اللهم لاحسد ..

أسبوع المرأة فى المناصب القيادية

بقلم :أمل مبروك

ذهب شاب يتلمس الحكمة عند حكيم صيني فسأله عن سر النجاح، فأرشده أنها الدوافع، فطلب صاحبنا المزيد من التفسير، فأمسك الحكيم برأس الشاب وغمسها في الماء، لم يتحرك الشاب لبضعة ثوان، ثم بدأ يحاول رفع رأسه من الماء، ثم بدأ يقاوم يد الحكيم ليخرج رأسه، ثم بدأ يجاهد بكل قوته لينجو بحياته من الغرق في بحر الحكمة، وفي النهاية أفلح.

هذا الشاب في البداية كانت دوافعه موجودة لكنها غير كافية، بعدها زادت الدوافع لكنها لم تبلغ ذروتها، ثم في النهاية بلغت مرحلة متأججة الاشتعال، فما كانت من يد الحكيم إلا أن تنحت عن طريق هذه الدوافع القوية.. إذن من كانت لديه الرغبة المشتعلة في النجاح سينجح، وهذه بداية طريق النجاح التى تجعلنا نردد : "اللهم لاحسد" إذا ما قمنا بعمل حصر سريع للمواقع القيادية التى احتلتها المرأة خلال الأيام القليلة الماضية، سنجد تكليف السيدة جيهان عبد الرحمن أحمد بالقيام بأعمال رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بعد إقالة رئيسه، وتعيين السيدة عزة صبيح طه أميناً عاماً لمجلس الشعب ، وفوز السيدة سحر عبد الحق برئاسة نادى النصر الرياضى كأول سيدة منتخبة فى هذا المجال، ثم يختار رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات المحاسبة منيرة عبد الهادى لتكون نائبه له ويحدد لها تسعة عشر اختصاصاً، وبين هذا وذاك ترشح د. صباح السقارى نفسها لرئاسة حزب الحرية والعدالة فى أول سابقة من نوعها داخل جماعة الإخوان المسلمين

الوثنية السياسية

فى ظل نظام الحكم السابق الذي ساد بلادنا من عشرات السنين والذى كان طرازاً مؤسفاً من الاستبداد والفوضى .. انكمشت الحريات الطبيعية، وخارت القوى المادية والأدبية، وسيطر على موازين الحياة العامة نفر من الجبابرة أمكنتهم الأيام العجاف أن يقلبوا الأمور رأساً على عقب، وأن ينشروا الفزع في القلوب، والوهن في العزائم .. لقد كان هذا الحكم الاستبدادي دخاناً مشئوم الظل، تختنق الأرواح والأجسام في نطاقه، فلا سوق الفضائل والآداب استطاعت أن تنشط ، ولا سوق الزراعة والصناعة تمكنت من الرواج .

هذه الوثنية السياسية كانت هى الدافع الأول للمصريين - رجالاً ونساءً للثورة من أجل التغيير والتطوير، لأن الجو المليء بما يصون الكرامات، ويقدس الدماء والأموال والأعراض هو الجو الذي يشرعه الله للناس كافة، وهو - بداهة - الجو الذي يحسنون فيه العمل والإنتاج.

إن الحريات ضرورة لنشاط القوى الإنسانية وتفتح المواهب الرفيعة، فالنبات يذبل في الظل الدائم، ويموت في الظلام، ولن تتفتح براعمه، وتتكون ثماره إلا في وهج الشمس. كذلك الملكات الإنسانية، لا تنشق عن مكنونها من ذكاء واختراع، إلا في جو من الإرادة والحرية، وليس فى ظل حكام ظنوا البشر قطعاناً من الدواب، فهم لا يحملون في أيديهم إلا العصا .

ومما يقترن بالوثنية السياسية ، غمط الكفاءات، وكسر حدتها، وطرحها في بئر النسيان ما أمكن.. وهو ماحدث مع المرأة بالذات، وعندما كانت

الظروف تكره من كانوا قائمين على أمورنا على الاعتراف بكفاءة نسائية ما، اجتهدوا في بعثرة الأشواك أمامها، واستغلوا سلطانهم في إقصائها أو إطفائها.

لاوجود للفشل

نتمنى لهذه الصحوة الخاصة بالمرأة فى المواقع القيادية ألا تتوارى، وأن نمنحها الفرصة والوقت المناسبين كى تثبت أنها قدر المسئولية أو لا، ونقول لكل امرأة تسعى للنجاح أن بعض الأفكار العظيمة تموت قبل أن تولد لسببين: عدم الإيمان الداخلي، وتثبيط المحيطين بنا. المكان الوحيد الذي تصبح أحلامك فيه مستحيلة هو داخلك أنت شخصيًا. الحكمة هي أن تعرفى ما الذي تفعلينه، والمهارة أن تعرفى كيف تفعلينه، والنجاح هو أن تفعلينه! وينصحنا أصحاب النجاح دوماً أنه ما دمنا مقتنعين بالفكرة التي في أذهاننا، فيجب أن ننفذها على الفور. وأن موانع الناس من التحرك لا تخرج عن سبب من اثنين: الأول هو الخوف من الفشل أو من عدم تقبل التغيير أو من المجهول أو الخوف من النجاح ذاته!، والثانى هو المماطلة والتلكؤ والتسويف. وحل هذه المعضلة هو وضع تخيل لأسوأ شيء يمكن أن يحدث وأفضل ما يمكن حدوثه نتيجة هذا التغيير، ثم المقارنة بين الاثنين، لأنه ليس هناك فشل في الحياة، بل خبرات مكتسبة فالقرار السليم يأتي بعد الخبرة التي تأتي من القرار غير السليم. لذا لاداعى للقلق من الفشل، والأولى بنا هو القلق على الفرص التي تضيع منا حين لا نحاول حتى أن نجربها

المصدر: مجلة حواء -أمل مبروك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 715 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,702,828

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز