أبى وأمى.. وزوجى ! «2»

كتبت : سكينة السادات

قبل أن أستأنف معكم حكاية قارئتى التى بدأتها الأسبوع الماضي أقدم إليكم أعزائي القراء والقارئات أسمى التهانى بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم
باليمن والخير والبركات.

حكيت لك الأسبوع الماضى قصة قارئتى فضيلة (دبلوم تجارة) تعمل مديرة لمطبعة الحاج راشد الحديثة براتب شهرى (ألف جنيه) بخلاف المكافآت فى الأعياد والعمولات
عندما تجىء بصفقة يكسب منها الحاج راشد الآلاف مثل مطبوعات الشركات الكبيرة وإعلانات الأوكازيون والكتب وخلافه وكانت فضيلة هى الابنة الثالثة من ثمانية أبناء
أولاد الأسطى جابر السائق بالنقل العام والذى يدخن بشراهة ويشرب أكواب الشاى بلا حساب بدعوى أن مهنته تدفعه لذلك حتى أصيبت رئتاه بالتليف والاحتقان فى
البداية ثم الأورام مؤخرا وبعد أن انتهت أجازاته المرضية كان يتغيب غصباً عنه فتخصم أيام الغياب من راتبه الضئيل وتعانى الأم من عدم وجود القوت الضرورى لها هى
وباقى الأولاد الصغار من الصبيان أما الأختان الكبيرتان فقد تزوجتا من أقارب للأسرة بالريف وتركتا المدينة وصار لكل منهما عيال كثيرين !

قالت فضيلة أنها كانت تعطى أمها كل راتبها ولا تأخذ سوى أجر الأوتوبيس وساندوتش فول إذ كانت تعمل عشر ساعات يوميا ولا تترك موقعها إلا لشراء مستلزمات
المطبعة كلها، قالت عن نفسها إنها لم تكن جميلة بل إن الناس كانوا يقولون عنها أنها مقبولة ودمها خفيف وكان الحاج والعملاء يقولون إنها (لهلوبة) فى العمل وذكية !
وبدأ القلق يتسلل إليها عندما وصلت إلى سن التاسعة والعشرين دون أن تخطب ودون أن يرنوا قلبها الى رجل رغم كثرة ما ترى من الرجال فى عملها وبررت ذلك بقولها
أنها كانت ترى إما عمالا لا يناسبونها وإما رجال أعمال كبار ومتزوجين ولهم أولا فى سنها !
ثم حدثت المفاجأة !

 

تستطرد فضيلة .. بصراحة كنت أتمنى فى داخلى أن أتزوج وأن يكون لى بيت وأولاد ولكن ليس مثل شقيقتي اللتين تعيشان فى بيت كبير مملوك لوالدى زوجيهما فهما
تزوجتا من شقيقين وتعملان فى البيت وتأويان إلى غرفتيهما فى المساء ثم تنجبان الأطفال وتقوم الأم الكبيرة برعاية الأحفاد لأن أمهاتهن مشغولات فى شغل البيت الشاق !
كنت أريد زوجاً يحبنى وأحبه وأعيش معه حياة كريمة مع ضرورة احتفاظى بعملى فمن أين يأكل والداى وإخوتى الصغار ويلبسون ويدفعون ثمن الدروس الخصوصية إذا لم
تأخذ أمى راتبى كل شهر ؟
المفاجأة أننى قابلته .. شاب من أسرة متوسطة جامعى يعمل فى إحدى الشركات، جاء لكى يطبع كتيبا لشركته عندنا.. تكلمنا، رهف قلبى إليه لأول مرة فى حياتى وبادلنى
مشاعرى ثم حدثنى أنه قد سبق له الزواج لمدة عامين من إحدى قريباته ولم يوفق وليس لديه أولاد لكنه يعيش مع أسرته فى حى متوسط وأنه ينفق أيضا على أبيه الذى
وصل إلى سن المعاش وليس فى مقدوره أن يؤثث شقة أو يدفع مهرا أو حتى شبكة وأن راتبه ومعاش والده لا يكفيان ثمن دواء أمه وأبيه وأنه كان قد قرر ألا يتزوج مطلقا
بعد أن استنفذت مطلقته كل ما كانى يملكه وما كان قد دفعه مهرا وشبكة ومقدم صداق وأجهزة وأثاث وتركته خالى الوفاض بعد دفع مؤخر الصداق والنفقة !
وتستطرد فضيلة ..

طبعا سألته عن سبب الطلاق فقال إنه عدم التوافق وعدم التفاهم وأخطأ ذات مرة وضربها ضربا مبرحا عندما استفزته بكلامها وثبتت عليه الواقعة فحق لها الطلاق
والحصول على كل مستحقاتها بالتمام والكمال ،
تسأل فضيلة .. أريد أن أتزوج وانجب، وأحب كمال حبا جما ولكننى لا أستطيع أن أتخلى عن أبى وأمى ولا أستطيع أيضا أن أعيش مع أسرته، فهل حكم علىّ القدر بأن
أُحرم من الزواج لأننى بارة بأبى وأمى واخوتى ماذا أفعل ياسيدتى ؟!

أنت إنسانة محترمة تراعين الله فى والدك المقعد وإخوتك الصغار وأمك الصابرة جزاك الله كل خير .. الحل من وجهة نظرى ولو مؤقتا أن تحصلى أولا على موافقة
عريسك على منح راتبك لأسرتك إلا جزءاً قليلاً منه وتتعاونين فى إيجار شقة صغيرة بعد موافقة أهله أيضا وتحاولين الادخار من المكافآت والمنح حتى يقضى الله أمرا كان
مفعولا ولن يتخلى عنك ربك فأنت بارة بأهلك !
الله يوفقك !

 

المصدر: مجلة حواء- سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 735 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,690,391

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز