المـــــــــــــــــال.. والأخـــلاق! «2»

كتبت : سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفاً من حكاية قارئتى إجلال «26 سنة» وباختصار شديد هى ابنة أحد الزملاء وكان يعمل سائقاً فى دار الهلال ثم استقال وسافر إلى السعودية للعمل ثم عاد بمبلغ يسّر له أن يشترى بيتا فى حى السيدة زينب ويفتح فيه سوبر ماركت واستطاع أن يعلم ابنه الكبير حتى نال بكالوريوس التجارة ثم دفع له كل مصاريف زواجه، أما صاحبة حكاية اليوم إجلال فقد آثرت أن تدرس حتى دبلوم التجارة فقط وبدأت حكايتها عندما اعترضها وهى عائدة من المدرسة شاب وجيه جداً يركب سيارة فارهة وظل طوال العام الدراسى ينتظرها على باب المدرسة لكى تركب سيارته وكانت تنهره أمام كل البنات.

ولم يزد كلامه بعد كل الشتائم منها ومن زميلاتها عن قوله:

- أنا معجب بك يا إجلال من ساعة ما شوفتك وحاتجوزك!

وظل الحال على ما هو عليه حتى كانت معها صديقة مخلصة وجريئة فقالت له..

- اسمع يا ابن الحلال إذا كانت نيتك صافية والد إجلال موجود فى مصر وبيتهم معروف روح أخطبها وبلاش تبهدل نفسك كل يوم هية مش من البنات اللى بالك فيهم!!

وتقول إجلال إنها لم تجده لعدة أيام بعد ذلك أمام المدرسة شكرت صديقتها لأنها «قطمت رجله» وريحتها منه وفى طريق عودتها إلى بيت أبيها فوجئت بسيارته الفارهة واقفة أمام محل أبيها فأسقط فى يدها وارتجفت ودق قلبها دقات سريعة وارتبكت وعندما دخلت على والدها كما تفعل كل يوم وجدته جالسا يتحدث إلى والدها ولما همت بالانصراف ناداها والدها وقال لها..

- يا إجلال.. الأستاذ مهاب جاى يطلب إيدك سلمى عليه..

وتستطرد إجلال.. سلمت عليه ، وجريت إلى البيت ولم أستطع أن آكل أو أنام حتى عاد والدى مساء وجلسنا لتناول العشاء أنا وهو وأمى وأختى الصغيرة، فوجدته يقول لى ضاحكاً..

- مهاب ده خريج كلية الحقوق وبيشتغل فى مكتب محامٍ كبير وأسرته غنية جداً ومبسوطين قوي.. يا ترى إيه إللى رماه علينا احنا بالذات؟.

ردت أمى قائلة.. القسمة والنصيب وربنا يجعل لها نصيب معاه إذا كان كويس.. ربنا كبير!!

قال والدي.. يعنى احنا ساكنين فى حارة فى السيدة زينب وهوه عنده شقة باسمه فى المهندسين وقدامه كل بنات مصر اشمعنى إجلال يعني؟

وانتظرت أن يقول أبى ماذا كان رأيه فى الموضوع حتى سألته أمى فقال لها:

قلت له «اصبر شوية البنت صغيرة ولما تاخد الدبلوم لنا كلام تاني».

وقال أبى .. أنه ردّ قائلاً:

«طيب .. الكارت بتاعى أهه اسأل عنى وإذا فكرت فى خطوبة وقراية فاتحة كلمنى فى التليفون اللى فى الكارت».

واستطردت:

وانقطع مهاب عن الوقوف أمام باب المدرسة وحكيت لكل زميلاتى أنه خطبنى، وكلمنى الجميع على أنه إنسان شريف ومحترم ما دام قد دخل البيت من بابه.. ووجدتنى يا سيدتى أفكر فيه ليلاً ونهاراً.. وأحبه!!

 

باختصار علمنا عنه أن والده توفى وأمه متزوجة من آخر بعد وفاة والده، وتقيم فى الخارج مع زوجها، وله أخت واحدة متزوجة ومن ثم فقد تم عقد القران دون وجود أحد من طرفه لسفر أخته للخارج حينها. وتزوجته يا سيدتى وتركت الحارة فى السيدة زينب إلى شقته الفاخرة فى المهندسين بعد أن سافرنا أسبوعين كاملين بعد الزواج إلى شرم الشيخ لقضاء شهر العسل الذى استمر لعدة شهور!! طبعاً كنت فى غاية السعادة لأنه كان ولايزال يحبنى وقد جئت إليك أشكو من عدة أمور.. أولها أنه إلى الآن يعتمد على إرثه من والده ولا يعمل بجدية كمحامٍ وثانيا لا يصلى، وثالثا السهر مع أصحابه كل ليلة إلى الفجر ولكنه إحقاقا للحق يراعينى أنا وأولاده الثلاثة، ولكى تكتمل سعادتى أرجوك بأن تنصحيه بأخذ الحياة بجدية أكثر، وأن ينتظم فى العمل!

 

فعلا.. كان والدها يأتى بها إلى وكانت طفلة جميلة جداً، وأذكر أن شعرها كان طويلاً ولايزال وعيونها خضراء واسعة، وأقول لزوجها مهاب.. رغم أنك ثرى ومستريح مالياً لكن ليس هناك أجمل من العمل ومن أن تأكل أسرتك من كدك وكفاحك.. أرجوك أن تصلى وتصوم وتنهض من نومك مبكراً وما دمت تراعى أولادك وزوجتك فإننى أدعو لك بالصلاح والتقوى

المصدر: مجلة حواء -سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 588 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,875,485

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز