بين الرومانسية الحالمة والواقعية المؤلمة

كتبت : ايمان حمزة

قليل من الرومانسية تتوق إليها نفوسنا وسط هذه الأجواء التى امتدت بنا مع الربيع العربى وثورات الشعوب من حولنا وليس فقط شعبنا المصرى العظيم.. قليل من الرومانسية ترتاح معها قلوبنا الدامية واللاهثة وعقولنا التى تتابع ما يجرى من حولنا وكنا جزءاً كبيراً من أحداثه ومازلنا.. احتياجات فئوية لفئات كثيرة من أهلنا ممن ينادون بحقوقهم ويطالبون برفع مرتباتهم وبين أبناء يطالبون بفرص عمل أو التثبيت من أجل العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

النساء يطالبن بحقهن فى المساواة والحياة الكريمة بعد أن شاركن أبناء مصر من الرجال فى صنع تاريخ وحاضر وثورة بلادهم التى غيرت وجه مصر ، شاركن بالنفس والدم والفكر والعمل فى الميدان وفى إدارة عجلة الإنتاج والحياة بكل مجالاتها، فما كان من رجال مصر إلا أن تفضلوا عليها بالقليل من الصورة ، خرجت النساء يطالبن بحقوقهن التى أقرها الخالق لها فى دستور بلادها من قوانين ومواد دستور وقوانين يتم تفصيلها على أرض الواقع بحقوق متساوية كمواطن مصرى على أرض وطنه فى كل مجالات الحياة.. حقها فى العيش والحياة لها ولأبنائها ، لأسرتها ، لكل ما يكفل لها النجاح فى دورها كأم وزوجة ومسئولة عن أسرة ، فى نفس الوقت يكفل لها القيام بعملها بنجاح فى إدارة عجلة الإنتاج وكل مجالات الحياة العملية والعلمية كمواطنة مصرية تقدم كل ما لديها بحب وتفانٍ فى صنع أجيال مصر وخدمة مجتمعها.. ورفع هامته عالياً مع أبناء مصر الشرفاء..

كلنا نحتاج إلى قليل من الرومانسية فى حياتنا نرتاح عندها لسد احتياجات الحياة مع هذا الغلاء المتزايد للأسعار فى وقت توقفت فيه أعمال ووظائف البعض بسبب توقف السياحة أو إغلاق بعض المصانع والأعمال الاستثمارية وخروج المظاهرات والاحتجاجات لمن يعانون ويلات كل هذا.. فالحياة لا تتوقف واحتياجات الأبناء لا تتوقف.

كلنا نحتاج إلى قليل من الرومانسية مع كل ما يجتاح حياتنا وأيضاً ما تنقله لنا الأخبار عبر شاشات التليفزيون أو النت أو الراديو إلى جانب صفحات الجرائد والمجلات من ويلات الأحداث الدامية من حولنا التى يسقط معها العديد من الشهداء الأبرياء أمام رصاص الغدر ويهرب اللاجئون من بلادهم الحبيبة إلى البلدان المجاورة.. وإسرائيل تهدد بضرب إيران، وإيران تتوعد كل من يفكر فى ضرب بلادها.. والإرهاب يهدد سيناء الحبيبة من أعداء الداخل والخارج.. وإسرائيل تنجح بحماية حدودها وأمنها وتحشد قواتها على الحدود.

وسط كل ذلك أصبحنا نشتاق إلى أن ترتاح قلوبنا ونفوسنا من لهاثها، أن ترتاح عيوننا مما نراه ليزيد من قلقنا وتوترنا بل جزعنا وخوفنا ليس على أنفسنا بل كل من حولنا وأولهم أولادنا وبلادنا. وسط كل هذا وجدت نفسى فجأة أمام رواية رومانسية مفعمة بمشاعر الحب التى إفتقدناها جاءت إلى هدية من مؤلفتها الصحفية والقاصة والرومانسية إيمان العمرى وابنة من أسرتى أسرة مجلة حواء.. والتى كانت الرواية الثالثة لها، أخذتنى الرواية بأحاسيسها الفياضة التى ينتزعها شاب وشابة من هذا الزمان رغم كل ما يمران به فى حياتهما من صراعات وتحديات وأحقاد.. إلا أن حبهما ينتصر فى النهاية ليتخطيا معاً كل الصعوبات ويصلا معاً إلى بر الأمان.. وجدتنى ودون أن أدرى أنتزع نفسى من كل ما حولى من أعبائى اليومية ، ومن إدمانى للأخبار والتحليلات والشد والجذب بين الآراء المختلفة السياسية بين الخبراء.. وجدت نفسى أتوق إلى قليل من الرومانسية أستعيد بها حياتى وأدير مؤشر التليفزيون بشكل لا إرادى وكأن الأمانى البسيطة تتحقق عبر قناة النيل الثقافية مع معزوفة موسيقية حالمة يعزفها شبابنا المصرى من العازفين البارعين يتوسطهم ويتقدمهم المؤلف المصرى عمر خيرت ينساب بأنامله فوق أصابع البيانو.. وعازفة الإكسلفون بسمة الجميلة وغيرها من العازفات والعازفين لآلة الكمان.. تأخذنى مع الرواية إلى عالم من الأحلام الناعمة والرومانسية الحالمة حتى تنتهى الرواية بنهايتها السعيدة وقد حققت لى ما كنت أحتاج إليه من الشعور بالسعادة الوقتية التى كنت أنعم بها فى صغرى قبل أن تأخذنا الحياة وسط مسئولياتها ودواماتها التى لا تنتهى، ولكن وجدت نفسى أعود وبشكل لا إرادى لأدير مؤشر القنوات أبحث عن الأحداث والتحليلات ، وأنتقل إلى الوقفات الاحتجاجية لعمال هيئة النقل العاام لرفع مرتباتهم.. وأخرى للمدرسين لرفع رواتبهم.. والإ فلا دراسة هذا العام. هكذا كتب على بعض اللافتات وتتعالى الهتافات وعلى الطرف الآخر تعلو الصرخات والهتافات «لا مواصلات إلا بعد تعديل المرتبات» لأعود إلى أرض الواقع كواحدة من أبناء هذا الوطن تشعر بمعاناة كل أبنائه من أجل الحل لكل مشكلة وإحباط ومعاناة أبنائى الشباب.. وللحديث بقية

المصدر: مجلةحواء -ايمان حمزة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,629

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز