كتبت :ايمان الدربي

 المدارس علي الأبواب ومازال أولادي يمارسون اللعب طوال النهار ويسهرون أمام الكمبيوتر والنت والتلفاز لساعات طويلة,ويذهبون لتدريبات النادي, بالإضافة
لاعتيادهم الأكل في مواعيد غير منتظمة لأكلات التيك اواي والمقرمشات والحلويات مع عدم مراجعتهم لأي من المواد الدراسية للأعوام السابقة 
- في الحقيقة هذه المشكلة تؤرقني ولا أعرف كيف أساعدهم في الاستعداد للدخول للمدرسة هذه مشكلة إحدى قارئات حواء ونحن نحاول ايجاد حل لها من خلال
هذا التحقيق..
البداية من تغيير المنظومة البيولوجية والاجتماعية للمراهق عند العودة للدراسة بين عشية وضحاها بدون تهيئة نفسية وكيف يؤثر هذا علي التوازن النفسي
لهما,كان هذا سؤالي للدكتور وليد هندي- استاذ علم النفس الإكلنيكي بجامعة القاهرة- الذي أكد أن من أكبر الكبائر أن أخذ الطفل من الدار للنار يؤثر علي توازنه
النفسي وسرعة استيعابه بالسلب فيصبح عصبي المزاج غير متصل بمن حوله فالتهيئة النفسية جزء مهم من المرحلة التعليمية للعام الدراسي الجديد
- هذا الإعداد النفسي من تهيئة الطفل نفسيا واجتماعيا وصحيا بالطبع يقع السواد الأعظم منه علي الأسرة,ولكن كيف يحدث الإعداد النفسي لطفل يدخل المدرسة
لأول مرة؟ يتعرض الإنسان لمجموعة من الأزمات النفسية والهزات الجسام تؤثر علي نموه الانفعالي أولها لحظة الميلاد وانتقاله من رحم الأم والمدينة الهادئة الدافئة
لصخب الحياة, ثم يأتي انتقاله من الرحم الاجتماعي 00الأسرة إلى البيئة المدرسية والتي تترك عند بعض الأطفال رد فعل شديد الألم ولكي تعد الأم طفلها للدخول
للمدرسة لأول مرة عليها توسيع دائرة علاقاته الاجتماعية ليصبح لديه جماعة مرجعية من اقرانه في العائلة والجيران والنادي حتى ينسلخ من الأسرة إلى بيئة اكثر
رحابة واتساعا. أيضا علي الأم أن تأخذه معها اثناء دفع المصاريف وتريه فصله والحديقة وحجرة الموسيقى والمراجيح هناك لتترسخ لديه صورة ذهنية عن المكان,
وعلى الأم أن تأخذ طفلها لشراء بعض الهدايا البسيطة كالصلصال أو ألوان الخشب ليلعب بهم في المدرسة بالإضافة لمشاركته في اختيار لوازم المدرسة الشنطة
والحذاء حتى يشعر بالسعادة وحتى ترتبط تلك السعادة بالمدرسة. أيضا قبل الدراسة علي الأم أن تأخذ طفلها مكان دورة المياه وتعلمه كيف يقضي حاجته وماذا يقول
للمدرسة عند ذلك حتى تزال كل مخاوفه, ومن الممكن أن تعطي الأم بعض الهدايا البسيطة من الحلويات التي يحبها طفلها للمعلمة لتعطيها له. كل هذه الاشياء
ستجعل هناك نوع من الحميمية بينه وبين المدرسة والمعلمة .
المشاكل الصحية

> هناك بعض الأطفال يعانون أمراضا معينة مثل التبول اللاارادي أو الأنيميا أو السكر أو مشاكل في الإبصار أو مشاكل في السمع, كيف يتم التعامل معهم ؟

- يجب إبلاغ المدرسة ومعلمة الفصل تحديدا بحالته حتي يتم مساعدته حال لديه مشكلة في الرؤية او السمع للجلوس في المقدمة أو ابلاغ تفاصيل مرضه
للمسئولة الطبية بالمدرسة وكيفية التعامل معه.
وبالطبع هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى اهتمام من نوع خاص وفي النهاية على الأم عند رجوع طفلها اول يوم من المدرسة عمل احتفال بسيط له بعمل تورتة أو كيك
بسيطة وتجعله يعبر عن مشاعره تجاه المدرسة أو أي مشكلة يعاني منها لتبدد مخاوفه .
> أما أهم شيء هو عدم صراخ الأم في وجه ابنها عندما يبلغها بخطأ ما لأنه عند حدوث ذلك ستكون هي المرة الأخيرة التي يحكي لها الابن أي مشكلة تخصه

> وماذا عن الطالب في المراحل الدراسية المختلفة وكيفية تهيئته للدراسة؟

- علي الأسرة توجيه رسائل تمهيدية للأولاد مثلا اسهروا واستمتعوا لأن الدراسة علي الأبواب.

أيضا ممكن ابلاغ الطالب بزيادة مصروفه ولو بمبلغ بسيط مع بداية العام الدراسي الجديد كنوع من الترغيب في بدء الدراسة وعلي البيت كله بداية تغيير الساعة
البيولوجية ومحاولة النوم مبكرا ولو بالتدريج, فيجب أن يكون الآباء والأمهات قدوة لأبنائهم, مع أهمية عدم حرمانهم من التدريبات الرياضية لأنها تساعدعلى نشاطهم
الذهني.
أيضا مهم جدا علاج أي مشكلة صحية ممكن تعوق استيعابه الدراسي.

مراجعة الدروس

> كيف ترين فكرة الاستعداد بمراجعة بعض المواد قبل بدء العام الدراسي ؟

- من الممكن مراجعة بعض القواعد المحاسبية وقواعد النحو أو بعض المسائل في المرحلة الابتدائية ولكن في المراحل الدراسية الأكبر ولأن لدينا منظومة تعليمية
تعتمد علي الحفظ والتلقين وليس استيعاب مافات ولايوجد ربط في الغالب إلا في القليل فلتترك الاهالي الأولاد يدخلون الدراسة وستنتظم الأمور بالتدريج ومن
الممكن استخدام بعض البرامج الحديثة في المذاكرة مثل السيديهات وبرامج الباوربوينت الخاصة بمراجعة بعض اللغات مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية وأيضا لايمنع
من تعريف الأولاد بالمواد الجديدة مثل الفيزياء والكيمياء لو سيتم دراستهم لأول مرة .
ساعات المذاكرة

> هل يتم مساعدة الطلاب من قبل الأهل في عمل وزن نسبي لمذاكرة المواد وتنظيم اوقات المذاكرة وعدد ساعاتها أم ماذا ؟

- بالتأكيد يجب المساعدة في ذلك وتنظيم أوقات المذاكرة وتحديد عدد معين لمذاكرة كل مادة حتي لاتجور إحداها علي الأخرى يفضلها أو يحبها الطالب ويجب
تحديد مواعيد ثابتة للمذاكرة بقدر الإمكان والأهم علينا أن نحدد الطريقة الأفضل للاستذكار الجيد لكل مادة, فهناك مادة يصلح معها القراءة مع الكتابة وأخري
يصلح معها القراءة مع السمع وهكذا ومهم جدا الاستقرار النفسي والشعور بالدفء والحنان والتخلص والبعد عن أي مشاكل اسرية تدمر نفسية الطالب . 
الغذاء

هناك مشكلة أخري وهي كيفية تنظيم الوجبات الغذائية وما الطريقة التغذوية المثلى لزيادة استيعاب الطالب مع بداية الدراسة وكذلك ماهي الأطعمة التي يجب
أن تهتم بها الأم أثناء الدراسة وقبلها لتفتيح ذهنه وزيادة تركيزه ؟ هذا سؤالي للدكتورة هدي سلامة- أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان-التي أشارت
إلى أهمية وجبة الإفطار تحديدا, وتنظيم مواعيد الوجبات في محاولة لتغيير العادات الغذائية التي تنامت أثناء الأجازة والتقليل من الحلويات والمقرمشات والوجبات
المحفوظة فالمربى المصنوعة بالمنزل أفضل من الجاهزة المحفوظة مع الاهتمام بطبق السلاطة يوميا على السفرة مع الاهتمام باستخدام الليمون, أيضا يجب التركيز
علي الأسماك والألبان والبيض لأنها تفتح الذهن وتساعد علي التركيز وتساعد على ارتفاع معدل الذكاء وتعلي القدرة الذهنية وتجعل الإنسان أكثر نشاطا
السندوتش المدرسي

هناك مشكلة تحير الأم وهي محتويات السندوتش المدرسي وتجهيز الوجبة المدرسية وتفاصيلها ,فما الشكل الأمثل للوجبة المدرسية؟

أولا يجب أن تحتوي الوجبة المدرسية علي ثمرة فاكهة ولتكن برتقالا أو جوافة لاحتوائهما علي فيتامين سي وممكن للأم التغلب علي مشكلة السندوتش المدرسي
بعمل فطائر من البيتزا مرة بالدجاج ومرة بالجبن ومرة بالزيتون والطماطم مع الاستغناء تماما عن اللانشون والبسطرمة واللحوم المستخدم فيها المواد الحافظة, ومن
الممكن تجهيز فطائر من العجوة والجبن بسيطة الصنع للإفطار قبل الذهاب للمدرسة أو للوجبة المدرسية .
> ما أهم النصائح التي توجهينها للأم للحفاظ علي صحة أولادها وتقوية مناعتهم؟

- عمل عصير البرتقال والليمون والجوافة بشكل دائم ووضعهم بالثلاجة لتوافر فيتامين سي فيهم وايضا وضع طبق علي السفرة أو ترابيزة الأكل ويوضع به فاكهة
طازجة ليعتاد الأولاد تناول ثمرات الفاكهة وهو أمر صحي للغاية ويقوي جهاز المناعة ويساعد علي زيادة التركيز. 
الاستعداد النفسي

علي الأم أن تعي أن الطفل قبل دخول المدرسة يحتاج إلى تجهيز نفسي وانفصال عنها هذا بداية حديث د. ايمان جمال الدين الأستاذ بكلية رياض الأطفال والتي
أكملت مؤكدة أنه يجب علي الأم أن تترك طفلها عند جده أو جدته لمدة ساعة أوساعتين حتي يعتاد غيابها والانفصال عنها .واكملت د.إيمان أنه يجب تواصل الطفل
بالمدرسة و إشراكه فى ألعاب جماعية و نشاط مشترك حتى يرتبط بأقرانه. و أعتقد كتربوية يجب ترحيل الكتب الخاصة بالنصف الأول من السنة الدراسية الأولى
بالروضة إلى النصف الثانى منها, حتى يستطيع الأطفال الاندماج مع المدرسة بالتدريج. كذلك التأهيل النفسى للطفل بالحديث معه عن مزايا المدرسة و الذهاب

لشراء احتياجاته المدرسية بألوان مبهجة زاهية تشعره بالسعادة, و لا مانع من شراء بعض القصص المصورة ووضعها فى الحقيبة المدرسية لترغيبه فى المدرسة. و لأن
الطفل لا يعرف القواعد المدرسية و لديه رهبة الانفصال عن والديه, يجب أن تكون معلمة الفصل على دراية بكيفية التعامل معه نفسيا, فتحاول أن تكون صديقة له و
لتجعل الأيام الدراسية الأولى للعب و محاولة الاندماج مع المدرسة. 
أما بالنسبة للسن الأكبر عند دخول المدرسة, فتأهيله النفسى أسهل بالطبع, قد يكون بتشجيع الأم له وذلك بمقابلة أصحاب جدد و الاستمتاع بالكتب الجديدة و
الملابس و الشنطة و الحذاء والانتقال لسنة جديدة و فصل جديد. أما أهم نصيحة على الإطلاق أوجهها لكل الأمهات, هى التواصل مع أبنائك و الاستماع إليهم جيدا
و النقاش معهم و تبادل الحوار حول المواد الدراسية و مدى صعوبتها,والقدرة على توصيل المعلومة من كل معلم لمادته, و لتكن كل أم صديقة لابنائها ومعاونة لهم في اجتياز العام الدراسي بنجاح .

 

المصدر: مجلة حواء- ايمان الدربي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,282

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز