كتبت : ماجدة محمود

أعود كما ذكرت الاسبوع الماضى لإلقاء نظرة على ماسوف يتضمنه الدستور الجديد والمنتظر من اجل صغارنا وهم بالطبع الاولى بالرعاية ، وبعد ماسمعناه وتابعناه الأسابيع الماضية من تصريحات بشان وضعية المراة والحريات العامه التى أثارت الجدل والاختلاف والخلاف داخل البيت المصرى وخارجه ، مما دفع البعض لتكذيبها وصرنا لا نعرف من المخطأ ومن المصيب ، خرجت علينا أيضاً التعديلات الخاصة بالأطفال لتخلق حالة من القلق والتوجس والريبه فى المستقبل الذى ينتظر هؤلاء الصغار الذى لاحول لهم ولاقوة، والدليل انه عندما تقرا نص المادة « 43 » والتى تقول:- لكل طفل فور ولادته الحق فى اسم مناسب وجنسية ورعاية أسرية وتغذية أساسية ومأوى وخدمات صحية وتنمية وجدانية ومعرفية ودينية ، وتلتزم الدولة برعايته عند حرمانه من البيئة الأسرية ، وبحمايته من سوء المعاملة ، وتكفل الدولة حقوق وتأهيل الاطفال ذوى الإعاقة وتضمن اندماجهم فى المجتمع .

ولا يجوز احتجازهم الا لمدة محددة وبعد استنفاذ كافة التدابير الاخرى وتوفير المساعدة القانونية ويكون ذلك فى مكان منفصل يراعى فيه الجنس وتفاوت الأعمار والبعد عن اماكن احتجاز البالغين ، ويحظر تشغيل الاطفال قبل تجاوزهم لسن الإلزام التعليمى فى اعمال لا تناسب أعمارهم !!!

ونتوقف هنا عند أمرين ، الاول :- وهو عمالة الاطفال والتى وصلت لمعدلات مرتفعة قدرت وفقا لبيانات التعبئة العامة والإحصاء وعلى لسان رئيسها » لواء / ابو بكر الجندى« الى »594,1 » وهو اجمالى عدد الاطفال العاملين فى مصر فى الفئة العمرية بين « 17.5»عاما تصل نسبة الاناث العاملات الى 21% لافتا الى تركز العمالة فى ريف الوجه القبلى ، بينما أكدت الدكتورة «فادية عبد السلام » مدير معهد التخطيط ، ان أطفال الشوارع يتراوح عددهم بين 3,2 ملايين طفل لم يتطرق لهم البحث ، ونسيت ان تذكر العاملات بالمنازل من الصغيرات والتى لن يستطيع أى بحث تحديده لصعوبة ذلك وهن الاولى بالبحث والتحرى حيث تنتهك ادميتهن وأعراضهن ليل نهار دون شفقه او رحمه او حماية ، و لتنظروا حولكم فى كل مكان ، فى الشارع ، فى النادى ، على الشواطئ وستروا كيف تعامل الصغيرات وهن الاولى بالرعاية وبقانون يجرم ويحرم عملهن ، ورغم ذلك تقول المادة سالفة الذكر « يحظر تشغيلهم فى اعمال لا تناسب أعمارهم » يعنى اذا ناسبت أعمارهم فلا ضرر ولا ضرار « يا حلاوة » ! اين إذن الحماية والمواثيق الدولية التى ليست اسلامية ، لكنها تتمتع بالادمية وحسن المعاملة الانسانية كما أوصانا ديننا الكريم ؟

الامر الثانى :- ماسمعناه فى وسائل الاعلام وعلى لسان ومسئولية » منال الطيبى » عضو التأسيسية المستقيل ، والتى قالت:- ان هناك من يطرح فكرة الغاء مجانية التعليم فى كواليس اللجنة ، ويتبناه التيار الليبرالي ، وهذا يعيدنا لشهادة الفقر للحصول على المجانية !! واتعجب من هذا الطرح الغريب الذى لن يعيدنا فقط لتسول حق أصيل من حقوقنا ، بل سيفتح الباب على مصراعية لتفشى الأمية والجهل وكأننا فى رغد من العلم وبحاجة الى تقنيين ، وعلى فكرة من يتبنى هذا الفكر منعزل تماماً عن العالم لان من يلجا الى المجانية والتعليم الحكومى هم اصلا الفئات البسيطة ، لان باقى الشعب وأولهم القادرين على توفير مصروفات مدارس اللغات ، والمدارس الخاصة ، بالجمعيات والتقطير على باقى الالتزامات لايلجاون للتعليم الحكومى لضعف مستواه او ان كنا محقين لانعدام مستواة ، ومراكز الدروس الخصوصية اكبر دليل !!

لكل هذا ارى ان الدستور القادم وبهذة الأطروحات ان صحت سوف يقضى على مستقبل مصر ، فالصغار هم المستقبل ولا استثمار بدونهم ، فاتقوا الله يرحمكم ، وارحمونا من هذة » الافتكاسات » التى لا جدوى لها ... 

المصدر: مجلة حواء- ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 545 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,366,590

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز