عيد الاضحي حول العالم
كتبت :سماح موسي
يعد عيد الأضحى من المناسبات المباركة التي تجسد رمزية التضحية، فهو مناسبة يتذكر فيها الإنسان قصة سيدنا إبراهيم الخليل الذي أوشك أن يذبح ابنه إسماعيل تلبية لطلب الله تعالي والذي افتداه بكبش عظيم ذبح لوجهه تعالي ، لذا سمي عيد الأضحى لارتباطه بالأضحية ولذلك يحتفل بتلك المناسبة الجليلة المسلمون في كافة أنحاء العالم وإن كان لكل منهم طريقة وعادة مختلفة عن الأخر في احتفاله.. وفي السطور التالية تسرد حواء احتفال الشعوب العربية والإسلامية بهذه المناسبة العظيمة
في البداية نذكر احتفال دولة المغرب بعيد الأضحى حيث يحرص المغاربة على ممارسة طقوس وعادات اجتماعية تتمثل في اقتناء الأضحية مهما غلا سعرها والتي تكون في بعض الأحيان هاجسا يقلق الأسر ضعيفة الدخل كما تحرص الأسر المغربية على شراء مختلف أصناف التوابل لاستخدامها في تحضير وجبات خاصة مثل (المر وزيه )والتقلية وهي عبارة عن طهي أحشاء الخروف علاوة على تجفيف اللحم تحت أشعة الشمس وهو ما يسمى ب(القديد ).
أما عن صباح يوم العيد فيتوجه الناس نحو المساجد مرتدين الزي التقليدي المغربي المكونة من الجلباب والبلغة وبعد الانتهاء من صلاة العيد يتوجهون إلى منازلهم لمباشرة النحر وبعد الذبح وتوزيع الأضحية تقوم ربات البيوت اللائي يقمن بشواء الكبد.
ويزخر المغاربة بعادات وتقاليد تراثيه منها عادة يطلق عليها (بوجلود ) فهي عبارة عن طريقه خاصة للاحتفال بعيد الأضحى حيث يقوم الشباب بارتداء بدل معدة خصيصا للمناسبة من جلود الأضاحي من الأغنام والماعز ويخفون ملامح وجههم بطلائها في طقوس احتفالية وإذا قابلوا أحدا ممن يعرفونه ينهالون عليه ضربا بحافري الخروف اللذين يحملونه بين أيديهم في جو من الفرح والفكاهة.
اليمن
يقوم عادة اليمنيون قبل قدوم عيد الأضحى بترميم المنازل وطلائها حتى تبرز بشكل جميل ومظهر لائق كما يرتدي اليمنيون الملابس الشعبية ويقوم رب الأسرة بالذهاب هو وأولاده إلى الحمامات الشعبية التجارية قبل العيد بيوم واحد أما بالنسبة للسيدات فيقمن بتفصيل الفساتين(زنيين) أو شرائها جاهزة كما يذهبن الفتيات إلى( المنقشة ) وهي التي تقوم بالرسم والنقش على الأيدي والأرجل كما تقوم ربة البيتبعمل الكعك بأنواعه المختلفة.
وبالنسبة ليوم العيد يذهب الرجال مع أطفالهم لزيارة الأقارب وإعطاء النساء مبلغ من النقود وهذا المبلغ يسمي (سلام العيد أو (العسب) كذلك يتم إعطاء الأطفال عسب العيد وتقدم النساء (جعالةالعيد )من الزبيب واللوز والدخش والقرع والفستق وتغطي بقطعه من القماش تسمي (قواره ).
كما يقدم معها الصبوح والخبز الدافئ المليء بالسمن البلدي وكذلك انتشار رائحة البخور والعطور في البيوت وبعدها يتم الخروج للصيد باستخدام الأسلحة النارية لتعليم الأولاد النيشان وما أن تحين ساعة الذبح يقوم الأطفال بالتجمهر على سطوح المنازل يوقدون النيران على أكوام من الرماد المرشوشة بالجاز وسط بهجة حول تلك المشاعل يفرقعون المفرقعات الضوئية.
ليبيا
يسود الاعتقاد بين الليبيين بأن كبش الأضحية سوف ييسر للشخص المسمى عليه (الذي يطلق عليه الكبش) دخوله الجنة وهو هدية إلى الله جل جلاله وعلا شأنه فينبغي أن يكون صحيحا معافى جميل الشكل قويا لا عيب فيه إطلاقا لذا تقوم السيدات في ليلة العيد بتكحيل عين الخروف بالإضافة إلى إشعالها للنار في المبخرة ووضع البخور فيه وتبتهل وتصلي علي النبي المختار عليه أفضل الصلاة والسلام .
الصين
يبدأ مسلمو الصين احتفالهم بعيد الأضحى بلعبة (خطف الخروف) التي تمثل أهم مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى ففي هذه اللعبة يتمطى رجل جوداه ثم ينطلق بأقصى سرعة صوب هدفه المنشود (الخروف)ليلتقطه بسرعة وبراعة دون أن يسقط من فوق ظهر جوداه بعدها يفعل الأمر ذاته ثان وثالث مرة وأخيرا تنتهي اللعبة بإعلان فوز من استغرق أقل وقت في عملية اختطاف خروف العيد على الأرض وبعد الفوز بالخروف يجتمع كافة ذكور الأسرة ثم يشرعون في قراءة أدعية وآيات قرانية لنحو خمسة دقائق وبعدها يقوم كبير الأسرة أو إمام المسجد بذبح الخروف ويتم تقسيمه .
الجزائر
يحتفل الجزائريون بعيد الأضحى بتنظيم مصارعة الكباش وهي من أقدم العادات فيتصارع الكباش بالرؤوس وسط حشد من المتفرجين.
وعن الأكلات التي يتناولها الجزائريون في العيد فيتناولون الملفوف عبارة عن كبد مشوي مقطع مربعات متوسط الحجم ملفوفة بقطع من الشحم الشفاف توزع على سلك خاص واحدة تلو الأخرى وشيها من جديد ويتم تقديم تلك الأكلة مع الشاي الأخضر .
باكستان
ينفرد الباكستانيون بعادة تميزهم عن الشعوب الأخرى في احتفالهم بعيد الأضحى وهي عادة تزيين الأضحية قبل العيد بحوالي شهر كامل كما يصومون العشرة الأيام الأولي من شهر ذي الحجة وحتى يوم العيد ومن أهم الأكلات التي يتناولونها في العيد (لحم النحر) وهو الطبق الرئيسي في وجبة الغداء على مدار أيام العيد ولا يتناولون الحلوى في عيد الأضحى.
السعودية
يتشابه احتفال السعودية بعيد الأضحى مع الشعوب الإسلامية حيث تبدأ الأسرة بشراء حاجاتها من ملابس وأطعمة ويتم الإعداد للحلوى الخاصة بالعيد مثل (الكليجية)والمعمول ومع أول ساعة من صباح يوم العيد يتجمع الناس في أحيائهم الخاصة حيث يقومون بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم البعض في المسجد وتقديم التهاني الخاصة وبعدها يذهب الناس إلى منازلهم استعدادا للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب حيث يتم استئجار استراحة يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة والتي تضم الجد والأولاد والأحفاد حيث تقام هناك الذبائح والولائم ويقضوا اليوم معا في جو من المرح والفكاهة .
الكويت
يحتفل الكويتيون بعيد الأضحى احتفالا يدوم سبعة أيام كاملة فعقب صلاة العيد يجتمع الرجال في البيت الكبير بأسرهم لتلاقي أفراد العائلة وتبادل التهاني بعيد الأضحى وبعد ذلك يتم ذبح الأضحية ثم يجتمع الرجال في الديوان لتناول غداء العيد المكون من اللحم والحشور والخبز كما يتناولون حلوى شعر البنات وهكذا إلى أن تنتهي السبع أيام .
ألبانيا
تعتبر صلاة العيد في ألبانيا بمثابة حفل كبير يبدأ المصلون في التوافد علي مسجد المدينة قبل الفجر بحوالي ساعة وأحيانا يؤخر الإمام في بعض المناطق صلاة الفجر حرصا على حضور أهالي القرية المجاورة المحرومة من وجود مساجد
وبعد صلاة الفجر تبدأ شعائر صلاة العيد التي تأخذ شكل احتفال تتراوح طقوسه بين التكبير وأداء الأناشيد الدينية وفور انتهاء صلاة العيد وحسب العادات الألبانية تقوم إدارة المسجد بتوزيع الحلوى علي المصلين
ساحة النقاش