بعد الرغيف والأنبوبة والسولار .. الماء والكهرباء
أزمات المصريين.. كامل العدد
الماء والكهرباء أزمتان جديدتان أضيفتا أخيرا لأزمات البيت المصري التي لم تتوقف على مدار العامين الماضيين، من رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز والسولار
والأمن وارتفاع الأسعار .. إلى آخر تلك الأزمات التي أصبحت تقض مضجع الأسرة، لكن الأزمتين الأخيرتين هما الأخطر باعتبار أنهما يشكلان عنصرا حيويا في
حياة الفرد، وانقطاعهما سواء بشكل منتظم أو متقطع أصاب كافة مناحي الحياة بالارتباك والاضطراب بل والشلل خاصة مع تزامن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة
معدل الاستهلاك خلال الشهر الكريم.
حاول الجميع أن يضع تفسيرات لهذه المشكلة حمل بعضها طابعاً سياسيا وحمل الآخر توجها طبقيا وأرجعها آخرون إلى فساد منظومة الخدمات في البلاد، ورغم
اختلاف الرؤى حول المشكلة كان لابد من عرضها وتوصيل أنات الناس من وطأة هذه الأزمات التي تعكر صفو حياة المصريين .
التقينا كل الأطراف ليتحدثوا عن أزمة انقطاع التيار الكهربي التي يترتب عليها توقف عدد من الخدمات مثل محطات المياه وبالتالي غياب المياه النظيفة عن المنازل
لتتوقف مظاهر الحياة ووسط حالة سخط يتصاعد الغضب بحثا عن حلول جذرية لهذه الأزمات في حياة الأسرة المصرية كانت السطور التالية >>
تحدث في البداية المهندس محمد عبد الحي مؤكدا أنه لمس انهيار الخدمات أثناء زيارته لقريته بالشرقية مضيفا : لقد لجأنا للعزوف عن الصلاة بالمساجد من
شدة الحر بها، بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف المراوح، ورغم الشكاوى المتعددة للمسئولين إلا أنها تقابل بالتجاهل مما دعا أهالي القرية على حد قوله إلى الدعوة لعدم
سداد فاتورة الكهرباء، والمشكلة أن المياه النظيفة تتأثر لتعطل محطات التحلية عن العمل لنعاني انقطاع الكهرباء وغياب المياه وبصراحة خبطتين في الراس توجع. وذكر
المهندس عبد الحي أن مسئولي قطاع كهرباء بالمحافظة، أكدوا أن قطع التيار يأتى بتعليمات من الوزارة لترشيد الجهد.
ناس وناس
أما أحمد مصطفي -طبيب- يعمل بالإسكندرية «29 سنة»،فيقول أعمل بمنطقة سيدى بشر،التي بات انقطاع الكهرباء عنها بصورة شبه يومية ويتساءل: لماذا لا
تنقطع الكهرباء باستمرار فى المناطق الراقية مثلما يحدث معنا، فعلى الرغم من أن منطقتى سيدى بشر قبلى وسيدى بشر بحرى لا يفصلهما إلا شريط القطار إلا أن
الكهرباء تنقطع فى الأولى بشكل مستمر وملحوظ مقارنة بالثانية.وبحزن يفسر الظاهرة بقوله: يبدو أن انقطاع الكهرباء سيستمر فى المناطق الفقيرة، لأن مسئولى
الشركة لا يخشون من الفقراء.
السياحة في خطر
وينقل لنا محمود مرزوق -من العاملين بالسياحة بمدينه الغردقه- صورة مشابهة حيث يقول : كنت أعتقد أننا في هذه المدينة الساحلية بعيدين عن تلك الأزمة
لحداثة شبكات التيار بالمحافظة، لكن فشل المسئولين في التغلب علي حل مشكله انقطاع الكهرباء المتكرر والمياه لتعطل محطات تحليه المياه التي تعمل بالكهرباء
وقد تأثر الفندق الذي أعمل به بتلك الازمة أيضا، حيث نتج عنها احتراق العديد من الاجهزة الكهربائية نتيجه عدم استقرار الكهرباء وبسبب ارتفاعها وانخفاضها
ايضا وانها في تصاعد مستمر بعدما اضيفت لهم ازمه السولار ليكتمل مثلث الخطر وقد يكون ذات تاثير في التاثير على حركه السياحة.
ويشكو وسام فتحي -من سكان القاهرة الجديدة- من الانقطاع المنتظم للتيار الكهربائي مضيفا:غياب الكهرباء يستمر في بعض الأحيان إلى عدة ساعات، الأمر
الذي أثر سلبًا على مصالحي ومخزون غذاء منزلي الرمضاني، خاصة مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة،وعلى الرغم من وعود المسئولين بحل هذه الأزمة وزيادة
القدرات الكهربائية للشبكات المختلفة للتغلب على هذه الأزمة إلا أنها لا تزال موجودة ولم يعد أمامي إلا تنظيم نشاطاتي وفق خريطة انقطاع التيار، كما احترق موتور
المياه نتيجة لضغف المياه وعندما نسال عن السبب يقال لنا محطات الرفع من غير كهرباء.
قطع الطرق
ويواجه أحمد حسن -من سكان القاهرة يعمل بكفر الشيخ- مشكلتين متوازيتين لمشكلة انقطاع الكهرباء وهي تعطله عن عمله نتيجة لقطع الأهالي للطرق المستمر
نتيجة لقطع التيار وغياب الأمن يقول: يشهد طريق "كفر الشيخ- دسوق"، احتجاجًا على انقطاع الكهرباء ومياه الشرب بصورة دائمة وكثيرا ما تحدث مشادات بين
أهالي القرية والسائقين الذين يحاولون عبور متاريس الأهالي، مما يضطر السائقين للبحث عن طرق بديلة والسير بين الحقول، لمواصلة الرحلة.
مكتب التنسيق
ويذكر محمد وائل بالثانوية العامة موقفا عصيب له مع انقطاع الكهرباء يقول: لقد توقفت عملية التنسيق الإلكتروني للطلاب للمرحلة الأولى بمعامل جامعة عين
شمس، بسبب انقطاع التيار الكهربائى لأكثر من نصف ساعة فى ثانى أيام التنسيق،وليس هذا فحسب بل أضف إلى ذلك تعطل الموقع الإلكترونى الخاص بالتنسيق
مما أصابني وزملائي بحالة من الارتباك.
شوفوا لنا حل
من جانبه، أكد على عبد الحميد -من أهالى المرج-، أنه والأهالي تقدموا بشكاوى كثيرة لرئيس مجلس مدينة الخصوص، مفادها انقطاع مستمر للكهرباء والمياه،
فضلا عن الطفح الدائم للصرف الصحى داخل المدينة، ولم يلمسوا إجابة من أحد مما دعا البعض إلى قطع الطريق الدائرى، المرج/ القاهرة، ومنعوا سير السيارات
به وأشعلوا النيران ببعض إطارات الكاوتشوك، بسبب تكرار انقطاع الكهرباء لمده ثلاثة أيام متتالية وضعف المياه والطفح المستمر للصرف الصحى.
سبب المشكلة
من ناحية أخرى يرصد "ائتلاف مهندسى إنتاج الكهرباء"، عشر مشاكل تواجه قطاع الكهرباء الأولى: تتمثل في حوادث الكهرباء من عتاقة، إلى أبوسلطان وطلخا
210 ومولد عتاقة، ومولد 750، ومحول المولودية عانت محطات الكهرباء من الانهيار والتدمير للعديد من الوحدات والثانية غياب التخطيط وظهور الانقطاعات
وتخفيف الأحمال منذ عام 2010، ظهرت مشكلة تخفيف الأحمال، والانقطاعات المستمرة للتيار، خاصة فى أشهر الصيف، ورغم نفى وزارة الكهرباء حدوث انقطاع
للتيار بدأت توجيه الاتهامات لوزارة البترول، ثم اعترفت بعدها "الكهرباء" بالمشكلة، ودعت المواطنين لتقليل الاستهلاك.
وتتلخص المشكلة الثالثة فى بيع عدد من شركات الكهرباء وخصخصتها لمصلحة شركات أخرى. أما الرابعة: فهى العمل بنظام البوت وهو اختراع تم العمل به فى
وحدتين، الأولى فى السويس، والأخرى فى سيدى كرير، ولكن هذا النظام فشل لأنه كان يقوم على أن الشركة تقوم أولاً بإنشاء محطة الكهرباء، وتحصل على الغاز
بالسعر المحلى ثم تبيع الكهرباء بالسعر العالمى، وتسلم المحطة بعد 25 عاماً لوزارة الكهرباء، وهذا يمثل كارثة، لأنه خلال الـ25 عاماً سوف تكون الوحدات متهالكة.
والخامسة: هى المحطات الجديدة، حيث شهدت كهرباء مصر، طفرة فى مجال الطاقة، خلال الأعوام الماضية، وتم إنشاء عدداً من المحطات، وهى الكريمات2،
والكريمات 3، بالوجه القبلى، لإنتاج الكهرباء، والنوبارية 1 و2، وطلخا 750، والعطف بوسط الدلتا لإنتاج الكهرباء، شمال القاهرة لإنتاج الكهرباء، وغرب القاهرة لإنتاج
الكهرباء، والتبين لإنتاج الكهرباء وسيدى كرير، وأبو قير الجديدة بغرب الدلتا لإنتاج الكهرباء، والشباب الجديدة ودمياط الجديدة بشرق الدلتا، ولكن فى الوقت ذاته
واجهت تلك المحطات مجموعة من المشاكل منها:
عقود «اللونج ترم»، وهى عقود وقعتها الهيئة مع الشركات المصنعة للتربينات لإجراء صيانة، وعمرات للتربينات، لفترات زمنية، هذه العقود بها مجموعة من العيوب
- الخطة الإسعافية.
وكان هروب الكفاءات هو المشكلة السادسة التي رصدها الائتلاف مرجعا ذلك لضعف الرواتب مقارنة بالهيئات الصناعية الأخرى، كالبترول والحديد والصلب
والأسمدة والأسمنت، وأيضا شركات المحمول والاتصالات.
وتمثلت السابعة في مشاكل مالية ظهرت فى الأيام الأخيرة نتيجة عدم تحصيل الفواتير من بعض الهيئات، وتراكم الديون على الوزارة بسبب إنشاء محطات جديدة
بمبالغ كبيرة، معظمها عن طريق الاقتراض وتعثر السداد بالإضافة إلى كثرة الأعطال وارتفاع تكلفة الإصلاحات، وهذا يوقف عجلة إنتاج الكهرباء.
وكان تكدس العمالة وتدمير الكفاءات، فتجد مثلاً من يدير وزارة الكهرباء متوسط أعمارهم 70 عاماً، ويتقاضون رواتب خيالية إضافة إلى بدلات وحوافز
بالآلاف.
وأخيراً يؤكد الائتلاف أن نظام المكافآت وعدم وجود حد أدنى وأقصى للأجور أدى إلى عدم وجود عدالة فى الحقوق، فأعضاء مجالس الإدارات، ورؤساء
القطاعات، ورؤساء مجالس الإدارات، يحصلون على نسبة من الأرباح السنوية ومكافآت فتجد أحدهم يحصل على 5 آلاف جنيه شهريا وبعد إضافة المكافآت يحصل
على 30 ألف جنيه لذلك ترفض الكهرباء وضع حد أقصى للأجور يشمل المكافآت والبدلات
مش دافعين
وأعلن نشطاء حملة "أنا مش هدفع فاتورة الكهرباء"، على الفيسبوك، مفادها: «يقوم التعاقد بين الشركة القابضة لكهرباء مصر كمقدم للخدمة، والمواطن المصري
كمستقبل للخدمة، على أن تقوم الشركة بإمداده بالطاقة الكهربائية اللازمة له سواء كانت لاستخدام منزلي أو لاستخدام تجاري، على أن يقوم مستقبل الخدمة بسداد
المبالغ المستحقة عليه نتيجة لاستهلاكه، حسب ما يسجله العداد، طبقا للأسعار التي تحددها الشركة، دون الرجوع إلى مستقبل الخدمة أو موافقته عند زيادة
الأسعار».
ساحة النقاش