سرير الحياة

كتبت :فاتن الهواري

قرأت تحقيقاً للزميل أحمد زهيرى فى جريدة الأهرام تحت عنوان «5 أيام من البحث عن «سرير الحياة» والمقصود به سرير فى العناية المركزة ، فقد ظل الزميل يبحث عن سرير فى مستشفيات وزارة الصحة دون جدوى من أجل أحد أقربائه ، تأملت كثيراً ماذا يفعل الفقراء ومتوسطو الدخل والمواطن المسكين الذى يكمل الشهر بالكاد إذا حدث ومرض هو أو أحد أفراد أسرته واحتاج إلى إنقاذه .. سوف يبحث عن سرير الحياة فى غرفة الإنعاش ولن يجده كما ذكر الزميل أحمد زهيرى ، ماذا يفعل أمام طابور طويل من الانتظار ، هل يذهب إلى مستشفى خاص وأجرة السرير فيه تصل إلى 10 ألاف جنيه يومياً ... أم ينتظر طابوراً طويلاً يصل إلى عام لعل القدر يمهله فى الأنتظار وهو فى أمس الحاجة لإنقاذ حياته .. ماذا نفعل أمام اعتراف الأطباء بأن مستشفيات الحكومة وامكانياتها ليست جيدة وأن هناك ضغطاً شديداً على غرفة العناية المركزة ؟

ماذا يفعل المريضالمريض الفقير

الفقير المسكين الذى حرم من متع الحياة والتمتع بمباهج الدنيا؟ ألا يكفيه الحرمان الذى عاشه طوال حياته وعاش فى شقاء وعذاب وفقر؟ حتى فى المرض محروم من أبسط حقوقه التى من المفروض أن تكفلها له الدولة .. ماذا يفعل وهو لا يملك قوت يومه إلا بالكاد؟ فهل يعقل أن يملك حق علاجه، ماذا يفعل المسكين وهو يبحث عن الحياة أمام قوائم للانتظار الطويلة التى ربما تدخل فيها الوساطة والمحسوبية ؟.. فى مستشفيات حكومية شعارها الداخل مفقود والخارج مولود ولا تستحى فى أن تطلب من المرضى إحضار الأدوية والعلاج حتى القطن والشاش تطلبه دون خجل ، فالمريض يجب أن يحضر كل هذا معه إذا أراد العلاج فى مستشفيات وزارة الصحة .

فكرت كثيراً فيما يحدث لهؤلاء المرضى الغلابة ورحلة علاجهم الشاقة فى المستشفيات الحكومية وسألت نفسى ياترى أيهما أهم الصحة أم التعليم؟ وجاءت الإجابة الصحة طبعاً أهم بكثير من أى خدمة تقدمها الدولة للمواطن ، فكيف نعلم مواطنين مرضى ومعاقين ؟..لابد حتى نستفيد من التعليم أن نكون أصحاء .

لذلك فالاهتمام الأول وقبل كل شىء بالصحة ولا شىء غير الصحة ولابد أن تضع حكومة د. هشام قنديل الصحة ضمن أهم أولوياتها وتعطى لها الأولوية الأولى وقبل أى شىء بل والدعم الكامل لها .. هذا بالإضافة إلى أننا جميعاً علينا دور لايستهان به فيجب ألا نقف مكتوفى الأيدى وعلينا أن نساهم جميعاً مواطنين وجمعيات أهلية وإعلام فى القيام بحملة قومية من أجل دعم الصحة فى مصر .. ونساهم ولو بجزء صغير بـ جنيهات قليلة من أجل دعم الصحة، مستشفيات ووزارة لأننا كلنا يمكن أن نتعرض لهذا الموقف ونحتاج سريراً من أجل إنقاذ حياتنا .. فمهما كانت امكانياتنا المادية أعتقد لايستطيع أحد أن يستمر فى مستشفى خاص يتراوح فيه السرير فى غرفة الانعاش من 6 - إلى 10 ألاف جنيه .. لابد من دعم وزارة الصحة والصحة بشكل عام فى مصر ولو بجنيهات قليلة من راتبنا .. هذه الجنهيات أعتقد أنها لن تسبب عجزاً ولكن سوف تكون دعماً لنا جميعاً من أجل صحة أفضل ورعاية طبية أشمل وعندما نتمتع جميعاً بصحة جيدة سوف ننهض فى كل المجالات، وقتها نستطيع فقط أن نقول مصر بخير

 

المصدر: مجلة حواء -فاتن الهواري

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,017,980

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز