إلى أى مدى تصمدين أمام العقبات
إلى قلبى: أخاف منك أم عليك
كتبت : ايمان عبدالرحمن
قلبي يشقي بحبي.. يتعبه الخوف من غد لا أعرف ماذا سيأتي لي به .. هل سيكتمل حلمي .. هل ترسو سفينة أحلامي على شاطئ الأمان.
قرأت كثيراً عن أساطير مقاومة الحب لعوامل فنائه .. لكن هل هو حقا يظهر نوره كنور الشمس ؟! .. لا أدري سأظل علي العهد وفيه حاملة الرجاء في قلبي وسأواجه حتي النهاية رافعة راية الحب خفاقة علي حصن قلبي.>>
جلست أتذكر كلمات نزار قبانى فى قصيدته أحبك التى أرسلها لحبيبته جرعة من الأمل ، وتزداد إصراراً على مواصلة الطريق «أحبك جداً .. وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل .. وأعرف أنك «ست النساء» وليس لدى بديل .. وأعرف أن زمان الحنين انتهى» .
وجاء على خاطرى الصعوبات التى تنتظرهما فيتملك الشك من قلبى ولكنى أكملت بقية الكلمات «أحبك جداً .. وأعرف أنى أعيش بمنفى .. وأنت بمنفى .. وبينى وبينك ريح وغيم وبرق ورعد .. وثلج .. ونار .. وأعرف أن الوصول إليك انتحار .. ويسعدنى أن أغرق نفسى لأجلك أيتها الغالية .. أحبك جداً» .
إداد إصرارى على مواصلة الطريق الملىء بالأشواك وتخوفت من أن تتكالب الظروف ، وتنجح فى إبعادهما عن بعض ، وهنا تساءلت : ماذا لو حدث ذلك ، هل شعورهما زائف أم أن حبى ليس حقيقياً ، نعم شعورهما حقيقى ، ولكن هل ينجح المستحيل فى وضع حد لحبى .. الإجابة تأتى إليها الكلمات الكاتبة الأدبية هدى جاد عضو اتحاد الكتاب لتجيب عن تساؤلاتى الحائرة .
ليس هناك مستحيل طالما أن هناك إرادة ، ويظل الحب الحقيقى حتى فى الممات ، فالحب الحقيقى هو الذى لا لبس فيه ولا تزوير ولا إدعاء ، فهو يستمر أمام المحن والعواصف ، عن عكس الأنواع الأخرى من الحب مثل حب المصلحة الذى أحياناً تتدخل فيه الغرائز ، ولكن الحب الحقيقى هو الذى يبقى فعلاً هو الذى يثمر بمعنى أن تخلو منه الأنانية ، والتملك أما الحب المريض أى الحب الناقص الذى أحياناً يكون حباً حقيقيا ولكنه لا يكون مكتمل العناصر الصحية .. حب فيه تعطيل ويجب أن يتنازل أحد الطرفين، والحل هو الصبر ، طالما أن الحب جاد فى عواطفه ، وهذه العقبات لا تقلل من قيمة الحب بل تخفزه أن يتخطاه ويتفوق عليها .
ولكن إن تغلبت الظروف وكانت أقوى منهما ولم تسمح بالنهاية السعيدة لأية علاقة حب حقيقية ، لا تنتهى العلاقة ولكن يظل الحب معششاً فى قلبيهما حتى بعد مضى سنوات طويلة .
لا مستحيل
وتطمئنى كلمات الكاتبة وفيه خيرى وتعطيهما القوة والصبر والاحتمال حيث تقول يستمر الحب الحقيقى أمام أى محن تقابله ، وهو ما يؤكد على أنه حب حقيقى ، وأنه لا يعرف المستحيل ، لكن لو كان حباً «وليد اللحظة» وليس حقيقياً ، فلن يصمد أمام أية عقبات ، والدليل على نقاء الحب وقوته هو استمراريته والتضحية ، وأهم نقطة هى الصبر على المشكلات والعقبات والتشبث بالعاطفة يقويها لا يضعفها ، هذا هو الحب الحقيقى ، يحتاج إلى الكفاح والصبر والجهد الكبير.
مجمرة حبك
وليتك تعلمين أننى أحرقت قلبى فى مجمرة حبك ليكون بخوراً يغطى جو أسرتك بروائح السعادة ستشقين قليلاً ثم تسعدين وسأشقى أنا كثيرا ولا أسعد ، وكل هذا الحب من أجلك ، أحببت الناس فيكى كما يحب العابد ربه أحببتك فى نطاق واسع لا فى لحمك ودمك وحدهما ، وإن جمعتنا الأيام بعد تشريد فقد تعلمين ثم تغفرين .
الشك يقتلني
قرأت كلمات محمد عبدالحليم عبدالله ، فى روايته بعد الغروب ، فتسلل الشك إلى قلبها أتأتى اللحظة التى يرفع فيها حبيبها الراية البيضاء ويسلم وينسحب بهدوء تاركاً خلفه ذكريات حب حقيقى لم يكتمل بسبب الظروف . إنها فى صراع بين الحب والعاطفة القوية التى تربطها وبين صعوبات ومشكلات مع أسرتها وعقبات كثيرة فهل تسلم هى الأخرى .
التكافؤ الاجتماعي
ويأتى رد د. محمد سمير عبدالتفاح أستاذ علم النفس بآداب المنيا وعميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببنها ليحسم هذا الصراع فيقول : دائماً الممنوع مرغوب ، وعندما تحدث مشكلات بين الطرفين لا يمكن أن تستقيم العلاقة فالجواب يظهر من عنوانه والبداية تكون غير طيبة ، مع أن لكل قاعدة شواذ ، فقبل الزواج تكون هناك أحلام كثيرة وترتيبات عن عش الزوجية لا تأتى مرة واحدة ولكن تباعاً وبقدر ما يبذل من مجهود تحققه الأحلام ..
ولكن لو حدثت مشكلات من خلال الأسرتين وامتدت بينهما والمعروف أن الآباء يبحثون دائماً عن مصلحة الأبناء وينظرون بشكل عقلانى أكبر من العاطفة ، فلابد من الكفاءة الإجتماعية والأسرية والاقتصادية .
وأية علاقة لابد من تكامل جينى عاطفي مع العقل ، ولأن التفكير فى أول العلاقة يكون عاطفى والممنوع مرغوب .. ولكن إن تغلب الطرفان على العواقب ولم يتجاوزاها بمعنى أن الزواج قد تم مع مشكلات بين الأسرة دون اقناع ، فإن هذا يفتح الباب أمام المشكلات ويصبح زواج بالإكراه ، فلابد من إزالة كل العوائق أولاً قبل الزواج وبالإقناع ، وليس الغضب حتى تقوى العلاقة بين الأسرتين ولا يضيفا مشكلات على المشكلات التى ستنشأ بين أى زوجين.
ساحة النقاش