مدينة لزويل بالإكراه
كتبت : فاتن الهواري
هل يصح هذا؟.. هل تكون هذه هى أخلاق العلماء؟ نبنى مدينة لزويل على دموع وآهات ومظاهرات أبنائنا طلبة جامعة النيل .. هل نهدم مدينة علمية عمرها أكثر من ست سنوات من أجل مدينة أخرى ؟ لماذا هذا العناد ؟ فشلنا فى الحوار والإقناع ورجاحة العقل وسعة الصدر إلى هذا الحد .. هل مصر خلت من الأراضى ولا يوجد فيها مساحة تتسع لأحلام زويل ومدينته ، أم أن أحلامه تختزل فى هدم جامعة النيل وتشريد طلابها ؟ هذه ليست أول مرة أكتب فيها عن مدينة زويل ولن تكون الأخيرة إلى أن يتراجع د. زويل عن قراره ويتحلى بأخلاق العلماء ليكسب حب واحترام أولاد بلده وهذا فى رأيى أفضل مائة مرة من جائزة نوبل .
هل أحد يصدق أن العالم الجليل د. إبراهيم بدران طلب من د. زويل أن يترك جامعة النيل لأبنائها حرصاً على مستقبلهم؟ فكما قال لى رئيس الوزراء السابق أ.د عبدالعزيز حجازى رئيس مجلس أمناء جامعة النيل: د. زويل ليس لديه قانون للمدينة ولا قرار جمهورى للجامعة ومع ذلك يأخذ كل حاجة ، جامعة النيل أنشأت بقرار جمهورى والأرض والمرافق كلها تم بناؤها لصالح جامعة النيل وعندما استكملت كل المرافق الخاصة بها تم الاستيلاء عليها.. نتيجة لقرار د.عصام شرف الذى منحه قرارين لصداقة فيما بينهما.. القرار الأول استخدام المبانى ولم يخطر فى الحسبان اطلاقا جامعة النيل والقرار الثانى استخدام قصر ديلسبس والفيلا فى جاردن سيتى مقر لإدارة مدينة زويل وهذا تحيز واضح .. ولكن لماذا لا يريد الطلبة الانضمام لجامعة زويل ؟
يقول د. عبدالعزيز حجازى لأنهم هم طلبة جامعة النيل ولا يوجد قرار جمهورى بجامعة زويل ثم أين يذهبون عنده؟ فلا توجد لديه جامعة ولا يوجد معامل أما جامعة النيل فهى بحثية وليست تقليدية والمبنى بنى على أن توجد معامل للباحثين يعملون بها ومعظمهم طلبة دراسات عليا.
والأخ زويل كما يقول د. عبدالعزيز حجازى حضر إلى مصر بعد الثورة واتفق مع الفريق شفيق أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية وعندما صدر الإعلان الدستورى المكمل وأنه متزوج من سورية وبالتالى لا يصلح قالوا ننشأ له مدينة زويل .. ولكن يا ترى هل يوجد حل لهذه المشكلة ؟
يقول عبدالعزيز حجازى : نحن فى حالة تفاوض مستمرة وعرضوا علينا البديل ولكن للأسف لا يصلح اطلاقاً أعطوا لنا مدينة التعليم فى 6 أكتوبر وهى فى الأصل لتدريس التعليم العام وفيها إمكانيات ولكن إمكانيات لا تصلح لجامعة بحثية فالجامعة البحثية لها متطلبات مختلفة تماماً .
د. زويل عايز يأخذ الجامعة كلها وبالمعامل .. للأسف أنا مستاء جداً، حرام وأحد الزملاء من جامعة النيل اتصل به فقال له أنا أخذتها خلاص ولا يوجد عندى استعداد للرجوع ولدى موافقة من رئيس الوزراء وكان يريد مقابلتى ولكن اعتذرت .. أنا مش فاهم رجل أكاديمى كيف يقبل أن طلبة مثل الفل يدرسون فى الشارع على النجيل وأنا كل همى الأولاد يعودون ا للدراسة وقد خرجنا 200 ماجستير إلى الآن 40 منهم أخذوا منحاً فى جامعات أمريكية لكى يكملوا الدكتوراه، وأحدهم احتل المركز الأول على سبعة آلاف على مستوى العالم ، حرام الذى يحدث نمحى اسم النيل وهو اسم جميل ونضع اسم زويل .. مصر يوجد بها مائة زويل من القامات المصرية والعلماء وزويل تخرج فى مصر فى جامعة الاسكندرية.. مصر مليئة بالعلماء فهم موجودون رغم الإمكانيات المحدودة .. وزويل جمع مليار من الإعلانات المدفوعة ولكن نحن لم ندفع مليماً واحداً والكل واقف معنا .. فهو لديه المال وعنده أرض وعقل فلينشىء مشروعه .. لماذا جامعة النيل؟ لأنها جاهزة .
وفى نهاية حديثه يقول د. عبدالعزيز حجازى فى يأس شديد ويوجه كلامه للدكتور زويل بصفته أب وعنده أولاد: هل يرضيه أن يكون أولاده فى الشارع دعنا من القانون ولننظر إلى الواقع ، المبانى انشئت لهم والجامعة مقننة ورئيس الجامعة معين بقرار من وزير التعليم العالى فجميع مقومات الجامعة رسمية وقانونية بالله عليك هل تسمح أن يكون هؤلاء فى الشارع؟!
ونحن مع الطلبة قلباً وقالباً ونتمنى من د. زويل أن يتحلى بأخلاق الكرماء والعلماء ويترك جامعة النيل لأبنائها، وأن يكون للدولة دور فى حسم هذه القضية
ساحة النقاش