افرحوا
كتب : محمد الحمامصي
كل ما أتمناه الآن بينما أستعد لاستقبال يوم عيد الفطر المبارك، أن يتاح لكل أسرة مصرية أن تقضيه بأمن وسلام واستقرار، وأمن وأمان، بكهرباء ومياه، وأن تطلق العنان لفرحها في أيام العيد المباركة وتعيد لقلوبها صفاءها ورقتها وعذوبتها، فقد عانت ـ هذه الأسرة ـ الأمرين طوال شهر رمضان الكريم من الفوضى والأحداث الأليمة والمحزنة والانقطاع المستمر للمياه والكهرباء.
لقد صار حلم الأسرة المصرية الآن أن تطلق ضحكة أو بسمة من القلب، بعد أن ذهبت الضحكات التي كانت تجلجل وتهتز من فرط رقتها الأجساد، ذهبت لتحل محلها الهموم، هموم ترزح على القلوب كالصخور جراء ما يقع من جرائم مزقت القلوب وأدمتها، لذا أرجو أن يكون عيد الفطر المبارك فرصة لكي نخفف من همومنا ونفتح قلوبنا للفرحة والسعادة وننسي ما يجري حولنا ولو لساعات قليلة نرد فيها لقلوبنا بعض الحياة.
شخصيا سأصلي العيد وأفطر ثم أصحب أولادي إلى شوارع القاهرة وحدائقها ومتنزهاتها وبيوت الأهل والأصدقاء، سوف نمشي في هذا الشارع أو ذاك ونستريح على هذا المقهى أو ذاك، سوف نسهر في الأحياء ذات الطابع التاريخي، ونركب المراجيح والدراجات، سوف نضرب الدنيا "بالصرمة القديمة" ـ كما يقولون ـ ولن نبالي بأي مخاطر، ولن نستمع إلى ما يمكن أن يجلب لنا الهم والغم والنكد، سوف نصم آذانا عن ذلك، ونفتح صدورنا لاستقبال هواء الفرح.
لكن ذلك لا يمنع من مطالبة وزارة الداخلية بتكثيف التواجد الأمني، خاصة في الأماكن التي تشهد إقبالا كبيرا من المصريين في العيد مثل دور العرض السينمائي والمنتزهات والحدائق والمناطق ذات الخصوصية مثل كوبري قصر النيل والكورنيش والتحرير، فهذا التواجد يمنح أفراد الأسرة إحساسا بالأمان.
ولتأخذ الداخلية كامل احتياطاتها وأرجو أن يكون لديها خططا حكيمة وعاقلة، فأي فوضى أو تراخ أو تقصير وغياب أمني ينتج عنه تعكير صفو الأسرة سوف ينعكس انعكاسا سيئا للغاية، وتترتب عليه ردود فعل أكثر سوءا نفسيا واجتماعيا، فالناس لم تعد تحمل أي أخطاء عابثة أو جاهلة تمس أمنها وسلامتها.
أيضا على الأسرة المصرية مسئولية أن تكون مسئولة في تصرفاتها وسلوكياتها، وأن توجه نفسها نحو حفظ وحماية كل مكان تذهب إليه وكل شارع تسير فيه، فليس معنى أني أطالب بإطلاق العنان لفرحنا أن نتصرف ونسلك سلوكيات غير حضارية.
أخيرا
إلى كل مصري ومصرية على أرض الوطن الغالي أو خارجه في أي مكان بالدنيا : كل عام وأنت بخير، راجيا الله أن نستقبل رمضان القادم ومصرنا آمنة من القتلة والإرهابيين ومستقرة مزدهرة بالحرية والكرامة
ساحة النقاش