كتبت : أميرة اسماعيل
أخبرنى زميلى المتزوج حديثا عن حيرته مع زوجته وصعوبة التفاهم معها مما دفعه للبحث عن غيرها تعطيه من الاهتمام والرعاية ما يفتقده فى زوجته ،وسألنى مندهشا.. لماذا يكون الطرف الثالث أكثر عطفا وتفهما عن زوجته التى أحبها ومازال يحبها إلا أنها تغيرت كثيرا رغم أنهما حديثا الزواج ؟!
وجعلنى هذا أتساءل .. ترى من المسئول عن الإخلال بالحياة الزوجية بينهما،وكيف تحتوى حواء تلك الأزمة،وماذا يفعل الزوج حتى لا يقع فى فخ امرأة أخرى؟ هذا ما ستوضحه السطور القادمة.
البداية مع أميمة السيد 40 سنة ربة منزل تقول : إن السنة الأولى بكل صعوباتها هى مسئولية الزوجة فى المقام الأول وعليها الصبر على زوجها وحياتهما الجديدة سويا، ولو حدثت له "نزوة" بعد الزواج عليها احتواء مشاعره وإحاطته الدائمة بالحب والاهتمام لأن هذا ما يربط الزوج ببيته وأسرته ولا يعنى ذلك أن تتغاضى عن أفعاله وإنما تُحسن التصرف وتعاتبه بطريقة تحفظ علاقتهما.
وتوضح حنان محمود 35 سنة موظفة- أن زوجها قد تعرض لمثل هذه النزوة العاطفية ولكنها استشعرتها مبكرا وكان السبب فى ذلك هو شجارهما الدائم نظرا لاختلاف طباعهما وتمسك كل منهما برأيه ،وتضيف لقد استطعت بذكاء الأنثى احتواء زوجى وإحاطته بكل ما يحتاجه حتى لا يلجأ لأخرى خصوصا وأن هذه النزوة قد حدثت فى الشهور الأولى من زواجنا.
المقارنة
وتشتكى سمر أحمد 28سنة- من مقارنة زوجها المستمرة بينها وبين غيرها وأنها ليست كما كان يتمنى ولا يهتم بمولودها وكأنه ينبغى الاهتمام به وحده ..فمازال لا يشعر بمسئولية الزواج والأسرة ولو تدخل الأهل فإن الأمر يزداد سوءًا.
وتقول شمس أحمد 26 سنة موظفة : إن الرجال يطلبون دائما الاحتواء والاهتمام ولا يشعرون بزوجاتهم، وتضيف.. أشعر بأن زوجى أنانى للغاية ويتهمنى بعدم الاهتمام به وأننى لم أعد أراعى مشاعره كما فى بداية تعارفنا .. وتؤكد شمس أنها تخشى أن يبحث زوجها عن صديقة أو امرأة أخرى،وهذا قلق كل أنثى على زوجها.
الاهتمام واجب
يقول حسين السيد 40 سنة- الأمر لا يتوقف عند بداية الزواج فمع مرور سنوات عديدة على الزواج يكتشف الرجل جوانب نقص أو كمال فى زوجته ،والزوج العاقل هو من يحاول التفاهم والتواصل مع زوجته ولا يفكر فى البحث عن أخرى ،وهذا ليس أمرا مقتصرا على الرجل فالمرأة أيضا تصدم فى زوجها فى بداية الزواج وقد لا تراه الفارس التى طالما حلمت به, لذلك فالمسئولية مشتركة بين الزوج والزوجة.
تفهمنى أكثر
ويؤكد مصطفى محسن 28سنة- أن الأخريات أكثر تفهما عن زوجتى .. مضيفاً..زوجتى باتت عصبية للغاية وكل ما يشغلها شئون المنزل وطفلنا الوحيد ونادرا ما تتحدث معى عن همومى ومشكلاتى فى العمل ورغم أننى أحبها إلا أن حياتنا لم تعد مثلما كنت أتخيلها.
ليست خيانة
يقول أحمد م 30سنة مهندس: لا أنكر أن للرجل علاقات بعد الزواج ولكنها تكون فى إطار محدد ولا تتعدى الصداقة التى يتشارك معها بعض أمور حياته ، ويدافع أحمد عن وجهة نظره بأن مثل هذه العلاقات لا تعتبر خيانة ولا انتقاصا من حق الزوجة أو مكانة أسرته،والزوجة العاقلة هى من تفهم زوجها جيدا وتتعامل معه على أساس واضح.
أين الحل؟
ويرى د.إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسى بجامعة السويس- أن الزواج بطبيعته حياة مختلفة عند كلا الطرفين فكل طرف له خلفيات تختلف عن الآخر من حيث أسلوب المعيشة والتعود على أمور ما ،وبالتالى يحدث الشجار وعدم التفاهم ،وهنا نؤكد على أن النضوج الفكرى والعقلى ومدى استيعابهما لتقبل هذه الاختلافات هو الحل،ومن الطبيعى أن يشعر الزوج بأن زوجته لم تعد تلك الحبيبة المهتمة به طوال الوقت خصوصا مع وجود طفل أو أكثر، وقد تشعر الزوجة بهذا أيضا ..ولكن من الحكمة البحث عن الود والحب والاهتمام داخل الأسرة وليس بالبحث عن طرف ثالث قد يفسد الحياة أكثر وأكثر.
التدخل المفسد
وتشير د. سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث- إلى أن تدخل الأهل قد يزيد من حدة الأمور وتباعد الأزواج عن بعضهم مؤكدة على أن الزوجة العاقلة لابد وأن تتحلى بالصبر وتلاحظ زوجها وتشعره دائما باهتمامها ،ففى أغلب الأوقات يحتاج الرجل لمن يشعره بالاهتمام وكذلك الإنجاز،لذا على الزوجة ألا تقلل من أعمال زوجها وتعطيه إحساس الثقة فى تصرفاته ولكن مع المراقبة وملاحظة لتلك التصرفات.
وتضيف أن الأمر صعب فى بداية الزواج , فقد تبدأ الزوجة فى الشك بزوجها خشية أن يكون هناك أخرى حتى وإن كانت تحت مسمى "زميلة" أو "صديقة" فالأمور فى السنة الأولى من الزواج تعد بالفعل أزمة لابد من التعامل معها بحكمة ولو تدخل الأهل أو أحد الأصدقاء فعليه أن يكون حريصا وألا يزيد الأمر سوءا ومن الأفضل ألا يتدخل أحد من البداية
ساحة النقاش