عرسان السماء .. !

كتبت : نبيلة حافظ

مازال الألم يعتصر قلوبنا .. على فقداننا لخيرة شباب الوطن .. شهداء رفح الذين زفوا إلى السماء قبل أن يزفوا على الأرض فى ليالى عرسهم .. ذهبوا كنسمات الهواء العليل فى ليالى الصيف الحارقة .. لقوا ربهم فى ليالى رمضان المباركة .. وهم صائمون .. عابدون .. مجاهدون .. يحرسون أمن الوطن .. إغتالتهم أيادى مأجورة .. لا دين ولا عهد لهم هم أبناء الشيطان ولايمكن أن يكونوا من بنى البشر .. ومن المحال أن يكونوا من أبناء هذا الوطن تربوا على أرضه الطيبة .. وشربوا من ماء نيله العذب .. لأن أبناء الوطن المخلصين لايمكن أن يخونوا أمانتهم ويسفكوا دماء أبناء شعبهم .. لايمكن أ نصدق أن هؤلاء القتلة الخونة المأجورين قد أقدموا على فعلتهم هذه وهم فى كامل قواهم العقلية .. فأى عقل هذا يدفع إنساناً مسلماً يقتل دون عقل ومنطق يعترف بالقتل وسفك الدماء لشباب عزل كانوا على صيام .. لا سلاح بأيديهم .. وكان كل مايحلمون به شربة ماء تروى عطشهم .. وقليل من التمر يكسروا به صيامهم .. ليقيموا بعدها صلاة المغرب قبل أن يتناولوا إفطارهم .. ولكن ..

الخسة .. والندالة حرمتهم من كل هذا وفاضت أرواحهم الطاهرة صائمة .. عابدة .. ذاكرة لله عز وجل .. طوبى لهم .. هم فى عليين .. شهداء أبرار عند ربهم يرزقون .

عيوننا يجب ألا تدمع عليهم .. لأنهم فى منازل عالية اختارها لهم المولى عز وجل .. وقلوبنا لاتحزن عليهم ولا على شبابهم الذى أغتيل مبكراً .. فهم سعداء فرحين بما آتاهم الله من جنات النعيم .. أسرهم لن ينتحبوا ويصرخوا لفراقهم .. بل سيزغردون ويزفونهم عرسان إلى السماء هنيئاً لهم ..

لقد رحلوا عنا .. ولكن دماءهم ظلت معلقة فى أعناقنا جميعاً .. نعم .. نحن مسئولون أمام الله عما حدث .. فلقد انشغل الجميع بذاته .. وبمصالحه الشخصية .. ومكاسبه بعد الثورة .. ونسى الجميع مصلحة الوطن .. والأرض التى تحتضننا ونعيش عليها .. كلنا مشاركون فى المسئولية .. دماء هؤلاء الشهداء فى رقابنا .. وعلينا أن نقتص لهم من الخونة الذين دبروا ونفذوا هذه الجريمة البشعة .

إن الله سيحاسبنا إذا ما استمر الحال بنا على ما هو عليه الآن من فرقة .. وخلاف .. وعداء .. وتشتت .. !!

من سلبية .. ولا مبالاة .. وتخاذل .. وعدم انتماء للوطن .

ولتكن هذه الكارثة فرصة لإعادة حساباتنا ومحاسبة أنفسنا ورجوعنا إلى طريق الحق والصواب .. الطريق الذى يجعلنا نعالى مصلحة مصر على مصالحنا الشخصية ، الطريق الذى نتوحد فيه ونلم فيه شملنا ونعاهد الله فيه على أن نعيد للوطن كرامته .. وأن نرد بكل قوة على الأيادى الآثمة التى تعبث بأمنه .. الطريق الذى نقسم فيه على أن نأتى بحقوق شهدائنا وأن نثأر لدمائهم .

فيارب ساعدنا .. وكن بجانبنا .. وحقق رجاءنا فيك .. وانصرنا على كل من يحمل لنا إثماً ويريد بنا شراً .. آمين .. يارب العالمين .. !