كتبت : نبيلة حافظ

مبادرة أطلقها شاب يدعى شرف إمام .. وهو شاب مصرى يعمل فى مجال القمامة .. فكرة المبادرة تهدف إلى جعل مصر بدون نفايات بحلول 2020 .. والمبادرة لاتقتصر على مصر فقط بل تمتد إلى 18 دولة عربية، ولكن بداية التنفيذ ستكون من مصر .

الفكرة تعتمد على توعية المواطن بأهمية القمامة وقيمتها، بدلا من أن يدفع المواطن الجنيهات إلى الشركات مقابل جمعها يحصل هو على مقابل مادى مثلما يحدث فى الدول الأوروبية .

لذلك قام فريق عمل هذه المبادرة بإنشاء موقع على الانترنت ليساعد المواطن على معرفة القيمة المادية للمخلفات الناتجة عن استخداماته اليومية مثل العبوات المعدنية والبلاستيكية والزجاجية الفارغة، والتى يلقى بها فى صناديق القمامة بعد استخدامها .. هذه العبوات الفارغة ذات قيمة ويعاد تدويرها مرة أخرى لتظهر فى صور مختلفة تفيد الإنسان والمجتمع.

تعتمد فكرة المشروع على المواطن ذاته دون الاحتياج إلى مراحل الفرز والتجميع التى كانت تحدث فى الماضى .. حيث كان المواطن يلقى بكل مخلفاته فى كيس القمامة وبعدها يمر هذا الكيس بمراحل عديدة حتى يصل إلى المصنع لإعادة تدويره.. ولكن هذه الخطوات يتم اختصارها فى خطوة واحدة إذا تم تنفيذ المبادرة والتى تعتمد على فرز الفرد بنفسه لقمامته.. بمعنى أن يجعل الفرد العبوات البلاستيكية فى كيس .. والزجاجية فى كيس آخر .. والمعدنية فى كيس ثالث أما المخلفات الغذائية فهى فى كيس مستقل .. كذلك الورقية.

ويتم وضع هذه الأكياس فى أماكن التجميع المخصصة لها على أن يتم حساب قيمة هذه المخلفات حسب التسعيرة التى تضعها الشركة منفذة هذه الفكرة .

المبادرة جيدة وتنطوى على الاستفادة القصوى من هذه المخلفات وفى ذات الوقت استفادة المواطن أيضا منها ماديا .. ولكنها تحتاج إلى دعم وتفعيل من جانب الأجهزة الحكومية والجمعيات الأهلية وذلك عن طريق شرح فكرة المبادرة وتشجيع المواطنين عليها، لكى يدركوا قيمة إعادة تدوير القمامة والاستفادة منها.

فلقد أغفلنا القمامة كثروة وطنية يمكن أن يعتمد عليها الاقتصاد القومى، وبدلا من الاستفادة منها وإضافة المليارات من عوائدها إلى خزينة الدولة كنا نستقدم شركات النظافة الأجنبية نعطيها الملايين لتجمع هذه القمامة، ثم تقوم هى ببيعها لدول أخرى مثل الصين لإعادة تدويرها والاستفادة منها .. قمة التناقض الذى كان يسيطر على أجهزة الدولة.

والمسألة ليست بحاجة إلى ذكاء أو «فذلكة» .. فإعادة تدوير القمامة صناعة عالمية موجودة فى معظم بلاد العالم لما لها من فوائد عديدة، منها حماية الطبيعة والثروات الطبيعية .. تقليص النفايات .. إيجاد فرص عمل جديدة .. مساعدة الاقتصاد .

أعتقد أنه قد آن الأوان لكى نواجه مشكلة القمامة بشكل عملى وحاسم .. وعلى أجهزة الدولة أن تواجهها بحلول غير تقليدية تتناسب مع الواقع الذى نعيشه .. مع مراعاة اختيار الأسلوب الأمثل لكل محافظة بما يتناسب مع طبيعة هذه المحافظة ونوع وحجم المخلفات بها .. وأفضل أسلوب يتناسب مع ظروف مصر الآن هو ترك هذا المجال إلى الشركات الوطنية الخاصة لأداء هذا الدور على أن تكتفى أجهزة الدولة بوضع الضوابط وآليات العمل ونقوم بالمراقبة والمتابعة .

أعتقد أن هذا هو خير الطـــرق لنا الآن .. المهـــم أن نخلص النيات .. ونعمــل لصالح هذا الوطن ..!! 

المصدر: مجلة حواء- نبيلة حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 653 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,814,439

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز