كتبت : ماجدة محمود

نعود مرة أخرى إلى عرض رؤية د. نجوى خليل الخاصة بالأخذ بيد الفئات الأولى بالرعاية بعد أ ن توقفنا الأسبوع الماضى بسبب الحديث عن وضع المرأة فى الدستور القادم الذى يعد من القضايا المهمة والملحة ،خاصة وأن المرأة تتعرض منذ فترة لانتكاسات متتالية ظهرت بوادرها بوضوح فى كل التغيرات التى شهدها المجتمع، بداية من الانتخابات البرلمانية ونهاية بتمثيلها فى لجنة إعداد الدستور . ولأننا لسنا بصدد الحديث عن هذه القضية الآن نعود لنستكمل عرضنا لجهود وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية والخاصة بالأسر الفقيرة والمرأة المعيلة وأطفال الشوارع .

ترى د.نجوى خليل أن أهم ما تطرحه الوزارة بشأن أطفال الشوارع -خاصة وأننا لم نسمع منذ فترة عن أى نشاط للمجلس القومى للطفولة والأمومة رغم ازدياد نشاط هؤلاء الأطفال منذ الثورة واستخدامهم كقنابل موقوتة فى أعمال البلطجة إلى وقت قريب ، تطرح الوزارة فى إطار الرعاية الاجتماعية لهؤلاء » مشروع أطفال بلا مأوى » والذى يستوعب 18ألف طفل ، تحدد له مساحة 40 فدانا فى مدينة السادس من أكتوبر يتم من خلاله رعايتهم اجتماعيا، تعليميا، صحيا ورياضيا . هذا وكما ذكرت الوزيرة ستكون اللبنة الأولى ، ثم يتم بعد ذلك فتح الباب للمشاركة المجتمعية أمام الجمعيات الأهلية،ومؤسسات الدولة بكافة تخصصاتها لدعم المشروع الذى سيرى النور- إن شاء الله- خلال شهور قليلة بعدها سيتم تعميم التجربة فى باقى محافظات مصر.

تتفق الوزيرة معنا فى أن هناك بعض السلبيات فى دور الرعاية سيتم تلافيها فى هذا المشروع منها جدية الرقابة على المؤسسة ، فصل الفتيات عن الشباب بمسافة تحقق الاطمئنان ولا تدع مجالا للاختلاط فى هذه السن الخطيرة، مع ضرورة فصل الصغار فى الإقامة عن كبار السن حفاظا على الصحة الاجتماعية والنفسية لهم .كما تحلم الوزيرة بدار إيواء نموذجية وترى أن الحلم ليس بعيد المنال ما دامت الإرادة موجودة،وطالما يحلم الإنسان أحلاما مشروعة ويقف على أرض ثابتة فلن يكون هناك ما يعكر صفو أحلامه أو يقف عائقا أمامها المهم نبدأ الخطوة الأولى والبقية تأتى.

ونحن من جانبنا نتفق مع د. نجوى فى الرأى ونرى كما ترى تماماً أن مشوار الميل يبدأ دائماً بخطوة، ومادامت الخطوة الأولى تنطلق فى مسارها الصحيح فبالتأكيد ستكون باقى الخطوات على نفس المسار، وإن شاء الله يتحقق الهدف ، فقط مطلوب الطرق وبيد من حديد على دور الإيواء التى تعمل بلا نظام والمتفشى بها الكثير من الأمراض،وكفانا قنابل موقوتة فى شوارعنا ، خاصة وأن هؤلاء الصغار لا ذنب لهم،فهم لم يختاروا هذه الحياة بل الظروف هى من فرضتها عليهم ،وبالتالى لهم علي كل قادر حق الرعاية ومد يد العون مادام قادرا على ذلك ، فلنحمهم من شر أنفسهم ونقى المجتمع شرورهم