الأب الغائب
كتبت : نجلاء أبوزيد
أخبرتنى صديقتى بأن ابنتها التى حصلت على الثانوية العامة تريد الالتحاق بجامعة خاصة مصروفاتها تتجاوز الـ 20 ألف جنيه وعندما أخبرتها أمها أن هذا سيشكل ضغطا على والدها الذى يعمل بالسعودية ولا يأتى لزيارتهم إلا كل عامين كان رد الابنة صادماً فهى ترى أنه ليس من الضرورى أن يحضر فى أجازة المهم يوفر لها مصاريف الجامعة .. فأخبرت صديقتى أن شعور الابنة تجاه والدها عادى وأن هذا الأب فى نظرى مسكين جداً فقد سافر لتحقيق حياة أفضل اقتصاديا لأسرته وأثناء ذلك نسى أهمية وجوده وسط أولاده حتى تحول تدريجيا لمصدر مالى لهم لايفرق معهم وجوده حتى أيام الأجازة أصبحت بالنسبة لهم عبئاً يدعون الله أن ينتهى سريعاً ، لأن الأسرة اعتادت أن تعيش بشكل طبيعى دون وجوده فثمن الغربة غال جداً والشخص الذكى هو الحريص على التواصل مع أسرته . إما بأخذهم معه أو الإكثار من الزيارة أو يظل بينهم بلا سفر ربما وقتها لن يحقق دخلاً كبيرآً لأسرته لكنه سيكون فى قلب الأسرة مشاركاً أبناءه أفراحهم ، أمراضهم، أحزانهم صانعاً لملامح مستقبلهم . حتي لا يسأل أحدهم من أين تأتى قسوة الأبناء؟ القسوة والأنانية يأتيان عندما نعلمهم دون أن ندرى أن المال هو الأهم وأنه يأخذنا من مشاركتهم أهم اللحظات فى حياتهم وعندما يكبرون ينفذون ما علمناه لهم
ساحة النقاش