كتبت : سمر عيد

كل يوم نسمع عن لصوص يسرقون البيوت والسيارات والمحافظ والحقائب وما شابه،لكن لم ينتبه أحد إلى سارقي القلوب وسارقي الحب،وهى موضة ليست بالجديدة إلا أنها قد كثرت في الآونة الأخيرة ولذلك أسباب كثيرة ..من هم لصوص الحب؟ وما أسباب السرقة ؟ هذا ما حققت فيه حواء 

التقينا بمحمد رءوف وهو طالب بمعهد الهندسة والذي حدثنا قائلا: لص الحب هو الإنسان الذي يسرق الحبيبة من حبيبها أو العكس أي التي تسرق الحبيب من حبيبته ولقد عانيت من هذه السرقة حيث عرفت الفتاة -التي أحبها وأنوى الارتباط بها- على صديقي، ولقد أخطأت عندما كنت أذكر محاسن هذه الفتاة لصديقي..فكم وصفت له أدبها وأخلاقها وكرمها وتعاونها وسعيها كي تعرفني على أهلها كي ارتبط بها، ولكن صديقي مع الأسف قد خان صداقتي وبدأ يتقرب منها وكأنه قد استكثر حبها علي، وبدأ يغريها بمظهره وسيارته وكان يتعمد أن ينفق أمامها أموالا طائلة حتى تركتني حبيبتي وبدأت تلتفت إلى صديقي، وبدلا من أن أقوم أنا بخطبتها تقدم هو قبلي ودون أن يخبرني وفوجئت بخطوبتهما، ولكنى لا ألوم أحدا إلا نفسي فقط لأنني أنا الذي عرفتها على صديقي.

أين الرومانسية

وتقول ل.م طالبة بكلية الصيدلة :كانت اللصة صديقتي (الأنتيم).. فلقد درسنا في المدرسة معا منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة، وكانت طوال حياتها تحلم بالحب وتنتظر الفتى الذي يخطفها ليس على حصان وإنما في سيارة مرسيدس، ولطالما حلمت صديقتي بالفيلا والسيارة الفخمة، وكنت أظنها لا تبحث عن الرومانسية حتى أنني كنت أخبرها كثيرا أن مشاعرها معطلة وأنها تشغل عقلها، ودخلنا الجامعة معا أنا في كلية الصيدلة وهى في كلية العلوم، وتعرفت على ابن الحلال الذي كان مستواه متواضعاً وكنت أرفض الخروج معه إلا في وجود صديقتي لأن هذا عيب كما تعلمنا، وكنت مطمئنة جدا أن صديقتي لن تفكر فيه لأنه بعيد عن طموحاتها وبدأت صديقتي تلاحظ أنه على الرغم من مستواه المتواضع لكنه لا ينسى أبدا أن يهاديني بوردة أو طرحة أو أشياء من الرخيصة الثمن، وفى عيد الحب اشترى لي دبدوبا صغيرا عليه كلمة أحبك، وقد أعجبت صديقتي بهذا الدبدوب كثيرا، وبدأت صديقتي تحوم حول الرجل الذي أحبه وكنت أنوى الارتباط به، ولم أكن أعلم أنها قد غيرت فكرها فجأة وتنازلت عن طموحاتها ومتطلباتها في شريك حياتها، وأخذت رقم موبايل حبيبي وبدأت تتصل به وبدأت تشاركه أفكاره وتطلعاته وهوايته.

وكانت تتعمد أن تذهب إلى الكافيه الذي يجلس عليه كي تلتقي به على انفراد وتقول له: يا خبر خطيبتك اتأخرت سأذهب.. فيضطر أن يعزمها على شىء، ثم أخذت تُظهر له أن مستواها عال وأنها لا ترغب في أن تحصل على أي شىء من الرجل الذي سترتبط به بل إنها يمكن أن تتنازل عن الشبكة، في حين كانت تقول لي أنها لن ترضى إلا بشبكة (ألماس).

وبدأ الرجل الذي أحببته يحول مشاعره تجاهها، وقد أخبرتني صديقاتي الأخريات أنها أصبحت تخرج معه وتتعمد أن تجلس معه في الكافيه الذي كنت أقابله فيه، ومن هنا عرفت أنها سرقت حبيبي، وعندما واجهتها قالت لي :أنا لدى المال والسيارة والشقة الأنيقة الفخمة ولكن ليس لدى الحب، لقد كنت أتمنى أن يهديني أحد دبدوبا في عيد الحب كالذي أهداه لك حبيبك ولكني لم أجده ولم أجد أمامي إلا هذا الشخص الذي يمكن أن يعطيني الحب.!!

غلطة أمي

وتقول ص.س موظفة بشركة خاصة:أمي هي السبب في أنني فقدت خطيبي، فأمي محافظة جدا وترفض أن أخرج بصحبة رجل غريب حتى ولو كان خطيبي، ولقد كانت معرفتي بخطيبي معرفة تقليدية فهو ابن جارتنا وتقدم لخطبتي منذ أن كنت في الجامعة وكان خطيبي يحب أن يخرج معي كثيرا حتى نشاهد المفروشات والأثاث كي نؤسس عشنا الجميل ولكن أمي مع الأسف كانت تصمم أن أصطحب ابنة خالتي معي حتى لا نذهب وحدنا أنا وخطيبي، وعندما كنت أخبر أمي أنني أغار من ابنة خالتي على خطيبي كانت تقول لي أنت رائعة الجمال وهي شكلها (وحش) لن يتركك وينظر إليها.

وعندما كنا نشاهد المفروشات كانت ابنة خالتي تتعمد أن تحرجني أمام خطيبي وكانت تقول لي أنت لاتختارين إلا الأشياء الغالية وبدأ خطيبي يلاحظ أن ابنة خالتي يمكن أن (ترضى بقليله) لأنها متوسطة الجمال، وأخذ يقارن بيني وبينها وعندما كنت أطلب منه أي طلب كان يقول لي هل ابنة خالتك لديها مثله ؟!

وبدأ يقارن تصرفاتي بتصرفاتها وفي كل كلمة كان يقول لي تصرفي مثل ابنة خالتك فلديها عقل (يوزن بلد) وفوجئت به يرمي الدبلة في وجهي مع أول مشكلة، وفوجئت أنا وأمي أنه ذهب كي يخطب ابنة خالتي وكانت خالتي تدراي ذلك لكننا عرفنا من جيرانها اسم العريس الذي تقدم لخطبة ابنتها إنه خطيبي السابق، وطبعا أمي قطعت علاقتها بخالتي، ولكني أقول في النهاية الزواج قسمة ونصيب.

الخوف من العنوسة

وتقول غ.ع مدرسة بمدرسة خاصة:أنا لست لصة ولم أسرق زوج صديقتي كما يراني البعض، أنا فقط أردت ألا يفوتني قطار الزواج، فزوجي الحالي كان زوج صديقتي المقربة وكنت أنا وهي بمثابة أختين ولقد كرمها الله بزوج صالح وحضرت زفافهما، وكنت أتمنى أن يرزقني الله بزوج صالح مثلها ولكن مع الأسف طال انتظاري ووصلت الخامسة والثلاثين من عمري ولم أتزوج.

وعندما رآني زوج صديقتي أتحسر على نفسي وعلى العمر الذي مضى وأنني قد أمضي حياتي كلها دون زواج وحدي فتزوجني دون علمها حتى لايغضبها خاصة أنني قد ورثت شقة أمي وأقيم فيها وحدي فتزوجنا فيها وكنت لا أطالبه بمصاريف أو طلبات للمنزل حتى لا تلاحظ صديقتي أن راتبه قد قل فتسأله أين ينفق ماله وعندها ربما ينهار ويصارحها بما نخفيه.

وفي ذات يوم كنت أجدد بطاقتي الشخصية وكان زوجي معي فنسي ووضع البطاقة في جيبه وعندما ذهب إلى المنزل أخذت صديقتي ملابسه كي تغسلها فوجدت فيها البطاقة ولما سألته عن سبب وجود بطاقتي معه قال لها أنني عندما كنت في زيارتهما وقعت مني وأنه أخذها كي يعطيني إياها ولكن صديقتي لم تصدقه ولم تتركه حتى اعترف لها بزواجنا وقال لها:لقد أحل الله الزواج مثنى وثلاث ورباع وأن صديقتك فتاة طيبة ولاتستحق أن تبقى عانس.

مشكلة نفسية

وتعلق د. إيمان صبري أستاذة علم النفس ووكيلة كلية الآداب بجامعة الفيوم على ذلك قائلة : ما ينطبق على اللصوص العاديين ينطبق على لصوص الحب، فكل اللصوص يملأهم شعور بالحرمان ورغبة في الاستحواذ، وربما يعود ذلك إلى أصل التربية فإذا ما ربت الأم ابنها أو ابنتها على ألا تستحوذ على قلم أو لعبة صديقتها فإنها لن تسرق حبيب صديقتها عندما تكبر.

ومشاعر النقص ربما يكون أسبابها كثيرة منها الحرمان من الشيء أو الحرمان من شيء آخر فأحاول أن أعوض هذا الحرمان بالسرقة، سرقة أي شيء، وهؤلاء المرضى ينبغي ألا نقسو عليهم بل هم يحتاجون إلى جلسات علاج نفسي، وكثيرا ما تنخدع الفتيات بالمظهر الخارجي للرجل فإذا مارأت شابا وسيما وثريا يخطب صديقتها فإنها تغار منها وتسعى للحصول عليه.

 

المصدر: مجلة حواء- سمر عيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,887,524

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز