فى رمضان
الدراما بينرومانسية التركى وعنف البلطجة
كتبت :منال عثمان
تصورنا أن دراما رمضان 2012 ستكون ذات طابع خاص له مدلوله الفكرى والاجتماعى والإنسانى المنضبط على موجة الأجواء المتماهية المعالم التى نعيشها الآن مابين تدين معقول ووسطي ودروشه وصراخ عنيف حول صحيح الدين.. وخلافات ومعارك ووصلات نقاش زاعقة أوصلتنا للخبطة لم نعشها فى حياتنا أبدا لكن الحقيقة كانت المفاجآت عديدة وكأنها مصوبة لتأخذنا لدوامة تساؤلات جديدة عن الأصرار الذى تغمد سيفه أباطرة الدراما هذا العام لسحق العناصر الأساسية للدراما المصرية وتحويلها فى بعض المسلسلات لمحاكاة غير متقنه علي الإطلاق للدراما التركية.. التى أصبحت فى الشهور الأخيرة الملهاة الوحيدة لقطاع عريض من المصريين.. انبهر بالجو وقصص الحب والحياة المترفة وقبل كل هذا صورة إبدع فنانيها فى تصديرها لنا >>
حقيقة الأمر أن الشاشة حفلت بأعمال تدور فى أجواء ورنين البنكنوت يرن فى جوانبها فتسمعه الآذان التى تعيش فى محيط مختلف إلى حد الحسرة خاصة ونحن بلد يلم الشتات الآن ويحاول بناء نفسه من جديد ولنبدأ من عند (د. فريدة) أو غادة عبدالرازق المحامية الشهيرة الثرية ابنة المستشار وزوجة الثرى فى مسلسل (مع سبق الإصرار) وهذا الجو الذى بشدة تستشعره يعطر المكان والأداء وحتى احساس الممثل وهو يؤدى ونحن قد نختلف على كل شىء إلا أن غادة ممثلة جيدة، هكذا بالفطرة أو السليقة وهنا كان حقاً أداؤها معطرا وهذا الثري العصامى الذى دخل حياتها وأضاف قصة حب جعلت الأمر يميل بشدة (لأتركه) هذه الدراما أن صح التعبير خاصة وأن الذى قام بدور (زياد الرفاعى) ماجد المصرى بلوك جديد عليه تماما بشعر طويل وصوت هادئ وشخصية متفهمة وفقدان كثير من الوزن ليكون أقرب لمهند أو .. أو .. من أبطال هذه الدراما، فى حين مثلا ثرى آخر إسمه (صلاح عصفور) ولعب دوره خالد صالح فى (9 جامعة الدول) يعيش منمنمات الثراء بطريقة مختلفة عندما يشترى قطعة أرض فى العين السخنة تجلب له كل مشاكل الدنيا .. وبشكل أكثر اقترابا من الواقع المصرى كان مسلسل (الزوجة الرابعة) الذى خيمت عليه أيضا أجواء الثراء لهذا الرجل الذى يتزوج أربعة كل منهن آتيه من فصيل دنيوى مختلف وحقيقة الأمر أن الزوجة الرابعة كان توليفة مابين (الحاج متولى) مسلسل نورالشريف الشهير والدراما التركية فى جزء ارتباطه بالفتاة اللبنانية .. أما مسلسل (حكايات بنات) التى لعبت بطولته حورية فرغلى وصبا مبارك وريهام أيمن وجميعهن من طبقات متقاربة الثراء ولهن الأفكار المتفتحة والتفنن فى طرق جذب الرجال فقد كان نسخة من مسلسل تركى كما يقولون اسمه (وجد) وعلى سيرة المسلسلات الثراء الذى زخم به رمضان هذا الموسم كان مسلسل (سر علنى) الذى لعبت بطولته غادة عادل وإياد نصار ولعبت دور دكتورة اقتصاد فى الجامعة الأمريكية وأيضا مسلسل (قضية معالى الوزيرة) لإلهام شاهين وحكاية (حكيم) أو سمير غانم الترزى البسيط الذى البس المشاهير والنجمات فأصبح من الأثرياء جدا فى مسلسل يسرا (شربات لوز) ولنا ملحوظة - حول أداء سمير وحركته والبدانة التى بدا عليها وطريقة ملبسه الغريبة التى كست الشخصية ببعض الفكاهة التى هى غير مطلوبة فى دور له هذه الكيفية .
دراما البلطجة
أما عن دراما البلطجة والعشوائيات فى المسلسلات فحدث ولا حرج فهناك مسلسل (البلطجى) لآسر ياسين إخراج خالد الحجر وبطل يعيش فى كل لحظة شظف العيش فى مكان زاخر بالضوضاء والقذارة والمعارك اليومية التى يعيشها الفقراء .. ولعله جو مشابه للغاية بما به من هذه العناصر فى العشوائيات لجو مسلسل (خرم إبرة) و(سعيد) أو النجم عمرو سعد الذى يطحنه الفقر والعوز لفعل أشياء تقوده دائما لمكانه خلف القضبان ولا ننسى أداء القديرة سوسن بدر التى لعبت دور شقيقته (عواطف) المرأة الشعبية التى من الممكن أن تفتعل مع جارتها فى الشارع أية مشكلة حتى ولو على (شوية مشابك) أنه جو انتحارى بمعنى الكلمه فتح أبوابه فى السينما خالد يوسف ليأتينا إلى منازلنا فى الدراما متمثلة أيضا فى ثلاثة شباب هم التعاسة بعينها فى مسلسل (الطرف الثالث) ولعلنا لأول مرة نرى (أمير كرارة) فى هذا العمل ممثلاً يعلن عن نفسه أما الأجواء الأخرى مثل البوليسية فى مسلسل (أحمد السقا) (خطوط حمراء) أو (الهروب) لكريم عبدالعزيز فلم تشكل خطا توافقى مع المشاهدين وإن كان هناك من تابعها طبعا أما مسلسلات الكبار، عادل أمام والفخرانى ونورالشريف فحتما سيكون لنا معها حديث أخر ... لكن الغريب أن المسلسل الدينى الوحيد الذى قدمه التليفزيون المصرى (الإمام الغزالى) لم يحظ بنسبة مشاهده عالية ... بخلاف مسلسل (عمر) الذى عرض على MBC وحوله نقاشات دائرة حتى الأن .. نحن وكثيرون غيرنا لم نستطع أبدا اصطياد وقت بثه لكن نتمنى إعادته لتتاح الفرصة
ساحة النقاش