زمن مسلسلات!
كتب : طاهر البهي
- يبدو أنه جاء علينا زمان أصبحنا نقيس فيه قوتنا ومدى تقدمنا ، بعدد المسلسلات التى ننتجها ونبثها فى شهر رمضان المبارك من كل عام ، والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه ، أن رصيدنا من المسلسلات هذا العام ، قد نما وكبر وتجبر وترعرع إلى أن وصل الرقم إلى سبعين مسلسلاً بالتمام والكمال ، ليس من بينهم مسلسل ترك بصمته على مشاهديه ، لا من حيث القصة ولا «المناظر» ، بل على العكس انتابت مسلسلات هذا العام «نوبات» تركت تأثيرها السلبى على المشاهد ، وأنا هنا أعتذر مقدما عن النقد السلبى - بالنسبة لصناع هذه المسلسلات وأكثرهم من الأصدقاء الأعزاء - مع تقديرى لفنهم وشخوصهم ، إلا أنا كلمة الحق لا يلام فيها لائم.. وإليكم بعض الملاحظات :
- أولاً معظم هذه المسلسلات جاءت أشبه بما يمكن أن نطلق عليه : «المسلسلات العائلية» ، النجم الكبير عادل إمام عمل مع ابنه الفنان الشاب «محمد» ممثلاً ، ومع ابنه الثانى الموهوب رامى مخرجاً ، وكذلك عمنا النجم الكبير يحيى الفخرانى ، الذى قدم لنا ابنه الموهوب «شادى» مخرجاً ، وبصرف النظر عن تقييمنا لهم فنياً ، كما قدم لنا عادل «إمام» ابن صديقه الأنتيم صلاح السعدنى ، «أحمد السعدنى» ، وكذلك فعل نجمنا الكبير محمود عبد العزيز الذى اصطحب معه كلا ابنيه الموهوبين محمد وكريم ، حتى أنه من المضحك المبكى أن الظاهرة امتدت إلى الإعلانات ، فوجدنا نجمتنا المحبوبة كريمة مختار وقد اصطحبت معها ابنها مذيع التليفزيون الذى يقدم برامج التوك شو السياسية ، وهو يبحث عن «ماما» فى إعلان شركة المحمول !
ولا أدرى لشعب انتفض ضد «التوريث» فى ثورة 25 يناير المجيدة ، وهو يكرس للتوريث فى كل قطاعات العمل الحكومى وغير الحكومى ، وفى المهن والحرف والوظائف المختلفة ، فلا يزال الطبيب يحجز مكاناً للابن فى العيادة والمستشفى ، حتى وإن اضطر إلى إلحاقه بالبوابات الخاصة للتعليم فى الداخل والخارج ، والممثل يجامل ابنه أو ابنته ، ويكاد يفرضه فرضاً على المشاهد بصرف النظر عن قدراته ومؤهلاته ، وليس مهما أن يتقبله المشاهد ، أو يمتعض من وجوده ، ففى نهاية الأمر يكون اللعب على وتر طيبة هذا الشعب وصبره وتسامحه فى ضياع فرصة أمام الأبواب المحجوزة ، أو حتى الموحدة أمام الكفاءات، أو من يتصور أن هناك فرصاً متساوية أمام الجميع ، ولكنه يجد نفسه يصرخ فى النهاية : «فين بابا» !!
-حسناً فعل النجم الكبير سمير غانم أنه لم يشارك فى الحملة الإعلانية التى تتصدرها ابنته الفنانة الشابة دنيا لحساب شركة مياه غازية كبرى ، وذهب إلى إعلان آخر ، ربما حتى يتجنبا عين الحسود!
- النجمة يسرا .. كانت هى الأذكى هذا العام ، لأنها غيرت من جلدها تماماً بدور بنت البلد الفصيحة ، كما قلصت من مساحة دورها فأصبحت فاكهة تشتاق إلى وجودها .. أو .. شربات لوز!.
- خسرت القنوات الخاصة كثيراً من إسمها بسبب جرعة الإعلانات المستفزة، وكثرة «القطع» بين مشاهد المسلسلات وبعض البرامج ، حتى أجبرت المشاهد على الانتقال إلى قنوات النيل المتخصصة التى لم تحصل من كعكة الإعلانات إلا القدر الضئيل، ولكنها عوضتها بحجم المشاهدين الفارين من سيل الإعلانات ، وقد سبق أن نوهنا وحذرنا من خسارة المشاهد فى مقابل اللهاث وراء الإعلانات .
- كنت اتمنى لو جاء حفل افتتاح أوليمبياد لندن ، فى غير أيام رمضان ، حتى لا تزاحمه المسلسلات - السبعين - كى يشاهد كل مواطن مصرى ، كيف يتعامل العالم المتقدم مع البطولات الكبرى ، وكيف يستفيد من حدث بهذا الحجم ، ليكشف عن قدراته ، وعلمه ، وفنونه ، وقوته البدنية والابتكارية ، ليكسب احترام العالم ، ويحقق لنفسه دعاية لا تقدر بثمن .. هل شاهدتم أولمبياد لندن .. هل انبهرتم .. هل غرتم ؟!
- حد يقول لـ «رامز جلال» حرام عليك ما تفعله بضيوفك ، لقد شعرت أن الفنانة مها أحمد كادت أن تموت رعباً من مقلب سخيف ، وشعرت أن زوج سيرين عبد النور لو كان معه سلاح نارى لأطلقه ، والمطربة الشعبية «أمينه» ما كانت تستحق هذه البهدلة ، كما كان هناك استخفاف واضح فى حوار المطرب الشعبى البسيط عبد الباسط حموده، أما حلقة الفنان الكبير حسن حسنى ، فقد شعرت بأنها ملفقة ، فرد فعله كان أقل بكثير من «حجم الخضة»
رامز يصر على إرهاب زملائه .. وهى عادة مفضلة عنده ، وأتمنى أن يخرج علينا رامز ليكشف عن الحلقات سحالملفقة فى برنامجه!
- لم أشعر بروح تحية كاريوكا وأنا أشاهد المسلسل الذى يحمل اسمها!
- عبد الرحيم كمال مؤلف الخواجة عبد القادر .. كاتب بدرجة «نجم»
ساحة النقاش