رمضان بلا ماء وكهرباء
كتبت :ماجدة محمود
اعتدنا عند إعلان دار الإفتاء عن ظهور هلال رمضان وبدء أيام الشهر المبارك أن نمتثل لحديث النبي صلي الله عليه وسلم : "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"
وبالفعل نتوكل على الله ونبدأ الصوم، الصوم لساعات معدودات وفقا لمواقيت الشروق والغروب، إلا إننا فوجئنا في أول أيام الشهر الكريم وفى درجات حرارة قاسية
بمن يقطع المياه عن كثير من الأحياء، منها على سبيل المثال لا الحصر، حي مصر القديمة، وحى فيصل والهرم، حدث ذلك من العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساءً،
حالة من التوتر أصابت البيوت المصرية وخاصة ربة البيت التي استيقظت وهى تعد العدة للانتهاء من أصناف كثيرة من الطعام طلبها الأبناء والزوج وجميعهم صائمون
ولن يتنازلوا عما طلبوا، ثم إن هناك بعض الأسر كانت في انتظار ضيوف على الإفطار مما زاد من حالة الارتباك، هناك أسر فكرت في الذهاب لتناول الإفطار
بالخارج، لكنها فشلت في ذلك نظرا للزحام الشديد ولعدم توافر حجز مسبق، خاصة ونحن في شهور الصيف والإجازات والخروج محبب وميسر فلا ارتباط بمدارس
أو امتحانات، المهم أن المشكلة كانت شديدة التعقيد لكل ما ذكرت من ظروف يصعب معها الحلول، سيدات الأحياء التي ذكرتها والتي لم أذكرها كن في حيرة من
أمرهن، وكان المشهد غاية في الصعوبة بعدما بدا الأولاد في الاستيقاظ والسؤال عن أصناف الطعام ولماذا لم تعد ، ربة البيت وصلت لحلول وسط بان قامت بطهي
القليل واليسير من الطعام فى محاولة لتدارك المشكلة، لكن ظلت حالة التذمر من الأبناء مستمرة لما بعد السحور، لأن المشهد تكرر بعد الإفطار بساعة عندما تم قطع
المياه مرة أخرى وكأنها حالة من سبق الإصرار والترصد غير معروف أسبابها، فهل يعقل ان يقوم المسئولين بقطع المياه نهار أول أيام رمضان بهذه الصورة المفاجئة
ودون أي تنبيه او إشارة سابقة، وفى وقت تحتاج فيه الأسرة للمياه ليس فقط من أجل إعداد الطعام والعصائر وإنما أيضاً من اجل الاستحمام في محاولة لتلطيف
الأجساد في يوم احتاج فيه كل صائم لقطرة ماء، الأخطر من هذا انقطاع الكهرباء أيضاً عن بعض الأحياء، والغريب أن الأسر كانت تحسد بعضها البعض، فمن يعيش
بلا كهرباء، يقول: لمن انقطعت عنه المياه ما المشكلة أنت صائم ولن تحتاج المياه الآن، ومن لا توجد لديه مياه يرد بان الحاجة للماء أساسية من أجل الطعام والشراب
والاستحمام لتلطيف وترطيب الأجساد المفتقدة للسوائل، المهم أن لا احد راضى عن حاله لكن يبدو أن المسئولين كانوا راضين لأنهم يسعون إلى الترشيد بكل السبل
والوسائل ، يطالبون الناس بالترشيد وينسون أنفسهم يقطعون المياه والكهرباء عن الصائمين ويتمتعون بالحياة الرغدة في قصورهم وفيلاتهم وسط عشرات أجهزة
التكييف والمونيتور لزوم مواجهة انقطاع التيار الكهرباء لأي أسباب خارجة عن سيطرتهم ، يفعلون هذا فى شهر الكرم والإحسان ، الشهر الذي نتساوى فيه جميعا أمام
الرحمن، إلا أنهم لا يعلمون ولكن من العذاب والسؤال فى آخرتهم إلى أين سيهربون؟ وبماذا سوف يجيبون ؟ بالتأكيد لن ينكروا أنهم ظالمون لأنهم لو أرادوا ترشيداً
فعليهم بإعلان الناس وتحديد مواعيد انقطاع الكهرباء والمياه ليأخذ الناس حذرهم ويدبروا أمرهم لأنني علمت ان الموضوع سيتكرر فى نفس الأحياء وأحياء أخرى
على مدار الشهر وأتمني أن ينالوا هم أيضاً نصيب من الترشيد بقطع المياه والكهرباء عنهم تأكيدا لمبدأ ، المساواة في الظلم عدل، وليذوقوا ما يتجرعه بسطاء الناس
خاصة وأننا في شهر التواصل والتراحم، فليتواصلوا معهم في كل ظروفهم كي يتقبل الله صيامهم ، ورمضان كريم ...
ساحة النقاش