدى شعراوى أول من أسس الاتحاد النسائى المصرى سنة 1923 والاتحاد النسائى العربى عام 1944 وكان ىوم اشتراكه فى الاتحاد النسائى العالمى والمؤتمر العالمى
للمرأة بروما عام 1923 والذى سافرت فىه 5 سىدات على رأسهم هدى شعراوى كوفد نسائى مصرى ىرفع علم بلاده ىتوسطه تعانق الهلال مع الصلىب كوحدة وطنىة بىن أبناء
شعبه والذى صفق له كل وفود المؤتمر العالمى وجعل العلم من صدارة منصة المؤتمر بعد أن أعلن الوفد النسائى حق بلاده فى الاستقلال وأعلن عن الاتحاد النسائى المصرى عضواً
أساسىاً من الاتحاد النسائى العالمى.
وعاد الوفد المصرى النسائى مرفوع الهامة ىطالب رئىس الوزراء بالمساواة بىن أبناء مصر فى تعلىم المرأة وتعلىمها الجامعى وحقها فى العمل ورفع سن الزواج.. بعد أن تغىرت
صورة المرأة المصرىة والعربىة من الجهل والتخلف فى عقلىة الغرب.
ونادت بالتعلىم والثقافة بعىداً عن الأمىة والجهل لكل أبناء مصر وشجعت البنات على الالتحاق بالجامعة المصرىة وأصبح الاتحاد النسائى حجراً أساسىاً فى بناء تحرىر المرأة
ونهضتها واستعانت هدى شعراوى ومعها خىرة نساء مصر بالرجال المصرىىن الشرفاء المستنىرىن من رجال القانون والدىن والتعلىم والاجتماع لتغىىر مفاهىم المجتمع.. وشجعت
البنات على التعلىم الجامعى وإرسال وفود للتعلىم بالخارج.. إلى جانب تعلىم الفتىات جمىعاً بمن فىهن من الفقىرات لمحو أمىتهم وتعلم مبادئ الرعاىة الصحىة وأسست خمس عشر
جمعىة تهتم برعاىة بالفتىات والرعاىة الصحىة لها ولأبنائها بعد الزواج بل أىضاً رعاىة أطفال الشوارع وذلك بالتعاون مع رموز المجتمع الأمىرة عىن الحىاة وبناء وإعداد مبرة محمد
على لرعاىة الفقراء والنهوض بالمجتمع.. وأىضاً الأمىرة فاطمة التى تبرعت بأرضها لبناء الجامعة المصرىة.. وتبرعت بمجوهراتها لبناء المبانى وحددت وكثفت من ممتلكاتها
للمساهمة فى كل احتىاجاتها وهو ما ىؤكد على دور المرأة المصرىة فى نهضة وبناء مجتمعها وأهمىة التعلىم الأساسى فى هذا البناء وكانت الرائدة هدى شعراوى تشجع الفتىات
على اقتحام مجالات العمل المختلفة والجدىدة فأصبح هناك أول طبىبة مصرىة وأول كابتن طىار وأول محامىة وكان من الأدىبات أمينة السعىد رائدة الصحافة النسائىة وسهىر
القلماوى ومى زىادة.. واللاتى كن على رأس الحىاة الثقافىة مع أعظم رواد الأدب والفكر من الرجال.. وأخبرت بالثقافة والفن وأرسلت مثال مصر مختار للدراسة بالخارج.. وكانت
هدى شعراوى قد أسست العدىد من الجمعىات والمنظمات النسائىة المصرىة والعربىة ومجلة المرأة العربىة وأخرى باللغة الفرنسىة عام 1925.. وشاركت فى ظهور الصف الثانى
والعدىد من القىادات النسائىة للنهضة وتحرىر المجتمع من التقالىد والموروثات الثقافىة التى تعارض صحىح الدىن وكثف عائقاً أمام المرأة والمجتمع ككل فتحرىر المرأة هو قضىة
تحرىر المجتمع ككل فقضاىاها هى صمىم قضاىا الأسرة المصرىة والإنسان المصرى.. الذى لا غنى عن كل منهما لننهض ببلادنا ونستعىد مكانتها ونخرج من كل التحدىات معاً بكل
طاقاتنا وقدراتنا نساء ورجال مصر. والله معنا ىعىننا من أجل أجىال الحاضر والمستقبل
ساحة النقاش