أحلامك يا عروسة ديون مرصوصة

كتبت :أسماء صقر

  بينما تتزايد الافراح فى مواسم الأعياد تواجه الأسرة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد عبء تزويج الأبناء الذين يطمحون إلي تحقيق أعلي مستويات الرفاهية في عش الزوجية دون النظر إلي قدرة الأبوين علي تحقيق ذلك، وتلعب الفروق الاجتماعية والإعلام والدراما أدوارا متنوعة تساهم في زيادة الضغوط المجتمعية علي الأسرة نتيجة للمقارنات مابين الواقع والممكن .

فكيف تواجه الأسرة هذه الأعباء؟ وماهو الدور الذي قد يلعبه رفع الوعي المجتمعي بهذه المشكلة.. هذا ما نعرفه خلال السطور التالية ll

فى البداية تحدثنا مع سهير حسنى - موظفة - تقول: زوجت ابنتى حديثا وكنت أقوم بتجميع جهازها وادخرت مبلغاً لمصاريف الزفاف من مرتب زوجى وأصبحنا نرشد من احتياجاتنا الشخصية من أجل توفير المال لسد احتياجات بنتنا ورغم ذلك تجاوزت تكلفة جهازها الأربعين ألف جنيه.

أما عزة إسماعيل - موظفة - فتقول : لابد من تحمل الأبناء للمسئولية وضرورة إطلاعهم على التكاليف وتوجيههم لتقنين احتياجاتهم، وعندما أزوج أبنائى سوف ألجأ لنظام الادخار بالجمعيات، وأيضا ضرورة الاتفاق مع أهل الزوج على مستوى متوسط من التجهيز لا يتخطى الثلاثين ألفا وفى زماننا هذا لابد من تقديم التنازلات من الطرفين.

التقسيط

تشير هناء عبدالشافى -ربة منزل - للجوئها إلى الشراء بنظام التقسيط قائلة: ولا أنكر أن قيمة القسط ترهقنى مادياً، لكننى أرى أن هذا هو الحل المناسب.

وترى مريم محمود - طبيبة بشرية - أنه لابد أن يكون جهاز العروسين على قدر مستواهم المادى والاجتماعى ، فعادة ما يكون سقف الأحلام والطموحات عالياً، والأسعار مرتفعة، كما أعرف آباء يقومون بتجهيز البنت الأولى بأغلى حهاز كى يأتى عرسان آخرون لبناتهم الأخريات، أما بالنسبة لأبنائى فأقوم بتجميع جهازهم منذ الصغير وبالتساوى بين أشقائهم فهذا أفضل حل لهذه الأزمة المالية التى نعيشها.

الاقتراض

وتشكو إيمان إبراهيم - ربة منزل - من طلبات الأبناء الكثيرة فى الوقت الذى لا يعملون فيه.

مضيفة : أن فكرة الاقتراض من البنك تقلقنى لأنها تحتاج لدخل إضافى لرد الدين مما يشعرنى أننى فى دوامة لا تنتهى وسوف أركز على الأولويات والضروريات فى تجهيز أبنائى وبخاصة أن دخل زوجى ضعيف.

شروط

ويؤيدها فى الرأى سمير زكريا - عامل - قائلا : الأسعار مرتفعة وأحاول تدبير مصاريف البيت بصعوبة وعندى أربعة أبناء يحتاجون ومازالوا بالدراسة لذلك سوف أشترط على عرسان بناتى وأهلهم أننى سوف أقوم بشراء الأساسيات فقط فلا داعى لشراء الرفاهيات، أما بالنسبة لأولادى الذكور عليهم الاعتماد على أنفسهم فالحياة والمعيشة أصبحت صعبة.

أبي الحل ؟

أما سالم مصطفى - 20 سنة - فيقول : إذا أردت أن أتزوج سوف ألجأ لأبى كى يساعدنى ، فليس لدى عمل ثابت حتى الآن وفى حالة رفضه مساعدتى، سوف أقترض من البنك وأعمل طوال اليوم كى أسدد قيمة القرض أنا وشريكة حياتى، فمن الضرورى أن تتحملنى وتشاركنى المسئولية فليس لدى أى خيار آخر.

ولابد من تقديم التنازلات وبخاصة من قبل أهل العروسة كى يتم الزواج.

الريف

تحدثنا أيضاً مع السيدات فى الريف لمعرفة كيفية تعاملهن مع هذه الأزمة فقالت فتحية عبدالسميع - ربة منزل - من قرية أشليم : أقوم بتجهيز ابنتى كبنات الحضر وأكثر ففى القرية تعرف العائلات بعضها جيدا ولا أحب أن يقول أحد أننا لا نستطيع شراء جهاز فاخر خاصة أن ابنتى متعلمة وتعمل فى أحد مصانع القطاع الخاص.

العرف

أما جيهان سعيد - ربة منزل - من قرية عرب الرمل تقول : أمتلك ثلاثة فدادين أرض زراعية، وعندى أربع بنات وكل واحدة منهن تحتاج الكثير من الجهاز، وأيضا الشبكة فإذا كان العريس يشترى ذهباً بعشرة آلاف فلابد أن اشترى جهازا لا يقل عن ذلك المبلغ ، فبناتى لسن أقل من بنات خالتهن، لذلك أقوم بادخار الإيجار الخاص بالأرض الزراعية وأبدأ فى تجميع الجهاز وشرائه بالتدريج.

أما رفعت كمال - فلاح - فيقول : أمتلك فدانا من الأرض الزراعية وليس لى دخل ثابت وعندى بنتان الأولى : مخطوبة والثانية مازالت تكمل تعليمها الجامعى ففكرت فى الاقتراض من بنك التنمية والائتمان الزراعى بضمان الفدان كى أستطيع تجهيز ابنتى، واضطررت إلى ذلك رغم الفائدة العالية والديون التى تتراكم علىّ وأخشى أن يحجر البنك على أرضى ومصدر رزقى.

السجن

وتؤكد هانم فتحى - ربة منزل - أن الأقساط كادت تؤدى إلى سجنها تقول : اضطررت إلى شراء جهاز يفوق مستواى المادى كى لاتكون ابنتى أقل من أخت عريسها.

النظرة الوظيفية

وبعد الاستماع لآراء الناس تحدثنا أيضا مع المتخصصين.

تقول د. هناء المرصفى أستاذة علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس : هناك نظرية فى علم الاجتماع تعرف بالنظرية الوظيفية وتعنى أن كل شىء فى المجتمع له وظيفة وكل فرد من أفراد الأسرة له وظيفة فى المجتمع والزواج له وظيفة أيضا، سواء من أجل الحب أو الإنجاب ، وكلاهما مرتبطان باستمرار واستقرار المجتمع، لكن ما يحدث الآن هو تغيّر فجائى فطموحات الشباب أصبحت تفوق قدراتهم المادية، وغالبا ما يقع فى هذا المأزق الوالدان بتقديم المساعدة لهم أو تحمل مسئولية الجهاز.

وترجع كثرة طلبات الأبناء واحتياجاتهم وبخاصة الفتيات إلى الخروج للعمل وقضاء ساعات أكثر خارج المنزل، مما يجعل الفتاة تسعى لشراء الأجهزة التى تساعدها على توفير الوقت والجهد.

الحل

وبالنسبة للحل والخروج من هذه الأزمة تنصح د. المرصفى بمحاولة الاستمتاع بعدد ساعات العمل والقدرة على الانتاج فيه وتنميته وفى ذات الوقت تكوين علاقات وروابط أسرية واجتماعية بشكل أكبر ، كجلوس الوالدين مع أولادهم ومعرفة ما يعانون منه من مشكلات واعطائهم الثقة والحب والأمان الأسرى.

وضرورة التركيز على الحب المعنوى وليس الحب المادى والذى يتمثل فى ارتفاع تكاليف الشبكة والمهر والجهاز، فالانفتاح الاقتصادى أثر على الشباب وجعلهم يرسمون أحلام سعيدة.

وهنا لابد أن نغير ثقافة المجتمع من خلال السعى لتحقيق الطموح بالعمل والكد ورفع مستوى الإنتاج سواء فى المصانع والشركات والمؤسسات والهيئات الحكومية، مما يساعد على رفع المستوى الاقتصادى وبالتالى الأجور وتحسين مستوى المعيشة.

الوعى الاجتماعي

ومن الضرورى إعادة تشكيل الوعى الاجتماعى كتحدث الوالدين مع الأبناء وإطلاعهم على المستوى المادى للأسرة والدخل، وما يتم انفاقه وتربية الأبناء منذ الصغر وخلال التنشئة الاجتماعية على المعيشة فى جميع المستويات وغرس ثقافة الحلم بداخلهم.

 

المصدر: مجلة حواء -أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 724 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,764,406

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز