هل هلالك شهر مبارك
كتب : محمد الشريف
أيام وينقضي شعبان، ويهل علينا شهر الخيرات و مضاعفة الحسنات وضحض السيئات، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، شهر رمضان ذلك الذي حبي الله به
الأمة الإسلامية وفضلها علي غيرها من الأمم بهذا الشهر الذي كتب الله عليها صيامه وسن نبيه لها قيامه وبين مكانته وخيريته علي سائر الشهور، فكيف نستقبل ذلك الشهر
الزاخر بالخير، ونفوز بمنحه وجوائزه؟
وحول كيفية الاستقبال كان اللقاء مع فضيلة الشيخ: عبد الحميد الأطرش - رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً- الذى أكد أن السلف الصالح من
صحابة رسول الله صلى الله عليه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين كانوا يفرحون ويبتجهون بقدوم شهر رمضان، قائلاً: كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامه عما يبطله أو
ينقصه من اللغو واللهو والغيبة والنميمة، وكانوا يجاهدون فيه بطاعة الله.
ويستطرد: ليس شهر رمضان شهر خمول وكسل كما يظنه البعض، لكنه شهر جهاد وعمل، لذا ينبغى أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكريم، وكيف لا نكون كذلك فى
شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب
النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه الخطايا والسيئات «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا» .
ويوصى الأطرش: المسلم والمسلمة باغتنام فرصة الحياة والصحة والشباب فى طاعة الله وحسن عبادته خاصة فى هذا الشهر الكريم، وأن يجددوا العهد مع الله بتوبة صادقة
فى جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات، وامتثال الطاعة بالتزام أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يوم لا ينفع مال ولا بنون وصدق الله إذ يقول «ومن يطع الله
ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً» وقال فى أمره لفعل الواجبات وترك المنكرات «و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين»، « قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك
له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين».
ويؤكد رئيس لجنة الفتوى سابقاً على ضرورة استقبال شهر رمضان بالعزيمة الصادقة والقيام ايماناً واحتساباً لا تقليداً وتبعية للأخرين ليفوز المسلم بالمغفرة والعتق من النار.
ويختم حديثه بضرورة تنظيم المسلم لوقته فى هذا الضيق السريع حتى لا يضيع فيه شيئ بدون عمل وفائدة فهو مسئول عن أوقاته محاسب عليها0
النية
كيف تكون النية لصيام شهر رمضان؟
سؤال طرحته قارئة حواء سيدة عبد الله - موظفة - ونستمع للإجابة على هذا السؤال من أ.د لطفى عفيفى عبد ربه - أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر - حيث يقول:
للصيام ركنان أساسيان يتكون منهما حقيقته: الأول هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لقوله تعالى : «فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا
واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر».
وثانيهما: النية لقوله صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى» وقوله تعالى «وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء» وقد اشترط بعض
الأئمة أن تكون النية لكل يوم على حده، وذهب آخرون إلى أن النية الواحدة تكفى ليوم واحد وتنصب على باقى شهر رمضان.
وذلك لحديث حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» وتصح النية فى أى جزء من الليل ولا يشترط التلفظ بها فإنها
عمل قلبى لا دخل للسان بها، لأن حقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى وطلباً لرضاه، ومن تسحر بالليل قاصداً الصيام لله بهذا الإمساك فتعد نية للصيام، لأن من
المعلوم أن كل شخص يقوم فى آخر الليل ويتسحر فإنه قد أراد الصيام ولاشك فى ذلك، لأن كل عاقل يفعل الشئ باختياره ولا يمكن أن يفعله إلا بإرادته.. والإرادة هى النية، ولا
يأكل فى آخر الليل إلا من أجل الصوم، ولو كان مراده مجرد الأكل ولم يكن من عادته أن يأكل فى هذا الوقت، فهذه هى النية .. والأرجح أن نية صيام رمضان فى أوله كافية ولا
يحتاج إلى تجديد النية لكل يوم إلا إن وجد سبب يبيح الفطر فيفطر أثناء الشهر فحينئذ لابد من تجديد النية لاستئناف الصيام .
ساحة النقاش