عبور جديد فى شهر النصر ..

مغامرو "الفيسبا": نحمل رسالة أمان للعالم والسياحة ستعود

كتبت : إيمان عبد الرحمن

 لم يأت فى مخيلتهم على الإطلاق أن المزحة التى بدأت وهم يتسامرون على أحد مقاهى الإسكندرية ستصبح حدثا وطنيا سنويا ناجحا يشارك فى تنشيط السياحة وسيلقى الدعم من الجهات المعنية مثل وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة.

الحدث عبارة عن تحدى لقيادة الدراجات النارية الصغيرة عبر أكثر الطرق تحديًا وصعوبة فى مصر. ويمثل التحدى مغامرة خلابة لمحبى السفر على حد سواء..التقت حواء بعدد من أعضاء فريق التحدى ليحكوا لنا تجربتهم..

بدأ التحدى فى عام 2011 واستمر الموسم الأول لتسعة أيام قطع المشاركون خلالها 1700 كيلو متر،وكانت البداية من شواطئ البحر المتوسط بشمال مصر وحتى معبد أبى سمبل قرب حدود مصر الجنوبية بمشاركة خمسة عشر من راكبى الدراجات النارية من أربع دول مختلفة.

أما عن كيف بدأت الفكرة فيقول " أحمد الزغبى": كنا نجلس كأصدقاء على أحد المقاهى بالإسكندرية نتحدث مع أحد أصدقائنا قد اشترى دراجة نارية جديدة وكان أكثرنا يمتلك واحدة فجاءتنا الفكرة " ماتيجى نسافر للقاهرة ؟"ورحب الجميع بالفكرة ليقترح آخر..لماذا لانذهب إلى شرم الشيخ ؟وكبرت الفكرة فعلا لنعبر مصر كلها بهذه الطريقة، وأطلقنا على الرحلة "تحدى عبور مصر" وهدفنا أن نثبت للعالم أن مصر آمنة لتنشيط السياحة.

التحدى الأكبر

وتقول "كريستين مانوكيان" المتحدثة الإعلامية للفريق..على الرغم من أنه لاأحد من الفريق يعمل بالسياحة لكننا قررنا المشاركة بهذه الفكرة حبا منا فى بلدنا، وتمثلت الصعوبة فى أن الدراجة المستخدمة سعتها 150 سى سى وهى بطيئة ولا تقارن سرعتها بسرعة الموتوسيكل التى تصل إلى 1200 / 1400 سى سى، وهذا هو التحدى.

وتستطرد كريستين : نريد أن نقول للعالم إن مصر آمنة وبها العديد من المناطق السياحية، فالعام الماضى كنا نقف فى كل مكان نمر به لنأخذ جولة ونُعرف الناس بمفهوم "تحدى عبور مصر"،والهدف منه جذب انتباه وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية وتوجيه الأنظار لمصر والتركيز على احتفاظ مصر بأمنها الذى طالما اشتهرنا به.

وهى المبادرة الوحيدة والأولى- فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية -من نوعها لعبور البلاد باستخدام الدراجات النارية،وفى كل موسم من "تحدى عبور مصر" يتم قطع طريقا مختلفا ووعرا مرورا بأشهر المناطق السياحية فى مصر، والمبادرة غير هادفة للربح ولكنها تهدف للترويج للسياحة فى مصر وباستخدام وسائل بديلة للتنقل.

الفريق

سألتها..من أنتم ؟ فأجابت المتحدثة الإعلامية ضاحكة : نحن مجموعة من المتطوعين الشباب بجانب الطلبة نعتبرالتحدى نشاطا مفيدا لنا بجانب أعمالنا الأساسية ،وللعلم فإن معظم الأعضاء يعملون كمديرين لشركات ،ويعملون فى مجالات مختلفة وبيننا مجموعة من الطلبة،ومنذ تخرجى فى تجارة الإسكندرية وأنا أحلم بالعمل فى مجال السياحة، والمساهمة فى تنشيطها،وكنت أحزن كثيرا عندما أشعر أن مصر مظلومة من ناحية السياحة،فلدينا العديد الكنوز المتمثلة فى الآثار ومع ذلك نهملها ولا نجيد إبرازها...لذلك أجد هذا الحدث مهما ويحقق حلمى وأتمنى أن يكبر كل عام ويزيد عدد المشاركين به وخصوصا من السياح.

أما عن الجديد هذا العام فتشرح قائلة :الجديد هذا العام هو عدد المتسابقين..ففى العام الماضى كنا خمسة عشر متسابقا فقط من أربع دول أما هذا العام فقد زاد العدد إلى أربعة أضعاف من سبع دول من بينهم سبعة عشر سائحا أجنبيا ،واخترنا الطريق الصحراوى ليكون تحدى هذا العام أن يقطع خلاله المشاركون مسافة 2400 كيلو متر بداية من القاهرة إلى الإسكندرية - عروس البحر المتوسط - وذلك قبل التوجه إلى مدينة مرسى مطروح شمال غرب مصر.

ومن هناك تبدأ رحلة استكشاف أجمل واحات الصحراء الغربية؛ "واحات سيوة والبحرية والفرافرة والداخلة والخارجة" قبل إنهاء رحلة التحدى الشاقة فى مدينة الأقصر أكبر المتاحف المفتوحة فى العالم.

و سيشترك بالموسم الجديد مغامرون من 11 دولة مختلفة "مصر، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، الأرجنتين، المملكة المتحدة، المكسيك، سينغافورة، نيجيريا،اليونان، ألمانيا ،الدنمارك" وسيصل المشاركون إلى القاهرة فى أوائل أكتوبر الحالى للمشاركة فى الفعاليات ،وهذه المسافة أطول من العام الماضى والمدة أقل،فسوف نقطع 2400 كم فى ثمانية أيام فقط على العكس من العام الماضى الذى قطعنا فيه 1700 كم فى تسعة أيام وكان عدد المشاركين أقل والطرق ممهدة أكثر..حيث زرنا شرق مصر ابتداء من "الإسكندرية" ووصلنا إلى "أبى سمبل" فى الجنوب مرورا "بسيناء والسويس".

وتختم "كريستين" حديثها قائلة:الحدث سيبدأ يوم 12 أكتوبرالجارى من ميدان عابدين وتدعمنا هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة من حيث الإجراءات والتراخيص والتسهيلات,ونتمنى أن يحقق "تحدى عبور مصر" نجاحا كبيرا هذا العام والأعوام المقبلة .