مصر أكبر من الهواة

كتبت :تهاني الصوابي

«يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم» ، مثل شعبى يردده الكثير من المصريين ، ربما لأنهم يكرهون الشعور بالذنب والخطأ ويفضلون أن يكونوا مظلومين لا ظالمين ، وبالتالى يفضل البعض أن يكون ضحية حتى يحاط بالاهتمام والشعور بالأسف والأسى تجاهه.

والضحية كلمة مشتقة من الأضحية بضم الهمزة وسكون الضاد وتشديد الياء ، والجمع أضاحى ، وهو ما يذبحه المسلمون فى عيد الأضحى.

خواطر سطرت حروفا وكلمات فى عقلى ، كلما اقترب موعد عيد الأضحى المبارك ، وشاهدت أحوال المصريين بعد الثورة ، وصعود بعض الأشخاص غير المؤهلين إلى مراكز صنع القرار ، وكأنما أصبحت المناصب القيادية فى مصر «ملطشة» لكل من «هب ودب» ، من الهواة وأنصاف الموهوبين وغير المؤهلين ، مما يضعهم فى مصاف الهواة ، بلا كفاءة أو خبرة وتاريخ وظيفى يؤهلهم لتولى تلك المناصب القيادية المهمة والحساسة ، والنتيجة سوء إدارة وتخطيط ، ومجموعة من القرارات العشوائية التى تثير البلبلة ، وتعود بنا إلى الوراء مائة عام أو يزيد ، لنبدأ من جديد النضال من أجل بناء دوله مصرية حديثة مؤهلة قادرة على الجرى ، بل اللهاث من أجل اللحاق بركاب الدول النامية وليست المتقدمة ، تلك القرارات التى يكون ضحيتها دائما المواطن المصرى البسيط .

إخوانى مصر أكبر بكثير من الهواة فاتركوها للمحترفين ، أو افتحوا باب الاحتراف إن لم يكن فى جعبتكم بعض المحترفين ، الذين يستطيعون إدارة دفة البلاد ، أقول قولى هذا بعد العديد من القرارات العشوائية غير المدروسة التى تطل علينا من بعض القيادات بين الحين والآخر ، وأخرها قرار إغلاق المحلات التجارية فى العاشرة مساء ، للحد من استهلاك الطاقة وعدم تكرار انقطاع الكهرباء ، وكان الشعب المصرى هو المسئول عن التدنى والتدهور السريع الحادث فى مجال الطاقة فى مصر ، وليست بعض القرارات العشوائية التى اتخذت بشأن تصدير الكهرباء إلى أهالينا فى غزة والأردن ، ومكّنهم من الحصول عليها وإنارة بيوتهم ومحلاتهم وشوارعهم ، وحرمتها علينا وفرضت علينا الظلام نحن المصريين ، مع إن المثل الشعبى يقول «اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع» ولكن يبدو أن القيادات الجديدة رأت أن الجامع أهم بكثير من راحة الشعب المصرى واحتياجاته والقصد هنا بالجامع غزة والأردن ، فالتعهدات والعهد الذى أخذوه لا يستطيعون الحل منه أو الخروج من عباءته وهو الأهم وليذهب الشعب المصرى إلى الجحيم ، حتى لو كان الضحية أو الأضحية ، ولم لا؟ ونحن فى أيام «مفترجة» جميع المسلمين ملزمين بذبح الأضحية ، ولكن هيهات فالفارق كبير بين الأضحية التى فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين وبين الأضحية أو التضحية بالشعب المصرى من أجل الشعوب الصديقة.

يا سادة اسألوا أهل العلم بالشئ والخبرة إن كنتم لا تعلمون ، إن القرار الذى أخذته الحكومة قرار عشوائى وغير مدروس ويخالف القانون رقم 189 لسنة 1951 بشأن الغرف التجارية ، الذى تم تعديله بالقانون رقم 6 لسنة 2002 أى بعد صدور نظام الحكم المحلى عام 1979 والذى يجب أى مادة تتعارض معه كقانون لاحق ، وينص مواد هذا القانون ، وبالتالى يجب على الحكومة أخذ رأى الغرف التجارية خلال 3 أشهر من تاريخه وهو ما لم يحدث.

يا سادة أعضاء الغرف التجارية الحكومة منذ توليها الحكم لا تعد اهتماما لقوانين ، ولا تحترمها وتضرب بها عرض الحائط ، ولا يعنيها مصلحة المواطن أو الوطن وكل همها إثبات وجودها بين الحين والآخر بقرارات لا طائل منها ولا حائل ، فقط على طريقة «شكسبير» «أكون أو لا أكون» مع الفارق، فإصدار قــوانين تعنى أنا موجود وليس مهماً ما هى تلك القوانين ، وما هى تداعيتها ، والعاقبة عندكم ليست فى المسرات

المصدر: مجلة حواء -تهاني الصوابي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 742 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,468,403

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز