معركة الحقوق والواجبات نساء مصر والدستور
كتبت :نجلاء ابوزيد
شاركت المرأة المصرية في ثوره 25 يناير بكل مراحلها لتقدم نموذجاً واضحاً للوعي السياسي لدى المصريات من مختلف المستويات وبنشر مسودة الدستور الجديد يأتي اختبار جديد لوعى المرأة .
وحول مدى اهتمام المرأة بمسودة الدستور ومشاركتها في تعديل ما لا تراه منصفاً لها من مواد كان هذا التحقيق مع المصريات في كل مكان>>
البداية مع أمال عطية- مدربة تنمية بشرية- حيث قالت: لقد كرهت السياسة وتوقفت عن متابعة أي شئ حتى أتمكن من ممارسة عملي وزرع الأمل في نفوس الناس فالثورة جعلتنا نهتم بالشأن العام لكن ما تبعها من أحداث وممارسات غير مفهومة جعلني أتراجع عن المتابعة الحقيقية للموضوعات السياسية لكن مما سمعته من تحليلات في بعض القنوات أرى أن الدستور في مجمله لا يوجد عليه اعتراض.
حل الجمعية
أما إنجى -إعلامية- فترى أن المسودة أمر غير مهم لأنها ترفض تشكيل الجمعية التأسيسية التي قامت بوضعها ولهذا فهي لا تزال في انتظار أن تحل الجمعية وتشكل غيرها وبعد ذلك قد تهتم بما ينتج عنها من مسودات وتضيف أنها تشعر أن الجميع همش المرأة ونسى دورها في الثورة وعليها أن تتجاهل كل من تجاهلها.
وتقول عفاف محمد -مديرة الابتدائى بأحدى المدارس- تقول لا أهتم بموضوع الدستور فهناك متخصصون أفضل منى ويمكنهم تحديد ما إذا كان جيدا أم لا لكنى مهتمة بالكتب التي لم تصل للمدرسة ونحن على وشك الامتحانات فمثل هذه الأمور تشغل الناس عن متابعة أي أمور سياسية .
لقد تخيلنا أن الأحوال ستنصلح برحيل النظام السابق لكن للأسف نسير من سيئ لأسوأ وبماذا سيفيد رأيي إذا كانت الجمعية التأسيسية نفسها مطعون على صحتها
وتحدثت الحاجة أم محمد - ربة بيت - قائلة :"شاركت في انتخابات مجلسي الشعب والشورى والرئاسة علشان حال البلد ينصلح لكن الحال كما هو لدي بنتان أنهيتا الجامعة ولم تعملا أو تتزوجا وابني بيشتغل على توك توك ومعاه بكالوريوس ودلوقت بيقولوا الدستور هو اللي هايصلح حال البلد لكنى مش مصدقة الناس كلها بتتخانق في البرامج وأكيد ما فيش حاجة هاتحصل وهاندفع احنا الثمن". سماعي
ولم تقرأ سهام عبد الفتاح- ربة بيت - المسودة لكن سمعت من البرامج عن معظم المواد تقول : أراها جيدة طالما لن تعطي كل السلطة للرئيس فهي مواد محترمة وأنا مطمئنة للدستور الجديد لأننى سمعت كثيرا عن المستشار الغرياني وهو رجل محترم ولن يسمح بدستور يضر البلد لكن ما يقلقني كثرة الخناقات في البرامج فهي تشعرني أن البلد بينهار وهذا يخيفني وربما يجعلني أبتعد عن المشاركة في التصويت حول الدستور.
"دستور يا سيادنا" ..هكذا أجابتني منار خالد -طالبة بحقوق عين شمس- قائلة: بصراحة منذ تم تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وأنا غير متفائلة فكأن البلد كله إخوان ونسبة النساء لم تكن توحي بالخير وبالتالي أنا غير مهتمة بالمسودة لأن ما بني على باطل فهو باطل وحكاية إنها مطروحة على الشعب لإبداء رأيه وإدخال تعديلات فهذا لا أصدقه وأتمنى أن تحل الجمعية وتشكل أخرى تكون ممثلة لهذا الشعب الذي ضحى بدمه ليسقط نظام فاسد.
أما نيفين - بائعة بإحد المحال- فتقول: لا أهتم بالسياسة ولا بالدستور لكن لقمة العيش هي التي تشغلني وقالوا بعد الثورة البلد هاتنظف والفقير هايعرف يعيش لكن حالنا أسوأ فأخي لا يجد عملا وأنا أعول أسرة مكونة من خمسة أفراد وبعد كل الهم ده عاوزني أهتم بالدستور ليه ؟
أنا فرحت بالثورة لكن يا فرحة ما تمت الأسعار زادت أكثر وحياتنا أصبحت أصعب خلى الدستور لبتوع السياسة ولن أذهب للتصويت كفاية تصويت على الفاضي.
لا أهتم بالسياسة أساسا هكذا أجابتني داليا حسن -ربة بيت- وقالت: أنا مؤمنة أن السياسة أمر من أمور الرجال ولهذا أتعمد إغفالها وإذا جلست مع من يتحدثون في السياسة أفضل الصمت فأنا أحب الحديث في الموضة والمطبخ والمسلسلات التركي لكن السياسة وجع قلب ولم أذهب للتصويت إلا في انتخابات مجلس الشعب خوفا من الغرامة ولن أشارك في أي انتخابات أو تصويتٍ
إحباط
ومن هنا تبدو الأراء مختلفة بشأن المشاركة في التصويت وقراءة مسودة الدستور لكنها اتفقت في أن هناك أموراً أخرى كثيرة تشغل النساء وأن مسودة الدستور ليست من أولويات المرأة في الفترة الأخيرة وحول سبب عدم الاهتمام تحدثنا مع المتخصصين
وعن ذلك تحدث د. على ليلة أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس قائلا:
نحن نعيش الآن حالة من الإحباط العام التي ألقت بظلالها على كل الاهتمامات التي كانت تشغلنا فيما مضى وعلى رأسها الاهتمامات السياسية لقد عشنا ثورة جعلت الإنسان البسيط يشعر أن له مكانا تحت الشمس وفى لحظة سرقت منا الأحلام والتطلعات وأصبحنا نشعر أنه لا يوجد أمل وألا شئ يستحق أن يلهينا عن أمورنا الخاصة وهذا ليس بسلبية من الإنسان البسيط لكنه قمة اليأس وهذا ينطبق وبقوة على المرأة المصرية التي ساهمت بوضوح في الثورة وبشكل لمسه العالم وأشاد به ثم فوجئت أنه يتم استبعادها من كل شئ حتى ما حصلت عليه بعد كفاح طويل مع النظام السابق هناك مساومة عليه وكلما طالبت بحقوق تحدثوا عن الشريعة بشكل أفزع الكثيرات خاصة المرأة العادية التي بدا اهتمامها بالسياسة حديثا مع الثورة .
لذا بدأت ترفع شعار لماذا نهتم بالدستور والديمقراطية, وفقدت ثقتها في حدوث أي تغير ينعكس إيجابيا عليها وهنا يحذر د. على من استمرار حالة الإحباط لأنها قد تصل للانفجار إذا لم يتم احتواؤها وتقديم شئ مقنع للبسطاء.
ويجب احترام عدم اهتمام النساء بمسودة الدستور لأن هذه رسالة من البسطاء بأنهم لا يجدون أنفسهم فيما يحدث حولهم من خلافات بين النخبة والحزب الحاكم فكثرة الاختلافات قتلت الرغبة فى المشاركة والعودة لسلوك الماضي المنغلق على الذات والأمور شديدة الخصوصية {
نجلاء أبو زيدإيقاع الحياة
نشكو جميعاً من سرعة إيقاع الحياة الذى لايعطينا الفرصة للاستمتاع بما نفعله، وتذكرت وسط كل هذا الصخب الذى نعيشه كيف كان الحال منذ سنوات ليست بالبعيدة عندما كنا لانزال قادرين على الاستماع بالأشياء البسيطة.
فعندما نسافر كنا نتأمل الطرق من حولنا أما الأن نتحدث فى الموبايل لإنهاء ما لدينا من أمور، عندما نخرج مع أصدقائنا لتناول طعام نجلس ونتحدث ونستمتع أما الأن فكل شئ بسرعة وكأن هناك من يلاحقنا طيلة الوقت حتى فى لحظات استمتاعنا بأشياء نحبها.
نشكو جميعاً الإرهاق والملل نشتاق للحظة صفاء نفس لكن لانعرف السبيل، لقد أخذتنا الحياة السريعة من أنفسنا فى معظم الوقت.
ندرك جميعاً هذا الأمر لكن لانعرف كيف نغيره، كيف نأتى بالوقت الذى نجلس فيه مع أنفسنا ونمنحها هدنة من هذا اللهث وراء كل شئ منذ الاستيقاظ وحتى النوم، أعتقد أننا نحتاج وبشدة أن نأخذ هذه الهدنة ولو إجبارياً لنفعل خلالها مانحب ونستمتع به جميعاً نستحق أن ندلل أنفسنا، أن نقدرها، أن نمنحها فرصة استرخاء وأن نشحن عقولنا وأذهاننا بقسط من الراحة من التوتر والتفكير المتواصل، أعرف أن هذا صعب الأن لكنى أقولهالنفسى مثل غيرى من حق أنفسنا علينا أن نرتاح بعض الوقت أن نلهو ونضحك، نلعب كما كنا نفعل ونحن صغار لنستلهم من كل هذا القوة الدافعة للاستمرار فى إيقاع الحياة الصاخب المقلق الذى نعشة
ساحة النقاش