بين الشبهة والحكمة

تعدد زوجات النبي صلي الله عليه وسلم

كتب : محمد الشريف

عاش النبي " صلى الله عليه وسلم" حتى سن الخامسة والعشرين عزبا طاهراً نقياً حتى لقبوه بالصادق الأمين ، و عاش خمساً و عشرين سنة أخرى مكتفياً بزوجة واحدة هي السيدة خديجة رضي الله عنها التي تكبره بخمس عشرة سنة , مع أن النبي كان شاباً نشيطاً قوياً جذاباً جميلاً، بينما كان لكل رجل من العرب من عشرة إلى عشرين زوجة على الأقل، و بعد وفاتها تزوج من السيدة سودة بنت زمعة و انفردت به ثلاث سنوات و كان عمرها خمسين سنة و هو أيضا في سن الخمسين تقريباً ، فلو كان النبي شهوانياً ما قضى سني شبابه مع عجوزين و لم يجمع عليهما

 

وحول الحقيقة الصحيحة والحكمة المقصودة من تعدد زوجاته "صلى الله عليه وسلم"كان اللقاء مع د.عبد الغفار هلال-الأستاذ بجامعة الأزهر- للإجابة على رسالة قارئة حواء "وفاء السيد".

في البداية يقول د.هلال:إن حب الرجل للمرأة أمر طبيعي غير مستغرب ولا يتنافى مع مكانة الرجل، ولقد كان النبي" صلَّى الله عليه وآله" رجلاً إنساناً فطبيعي أن يميل إلى المرأة ويشعر بالمتعة معها، لكن دراسة حياته الزوجية تكشف لنا أن دافعه لم يكن المتعة، وذلك لأن أكثر زوجاته كنّ ثيِّبات، إما مطلقات، أو ترمّلن من أزواجهن قبله.

ويضيف الأستاذ بجامعة الأزهر:إن بعض دوافع زواجه كانت إنسانية بحتة، لكون تلك المرأة قد أسلمت وهاجرت، ثم توفي أو قتل عنها زوجها، ولم يكن لها سبيل للرجوع إلى أهلها المشركين، لأنها لم تكن قادرة على مقاومة الضغوط النفسية والمادية القاسية التي كانت تفرزها تلك المجتمعات الجاهلية، و لم تكن بمأمن من أن تتعرض لأنواع التعذيب الجسدي الوحشي فيما لو أرادت أن تحتفظ بدينها وعقيدتها وهي تعيش بينهم وفي بيئتهم،كما أن بعضا من هذه النساء حتى لدى انتقالها إلى المجتمع الإسلامي لم تكن قادرة على أن تمارس حياتها بصورة طبيعية من دون أي معيل ولا كفيل لها في هذا المجتمع الجديد، كما كان الحال بالنسبة لسودة بنت زمعة التي كانت مسنّة، ويزيد عمرها على الخمسين عاماً، وكذا الحال بالنسبة لزينب بنت خزيمة.هذا بالإضافة إلى أن كونها أيِّماً سيطلق الألسنة والأهواء في حقها، ويجعلها تتعرض لضغوط وإغراءات ربما لا تناسبها ولامصيرها في هذا المجتمع الغريب، هذا إن لم يؤدّ ذلك إلى أزمات نفسية أو قَبَلية لا مبرر لها،فخير كافل وخير معين وحافظ وولي لها هو النبي الأكرم"صلَّى الله عليه وآله"، إلا إذا رزقها الله زوجاً من بعض خيار أصحابه " صلَّى الله عليه وآله" إذا كان فيهم من يقدم على ذلك.

ويستطرد.هلال قائلا: كذلك كان لزواجه" صلَّى الله عليه وآله " أبعادا تشريعية منها زواجه من عائشة -رضي الله عنها- فلقد كان بوحي، حيث رآها في المنام ورؤيا الأنبياء وحي

كذلك زواجه من زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني فنزل قول الله تعالى:"وما جعل أدعياءكم أبناءكم""ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" وبعد خلاف مع زوجها طلقت منه وأمر الرسول_أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة

أما عن الأبعاد السياسية يقول د.هلال: كان لبعض زيجات الرسول بعداً سياسياً من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى، ومن هن جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6 هـ، أما حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصر زوجها وبقيت على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حدة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها.

ويختم الأستاذ بجامعة الأزهر حديثه بقوله: إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره فهل هذا دليل الشهوة، ومن يشته هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل، كيف وقد عرض عليه خيرة بنات قريش فأبى!

المصدر: مجلة حواء -محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 580 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,781,603

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز