زوج لشهر واحدفى السنة ! «2»
كتبت :سكينــة السادات
حكيت لك الحلقة الماضية طرفا من مشكلة د.شهيرة وهى سيدة مصرية جميلة (41سنة) وكيف أنها ابنة أستاذ جامعى كانوا يعيشون فى الإسكندرية وكيف أنها وهى فى سن المراهقة أحبت بابن خالتها وهو شاب وسيم ومهندم ومحترم، كان يكبرها بأكثر من عشرة أعوام وكيف كتمت هذا الحب فى قلبها حتى تفوقت فى الجامعة بامتياز وبدأ العرسان يتوافدون على الأسرة وشعرت أمها بحب ابنتها لشريف ابن اختها ولما ذهبت لجس نبضه اكتشفت أن شريف يحب شهيرة كثيراً لكنه يعتبرها صغيرة بالنسبة له ويعتبرها فى مستوى معيشى أكبر منهم لذلك لم يفاتح أحداً فى مسألة الزواج وعندما حرصت الأم أنهم يوافقون عليه وأن شهيرة لن ترض بغيره زوجا فرح كثير جداً وتم الزواج وفوجئت شهيرة بمنحة تأتيها من جامعة لوس انجليوس بأمريكا وكانت قد أنجبت أول أولادها وفرح شريف لأنه لم يكن سعيداً بالعمل فى شركة الملاحة التى كان بها ورحب بالسفر إلى أمريكا لعمل مشروع لبيع الملابس القطنية المصرية ومنتجات خان الخليلى والجلاليب المصرية الجميلة وفعلاً بدأ المشروع لكنه تعثر إذ كان للأسف هناك فى نفس (المول) أي السوق تاجر يهودى يعرض منتجات خان الخليلى على أنها منتجات إسرائيلية وصنع فعلا مصنعه فى إسرائيل.. وتعثر مشروعه وتراكمت عليه الضرائب ثم حدث ما حدث !
واستطردت د. شهيرة فى هذا الوقت وكان قد مر حوالى ثلاثة أعوام كنت قد حصلت على الماجستير فى الفلسفة والعلوم الإنسانية وكنت قد أصبحت أما لثلاثة أبناء حصلوا على الجنسية الأمريكية وكنت أحضر لشهادة الدكتوراه وكانت جامعة لوس انجليوس تنفق على الأسرة من الألف للياء أى السكن ومدارس الأولاد والتنقلات بمعنى أنه كانت لدى فرصة لا تعوض فى الحصول على شهادة الدكتوراه!
أعود إلى زوجي الذى تراكمت عليه الضرائب وصار اجتلاب البضاعة من مصر فيه عقبات كثيرة وجمارك باهظة والضرائب الأمريكية لا تعرف الرحمة وأكبر جريمة يرتكبها أحد فى أمريكا هى جريمة عدم دفع الضرائب !! فما كان منه إلا أن باع مشروعه بأقل من ثمنه الحقيقى وسافر دون أن يدفع الضرائب التى كانت قد وصلت إلى أكثر من ثمن المحل نفسه وعاد إلى الإسكندرية وأصبح زوجى (بلاك ليست) أى فى القائمة السوداء لا يستطيع أن يرحل أمريكا وإلا سجن وألزم بدفع ضعف المبلغ السابق !!
واستطردت د.شهيرة أصبحت أنا وأولادى فى أمريكا وزوجى فى الإسكندرية أنا لا أستطيع أن أترك فرصة الحصول على الدكتوراة وهو لا يستطيع أن يدخل أمريكا لجريمة عدم دفع الضرائب وحصلت على الدكتوراة وراسلت جامعة الاسكندرية فقالوا لى أننى لست مبعوثة من قبل مصر إلا كانوا ملتزمين بتعيينى فى مساعد أستاذ فى الجامعة وأن فرص تعيينى لأننى ابنة أستاذ جامعة (كان والدي قد توفى) فرصة غير مؤكدة!! وبينما كان العمل متاحا بجامعة لوس انجليوس بأجر خيالى وليس ذلك هو المهم إذ أن المهم هو دراسة أولادى الذين كانوا يدرسون على أعلى المستويات لكننى كنت ممزقة بين زوجى الذى أحبه ومصلحتى ومصلحة أولادى .
واستطردت .. النتيجة أننى أصبحت زوجة لشهر واحد فى السنة، أعود إلى الاسكندرية فى أجازة أنا والأولاد شهراً واحداً وأظل محرومة سنة وأولاده يفتقدونه لباقى العام ! هل أنا مخطئة أم أننى فعلت ما كان يجب أن يكون.. أريد نصيحتك !
حقيقة أنى حائرة مثلك تماما فعلا التعليم فى أمريكا أحسن ألف مرة من مصر لكن لم شمل الأسرة أيضاً مهم جداً !! أنصحك أن تصبرى حتى يتم الأولاد مرحلة التعليم الثانوى ثم عودى إلى زوجك وبلدك
ساحة النقاش