أنا .. وتهانى الجبالى !

كتبت :تهاني الصوابي

عدت وكنت أظن العود أحمد، بعد انتهاء أجازتى القصيرة من العمل المتواصل لسنوات طويلة، حرصت خلالها على الابتعاد عن الكتابة ، بعد أن أصابنى الملل والإحباط، وأيضاً الزهق من الكتابة التى مارستها على مدى 30 عاماً منذ التحاقى ببلاط صاحبة الجلالة، لم أتوان فيها يوماً عن آداء المهام المطلوبة منى، ولم أتخاذل عن الإدلاء بارائى والإعلان عن مواقفى، التى ربما تضايق البعض منها، واصابه الضجر والغضب والضيق، لكننى دوماً كنت صامدة صلبة، لا أنحنى أمام المضايقات والمهاترات والعراقيل التى يحاول البعض اصطناعها من أجل إيقاف مسيرتى الصحفية، وإجبارى على الصمت والامتناع عن قول الحق ، ونقد من اراه مخطئا أو الإشادة بمن يجتهد ويصيب فى عمله وأدائه، وكان هذا منهجى ونبراسى على مدى سنوات طويلة ماضية حتى فى أشد لحظات اليأس نتيجة القهر والقمع الذى كان يمارس علىّ وعلى الكثيرين من الصحفيين من الرؤساء، و رؤسائهم المباشرين، فقد كان داخلى صلابة لاتنكسر ، وقوة دافعة لايثنيها الوعيد والتهديد والترهيب أو التخويف من أن ينالنى الأذى وكان إيمانى بالله سبحانه وتعالى، فهو الشاهد والمطلع ويعلم ما فى القلوب، والناصر لكل ذى صاحب كلمة حق، ناطقا بها، غير كاتم للشهادة فاضحا من يزورون ومن ينتهكون حرمات وحقوق الآخرين، ودائما ودوما كان الله حليفى ينصرنى على من يعتقدون أنهم الصواب، وأنني الباطل.

واليوم قد عدت إلى الكتابة رغم حالة الهرج والمرج والقيل والقال، والتخبط فى القرارات والأفعال وما يترتب عليها من تداعيات، فإننى أدين بالفضل للأستاذة تهانى التى أشرف أننا نحمل نفس الاسم وهى المستشارة تهانى الجبالى عضوة المحكمة الدستورية العليا التى تستحق لقب امرأة بألف رجل، التى كانت ومازالت ودائما ودوما ذات صوت عال، لكنه الصوت العالى المملوء بالصدق فى المشاعر والحقائق المجردة البعيدة عن الأهواء والمصالح الشخصية التى ينتهجها الكثير من الرجال هذه الأيام تحت ستار الدين، يتاجرون بإسمه ليل نهار، ويتشدقون به دون أفعال ولا يخشون الله فى كذبهم وخداعهم للبسطاء والفقراء وأصحاب الحاجة، تلك الأصوات التى خرجت علينا عبر الأبواق بعد 25 يناير تدعى حقاً باطنه باطل .

لقد كان موقف تلك السيدة المصرية القوية العظيمة فى المحكمة الدستورية يوم حلف الرئيس محمد مرسى اليمين وإصرارها على بث حلف اليمين على الهواء عبر شاشات التليفزيون رافضة امتهان أو الحط من كرامة المحكمة الدستورية ، ومواقفها السابقة فى العديد من القضايا الوطنية بمثابة الدافع لى للعودة إلى الكتابة مرة أخرى بنفس العزيمة والقوة والإصرار على قول الحق وليس سواه مهما كانت العواقب، فكلانا قد عاهد نفسه ألا يخشى لومة لائم ، ولايهاب غير الله سبحانه وتعالى مؤمنين بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا فهو خير الحافظين وإنا له لمخلصون .

المصدر: مجلة حواء- تهاني الجبالي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 430 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,852,301

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز