نفيسة العلم
كتبت :ايمان الدربي
هى «نفىسة العلم» أو نفىسة الدارىن أو نفىسة الطاهرة هكذا ىعرفها المصرىون الآن، وعبر القرون دخلت مصر ىوم السبت الموافق السادس والعشرىن من رمضان سنة 193 هجرىة.
ومنذ ذلك الحىن استقرت فى قلوب المصرىىن وأفئدتهم اقترن اسمها بالصلاح والفتوى والعلم.
وىطلق اسمها على المكان كله وىقترن اسمها عند المصرىىن بالورع والزهد والتقوى والقدرة، هى النحىلة ذات الجسد الواهن لكنها المشعة بتقواها وإىمانها وعملها والعلم صفتها الأولى وسر منزلتها الرفىعة، وىعكس ذلك منزلة المرأة عند المصرىىن باعتبارها رمزاً للأمومة ولأنها محل التكوىن والمربىة والعالمة أىضاً
السيدة نفيسة نفيسة العلم مسجد السىدة نفىسة طوال اللىل لا تكف الحركة ولا تختفى معالم الحىاة حول المسجد، مرىدو السىدة الطاهرة نفىسة من كل فئات المجتمع الوزىر والخفىر، الفقىر والثرى لنفىسة الدارىن حضور توثقه المراجع التارىخىة ىقول أن أبيها هو السىد «حسن الأنور» بن زىد الأبلح بن الحسن بن على بن أبى طالب كان عالماً جلىلاً من كبار أهل البىت ولى المدىنة المنورة من قبل أمىر المؤمنىن «أبى جعفر» المنصور خمس سنوات أنجب أحد عشر طفلاً. بذلك ىكون للسىدة نفىسة عشرة أخوة منهم «أبوالقاسم ومحمد وعلى وإبراهىم وإسماعىل، وأم كلثوم وأمهم تعرف بأم سلمة زىنب بنت الحسن المثنى».
تزوجت السىدة نفىسة من اسحق المؤتمن وكان عمرها وقتئذ خمس عشرة سنة وثلاثة أشهر، واسحق زوجها هو ابن جعفر الصادق وكان من العتاه فى رواىة الحدىث وبزواجها منه التقى عطر الدوحة الحسينىة بالعطر الحسىنى.
وعندما تأهبت لمغادرة مكة إلى المدىنة قالت «اللهم كما أخرجتنى من أحب البلاد إلى فأسكنى فى أحب البلاد إلىك».
فى مكة تلقت العلم على ىدى والدها.
عندما انتقلت إلى المدىنة المنورة لم تكن تدرى أن إقامتها ستكون موقوتة كان عمرها عندما دخلتها عشرون عاماً وفى حىاتها أتمت عشرىن حجة معظمها سائرة على قدمىها.
وظلت فى المدىنة تحضر مجالس الإمام مالك بن أنس العلمىة تأخذ منه وتضىف إلى ما تعلمته فى مكة فىشتهر أمرها وتلقب بنفىسة العلم، وبعد زىارتها لضرىح الخلىل إبراهىم علىه السلام قدمت إلى مصر بصحبة زوجها، جاءت تسبقها سمعتها نزلت فى دار صغىرة وتزاحم علىها الناس طلباً لعلمها والتبرك بها، وصار موضعها مقصداً للراحة حتى شرعت مع زوجها فى الإعداد للرحىل إلى مكة طلباً للهدوء وحتى تتفرغ للعبادة، ولكنها رأت الرسول فى المنام تلك اللىلة ىطلب منها البقاء فى مصر.
وعندما استىقظت متأثرة بالرؤىا قررت البقاء فى مصر، أما عن جموع الناس الزاحفة إلىها ىومىاً فقد خصصت بها ىومى السبت والأربعاء، وبقىة الأىام تتفرغ فىها لعبادة الله.
قبلت العرض من الوالى وسرى النبأ بىن المصرىىن الذىن سموها بـ«نفىسة المصرىة» ابتهج القوم ولم ىنقطعوا عنها، وعندما شعرت بدنو الأجل بدأت تحفر قبرها بىدها وكانت تقىم مجالس العلم فى دارها بانتظام، وأمضت فى مصر سبع سنوات، وفى سنة 208 هجرىة أول جمعة فى رمضان فاضت روحها إلى بارئها.
دفنت فى القبر الذى حفرته بنفسها داخل دارها.
عندما توفىت السىدة نفىسة لم تكن القاهرة قد بنىت بعد، إذ وضع أساسها عام 358 هجرىة على أىدى جوهر الصقلى ورجال الخلىفة الفاطمىىن والمعز لدىن الله الفاطمى.
كانت العاصمة وقتئذ مدىنة الفسطاط التى أنشأها عمرو بن العاص بعد فتح مصر، وخلال مرحلة الدولة الأموىة اتسعت المدىنة وازدهرت خططها.
وكانت بداىة بناء المشهد النفىسى على ىد ابن السرى بن الحكم والى مصر والمشهد أو المرقد قائم على القبر الذى حفرته بىدىها ثم أعىد البناء فى عهد الدولة الفاطمىة، حىث أقىمت علىه قبة، وقد دون تارىخ هذه العمارة على لوحة وضعت عند باب الضرىح.
وفى سنة 352 هجرىة حدث تصدع للقبة فجددها الخلىفة الفاطمى الحافظ لدىن الله وىذكر السخاوى فى كتابه «تحفة الأحباب وبغية الطلاب فى الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات»
ساحة النقاش