تسانده أم تتركه؟الحبيب وقت الضيق

كتبت : سماح موسي

  لم أكن أحبه من قبل، لكن ما فعله معي جعلني أعشقه، إنه نعم الحبيب الذي يستحق حبي له وقف بجانبي وشد من أزري، ساندني وواجه معي أزمتي، فحين توفي والدي الذي كان يمثل لي حياتي، خاصمت حياتي وقررت أن أبتعد عنه وأتفرغ لأحزاني، لكن صمم وأصر علي وجوده بجانبي رغم محاولتي لبعدي عنه فقال لي «إذا أردت أن تتركني سأتخلص من حياتي فلن أتركك إلا إذا خرجت روحي من جسدي» وبعدها تعرضت لحادث سيارة أدت إلي بتر ساقي اليمني فقررت أن ابتعد عنه حتي لا أظلمه فقال لي: سأظل بجانبك مهما حدث، فتلك المواقف جعلتني أعشقه بل أصبحت مجنونة بحبي له .. ففي السطور التالية لبعض التجارب الأخري التي تظهر الوقوف بجانب «الحبيب وقت الأزمات»>>

فى البداية نذكر بعض التجارب التى تؤكد مساندة الحبيب لحبيبه

أ.م موظف فى إحدى قرى محافظات الدقهلية - صدمتنى صدمة عمرى فلم تكن تلك حبيبتى التى أحببتها منذ ثلاث سنوات تتركنى مثلما تركنى الآخرون، تخلت عنى وضاقت بى الدنيا بعدما حدثت لى أزمة مالية وقالت لى:« لم أحب أن أعيش حياتى فى مستوى دون مستواى، فأنا لى متطلباتى التى لا أتخلى عنها».

أما ل.س وقفت بجانبى وشدت من أزرى ولم تتخلى عنى أبداً إلا بعدما تجاوزت أزمتى، إنها حقاً حبيبتى التى ضحت من أجلى وتحدت أهلها الذين رفضوا استمرارها معى بعدما ضاع مالى فى البورصة، فأصريت أن تعيش معى فى شقة بالإيجار مع دخلى البسيط فى إحدى الشركات التى التحقت بها بعد إفلاسى وقالت لى «سأبيع الدنيا كلها حتى أعيش بجانبك».

لا تتخلي عن حبك

ترى الكاتبة ماجدة خير الله إن الدراما بعيدة بعض الشئ عن الواقع فلم تعد تحمل الواقع المرير للمشاهدين بل تحمله بعض الشئ حتى يتقبلونه، فقد قدمت الدراما بعض المسلسلات التى أظهرت ذلك فنجد مسلسل «الخواجة عبد القادر» فأحبت زينب الخواجة رغم فرق السن والجنسية المختلفة، تحدت الظروف والتقاليد وتحدت أخيها الذى كان رافضاً ارتباطها بخواجة رغم أنه أسلم.

وتضيف أ. ماجدة أن الدراما أظهرت أيضاً أعمالاً أخرى مثل شخصية ياسمين التى أحبت ثائراً طارت عينيه فوقفت بجانبه بمنتهى القوة والشجاعة وأصرت على إتمام زواجها به. وعن تفكير الحبيب «صاحب الأزمة» فى التخلى عن حبيبته وقت أزمته تقول: أ:ماجدة إن الحبيب الواقع فى أزمة إذا أراد أن يبتعد عن حبيبته فهذا يسمى أنانية، لأنه بذلك يكون قد تخلى عن عبء ارتباطه بها لأن بذلك يكون قد ضاعف مسئوليته بجانب أزمته الملاحقة به حالياً، ولكن لابد من تمسكه بها حتى يجدان حلاً لتلك المشكلة.

اهد لي عيوبي

كيف تعرف أن هذا الشخص جدير بثقتك به وقادر على تحمل المسئولية والوقوف بجانبك وقت الأزمات:

هذا التساؤل أجاب عنه د. وائل إبراهيم الكميلى - خبير التنمية البشرية - قائلاً: إن الرجال أنواع رجل يبهرك بتصرفاته وقت الأزمات ويقف بجانبك دون أن تطلب منه ولا يتركك إلا بعد تخطيها وقد لا تتوقع منه ذلك، فهو لم يهتم من قبل بالإحتفال معك بالمناسبات الخاصة والرسمية، وهذا ما نسميه «بالرجل العملى».

والنوع الثانى هو الرجل الموسمى الذى يهتم بالاحتفال معك بالمناسبات ويصدمك عند وقوعك فى أزمة ففجأة يتخلى عنك.

أما النوع الثالث فهو الرجل المتوازن الذى يهتم معك بالاحتفال بالمناسبات ويقف بجانبك وقت أزماتك ويشد من أزرك ويقوم بتقييمك وتقويمك أى يكون مرآتك يواجهك بعيوبك حتى لو كانت بطريقة قاسية، ولكنه بذلك يحتويك ويخاف عليك، هذا الرجل هو الذى لا يتردد فى الوقوف بجانبك وقت الشدائد «رحم الله إمرئ أهدى إلى عيوبى».

يضيف د. وائل أن الاتصال يمر بمراحل؛ المرحلة الأولى مرحلة الاتصال الروحانى، أى التواصل الذاتى الداخلى بين طرف والطرف الآخر، بمعنى أن يشعر شخص بأن حبيبه وقع فى أزمة دون إفصاح حبيبه له بها.

أم المرحلة الثانية وهى التنفيذ؛ فبمجرد معرفة الشخص بوقوع حبيبه فى أزمة سواء من خلال التواصل الروحانى أو عن طريق مباشر أو عن طريق معرفته بها من طرف ثالث ينسى أى خلاف أى اختلاف مع حبيبه ويتعامل مع الأزمة وكأنها أزمته ويكون مخلصاً فى مواجهتها ويعمل معه على حلها وتخطيها، ثم بعد ذلك يحل الخلاف الواقع بينهما من قبل.

كما يؤكد د. وائل على أن الدافع وراء الإسراع فى حل أزمة وقع فيها حبيبك هو دافع روحانى ودينى ودنيوى حيث يقول حبيبنا الكريم صلى الله عليه وسلم « أن تمشى فى حاجة أخيك خير من عبادة سنه» صدق رسولنا الكريم.

أما عن سمات الشخصية التى من المؤكد وقوفها بجانبك وقت أزماتك يقول: أ.د محمد سمير عبد الفتاح - أستاذ علم النفس وعميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة بنها - «تتميز الشخصية المساندة للغير بالصبر والقدرة على اتخاذ القرار والجلد وأيضا القدرة على تقبل الذات والاطلاع على فكر الآخر بشكل منطقى، علاوة على أن بناءها النفسى قوى، وتلك القوة تنبع منذ البداية أى منذ نشأتها فلابد من تدعيم الأسرة بداخلها كيفية مواجهة المشكلة وحلها من خلال مشاركتها فى الأزمات التى تواجهها وهذا ينسى قدرتها على الصمود ومواجهة الأزمات. ومن خلال ما سبق تكون تلك الشخصية قادرة على المساندة والمشاركة الوجدانية والاقتصادية والاجتماعية، فبذلك تزداد علاقة الحب.

كما يضيف د. سمير أنه إذا تخلى عنك حبيبك وهو فى مشكلة كى يجبرك على الأبتعاد عنه وهذا نوع من التعالى وعزة النفس أو قد يكون خوفاً عليك من تحمل المسئولية وهذا خطأ، لأن إذا شاركته أزمته سيخلق أفكار مزدوجة حتى تجدان حلاً لتلك المشكلة وفى نفس الوقت يوطد علاقتكما.

كما يؤكد د. سمير أن هناك فروقاً فردية فى قدرة التحمل، فهناك شخص يتحمل بدرجة كبيرة وهناك آخر يتحمل بدرجة متوسطة وآخر لا يتحمل نهائياً

المصدر: مجلة حواء -سماح موسي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 6358 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,697,988

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز