أرجوك .. طلقنى الآن ! «2»

كتبت : سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفاً من حكاية قارئتى المهندسة أنهار التى هى كبرى ثلاث شقيقات لوالد يعمل فى وظيفة كبيرة وأم ربة بيت، وقالت إن والدها لم يكن حزيناً «لخلفة» البنات ولم يقل مرة واحدة إنه كان يتمنى ولداً بل إنه أصرّ على أن يعلم بناته أقصى تعليم فتخرجت أنهار مهندسة بامتياز مع مرتبة الشرف، أما الصغيرتان فقد تخرجتا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكلية الحقوق، وقالت أنهار إنه لم يتقدم لخطبتها سوى عريس واحد لم يكن يصلح شكلا ولا موضوعاً على عكس أختيها اللتين كانت تخطبان كثيراً، وقالت إنها ضغطت على والدها لكى يقبل زواج أختيها اللتين تصغرانها قبلها، وقالت إنها لم تحزن لذلك فهى مؤمنة بالله وراضية بالمقسوم وقالت إنها ركزت كل همها فى عملها إذ كانت قد عينت فى شركة بناء كبرى (ورمت طوبة الزواج والرجال) بعد أن بلغت سن الثالثة والثلاثين بدون زواج.. ثم حكت أنهار عن زميلها المهندس عونى الذى فوجئت الشركة بوفاة زوجته الشابة الجميلة أم أطفاله الثلاثة 8، 6، 4 سنوات وكيف كان منهاراً بعد وفاة زوجته المفاجئ، وبعد عدة شهور بدأ يسأل عن ظروفها ويتقرب منها حتى طلب منها أن تأخذ موعداً من والدها لكى يتقدم للزواج منها!

 

وتسطرد المهندسة أنهار.. عرفت منذ اللحظة الأولى أنه يريد أماً لأطفاله الصغار وقال لى إنه اختارنى لأننى من بيت شريف وأننى متدينة وسوف أرعى الله فيه وفى أولاده.. لكنه اشترط علىّ أن أترك عملى وأتفرغ للأولاد والبيت وقال إنه سوف يعوضنى عن ذلك مالياً وأدبياً.. أما والدى فقد ترك لى الخيار والموافقة.. أما أنا فقد طلبت رؤية الأطفال.. ورأيتهم وتمزق قلبى إرباً خصوصا عندما بكت الصغيرة «4 سنوات» ونظرت إلى السماء وقالت «ماما راحت فوق عند ربنا» !! وافقت ياسيدتى وأخذت عامين إجازة بدون مرتب ثم استقلت تماما وتفرغت للبيت والأولاد وخدمته هو وأولاده بل تفانيت فى خدمتهم وكانت حسرتى الشديدة عندما اجهضت مرتين وأصبح أمر إنجابى لطفل من رحمى أمراً مستحيلاً لكنه عذبنى وألمنى وقلت ربما إن الله سبحانه وتعالى له كلمة حتى أركز مشاعرى مع أولئك الأطفال اليتامى.

ومرت السنوات سريعا وكان مابينى وبين عونى زوجى كل أدب واحترام لكنه لم يعوضنِ عن راتبى الكبير!! صحيح أنه كان يشترى لنا كل مانريده أنا والأولاد لكنه لم يعطنِ مالاً.. ذات مرة عوضنى عن راتبى وصبرت وسكت لأن المصاريف كانت كثيرة ومدارس اللغات تستنزف الجزء الأكبر من إيرادنا بينما كنت أدبر فى مصاريف البيت بقدر المستطاع.

ومرت السنوات وتخرج الأولاد فى الجامعات بل وتزوجوا جميعا بمن فيهم البنت الصغرى التى أجبرتنى على الزواج من والدها لضعفها وطفولتها البريئة فقد تخرجت من الفنون الجميلة وسافرت مع زوجها فى بعثة إلى بلجيكا لدراسة الرسوم المتحركة.. أما الولدان الكبيران فقد تخرجا فى كلية الهندسة وسافرا للعمل فى الخليج مع زوجتيهما وظللت وحدى مع زوجى فى مصر أعانى من بعد الأولاد وسؤالهم عنى كل شهر.. وكان ماآلمنى ياسيدتى هو موقف زوجى منى!! فقد لاحظت بعد سفر الأولاد أنه يغيب فى الخارج كثيراً ويسهر كل ليلة خارج البيت وأحسست أن فى حياته امرأة أخرى وبصراحة ظللت أراقب «وأطقس» وأسأل حتى علمت أنه تزوج زواجاً عرفياً من سيدة تعرف عليها فى سهرة عند أحد أصدقائه!

واستطردت المهندسة أنهار.. بعد كل هذه التضحية وحياتى التى أفنيتها معه ولأجل أطفاله يتزوج من أخرى؟! وطلبت منى أن ألتقى به وأطلب منه أن يطلقها فورا.. الآن!!

 

طلبت المهندس عونى تليفونيا وقال لى:

- أنا لا أستطيع أن استغنى عن أنهار فقد ربت أولادى وحافظت على بيتى وعيالى وهى نور عيونى ولاصحة أننى تزوجت من أخرى بل كانت نزوة عابرة فى حياتى وانتهت ..أرجوك أن تقولى لها أننى أحبها ولا أجحد فضلها، وأرجو أن تسامحنى وتوبة لن أكررها مرة أخرى

المصدر: مجلة حواء -سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 531 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,699,757

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز