بدءاً من كوب الزبادى وانتهاء بفتاة الأحلام
حياة دليفرى * دليفرى
كتبت :سمر عيد
الحياة كلها أصبحت مختزلة في رقم مختصر يستخدمه الناس في كل شىء بدءاً من شراء الخضراوات ومروراً بالأطعمة الجاهزة وانتهاء
بطلب الحب.. نعم الحب فعن طريق بعض الأزرار علي لوحة الكمبيوتر يصلك الحب إلي مكانك عن طريق الشات في غرف الدردشة.. إذا الحياة أصبحت سهلة ومتاحة
عند أطراف أصابعك لكن كيف يري المستهلكون خدمة الدليفري، وماهي أضرارها وفوائدها وكيف يراها علماء الاجتماع؟ هذا ما نحاول معرفتة خلال السطور القادمة
همت أن ترتدى ملابسها كى تذهب لتشترى الخضراوات لكنها فوجئت بشخص يدق جرس الباب ليعطيها كارتاً مكتوباً عليه «الخضرى الجديد» وتوصيل الطلبات
للمنازل فقالت لماذا إذا أذهب إلى السوق والخضرى يمكن أن يأتى لى بأى شىء إلى المنزل، إذا أنزل لشراء السمن والملح من البقال، فدق جرس الباب وأعطاها شخص آخر
كارتاً للبقال المجاور لها ومكتوب عليه توصيل الطلبات للمنازل، فقالت فى نفسها لن أنزل سوف أطلب الخضرى والبقال وسوف يوصولون لى ما أحتاجه إلى باب المنزل. إذن
سوف أقوم كى أطهو الطعام، فدق جرس الباب وشخص ثالث هذه المرة أعطاها دعاية عن مطعم مجاور وأيضاً توصيل الطلبات للمنازل.
فقالت سوف أخلد للنوم وأطلب طعام الغداء من المطعم.. هذا هو حال أغلبية النساء الآن اللواتى أصبحن يعتمدن بشكل كبير على (الدليفرى) أو توصيل الطلبات
للمنازل فما سلبيات وما ايجابيات الدليفرى؟!
لا مفر
تقول سها محمد - صاحبة سوبر ماركت : لا مفر من الدليفرى فلقد وجدنا أن أغلبية الناس لايريدون النزول من منازلهم أو التحرك، الجميع يشعر بالإرهاق بعد
عودته من العمل ويريد أن يرتاح ويشاهد التليفزيون، لذا فكرنا أن نوصل نحن الطلبات للمنازل، وهناك أناس يطلبون حتى كوب الزبادى بالتليفون إنها موضة.
ويقول محمود عامر - طالب بمعهد الحاسب الآلى - : كل شىء أصبح «دليفرى» حتى الحب، فبضغطة واحدة على لوحة المفاتيح والدخول إلى الشبكة العنكبوتية
(الإنترنت) نحصل على تليفونات وعناوين مئات الفتيات الجميلات اللواتى يمكن مواعدتهن، ويستطيع أى شاب أن يكلم حبيبته أياً كانت جنسيتها أو مكانها «بالشاتنج».
حياة أسهل
مها أحمد - محاسبة - تعمل حتى الساعة الثالثة عصراً كل يوم تقول : لا أستطيع أن أطبخ كل يوم لذا أستعين بالطعام الدليفرى حتى أتفرغ لعملى جيداً ويجد أبنائى
طعاماً يأكلونه، وأحيانا نذهب كى نتناول طعامنا فى المطعم ولكن هذا ليس بصفة دائمة، لأننى أعود من عملى منهكة جداً.
سبب سمنة المصريين
وتعلق نهى محمود رجب - ربة منزل - قائلة : الدليفرى فى كل شىء هو سبب سمنة النساء لأن الأسرة أصبحت تستسهل وتطلب كل شىء بالتليفون بدلاً من أنيحضره أحد أفرادها بنفسه فقلّت الحركة وبالتالى ازداد الوزن الأمر الآخر أن الطعام الدليفرى غير صحى وغير مفيد للأولاد، فالخضراوات والفاكهة واللحوم الطازجة
أفضل وبها فيتامينات مغذية، وهى أفضل من اللحوم مجهولة المصدر التى يستعملونها فى إعداد أطعمة الدليفرى، أيضاً أسعار الأطعمة الدليفرى باهظة جداً وتستهلك
ميزانية الأسرة، فنجد أن الهامبورجر بـ 50 جنيها والبيتزا بـ 70 جنيهاً وفى النهاية نكون غير واثقين من النظافة وسلامة هذه الأغذية وتواريخ صلاحيتها.
فوائد ومخاطر
وتعلق د. نورا رشدى - أستاذة الخدمة الاجتماعية - على هذا الموضوع قائلة : الدليفرى سلاح ذو حدين فهو يسهل الحياة ويجعلها أفضل، ولكنه فى نفس الوقت يمكن
أن يعرض ربة البيت لمخاطر كثيرة يأتى على رأسها عدم الأمان، فما يدريك من الشخص الذى يوصل الدليفرى قد يكون مجرماً وقد يقوم بسرقة المنازل أو قد يتبع تشكيلاً
عصابياً، وأغلبية الحوادث التى تتم تكون بسبب عمال الدليفرى الذين يرصدون حركة أصحاب المنازل ثم يخططون فيما بعد لسرقتها لذا فعلينا الحذر وعدم التعامل إلا مع
المطاعم المشهورة وأن نتحقق من شخصية عمال الدليفرى.
مشبعة بالدهون
وتضيف د. مديحة عبدالقادر - أستاذة التغذية - : هذه الأطعمة مشبعة بالدهون عادة ومصادر اللحوم غير معروفة لذا فهى تزيد من نسبة الكوليسترول فى الدم الأمر
الذى يؤدى إلى الإصابة بالسكر والضغط وأمراض القلب والسمنة، وكلها أمراض خطيرة، لذا ننصح ربة المنزل بعدم الاعتماد على الدليفرى بشكل كبير خاصة فى غذاء
الأطفال، وإذا كان ولابد فلتطلب ربة المنزل مثلاً سمكاً أو أطعمة مغذية، ولا تطلب بيتزا أو هامبورجر لأن بها أكبر نسبة من الدهون المشبعة
ساحة النقاش