أنين أمفقدت ابنها فى حادث أسيوط
كتبت :ايمان الدربي
"آه ياابني .. ياريتني مُت قبله ..دهسه قطر الموت .. كنت بكبره جوه حضني ومغطياه برموش عينينه كان سندي وحلمي في الدنيا كنت عايشه بيه وعشانه.. خده مني الموت.. حلقي ممرر والدمعة محبوسة .. يارب ابني كان متأدب ومصلي وتالي لحروف قرآنك الكريم وحافظ أجزاؤه .. ارحمه وقرب ميعاد مقابلتي معاه.. ابني كان نفسه يكون عالم أزهر جليل زي إمام الجامع عندنا، والكل كان بيشهد له، أصله كان محبوب من القريب والغريب يدخل القلب أول ماتشوفوه زي القمر في ليل تمامه .. كان حنين عليا أنا واخواته .. آه يابني "
"اليوم دواته لما صحيت الصبح حلمت بيه عريس لكن مكنتش فرحانه كان الجو كاتم والسماء كلها غيم وبدل نور الشمس وشعاعها الدافي كان الجو بهتان وحسيت بخوف غريب وأرتعد قلبي في صدري رحت في القاعة القبلية أصحي خالد أصله كان بيحب ينام فيها .. كان نايم وموحد بربه، صحيته وفطرته اللبن والفايش اللي خابزاه بايديا ولما لبس عشان يروح معهده الأزهري حضني وفتح الدولاب وأداني كل اللي محوشه في حصالته من أيام العيد اللي فات استغربت وقلت له ده أنت عمرك ماعملتها ياولدي، قالي اشتري ياأما الجلباية البيضا اللي كان نفسك فيها، قلت له لا .. هأعملك الفطير أبو حياج اللي بتحبه .
لما خرج ولدي قلبي أتخلع ناديته وحضنته واديته حلاوة بسمسم أصله كان بيحبها خالص . صوته بيرن في وداني وصورته جوه عينيه مبشوفش غيرها .. آه ياابني.
ياريتني ماوديتك المعهد فى اليوم دواته، قتلوك .. شحنوك وزمايلك في عربية تاخد نص العدد .. قتلوك علي القضبان الحديد الدايبه أحاسب مين ياولدي الأهمال اللي قتلك وضحي بيك وزمايلك ولا الزمن المايل عاد اللي خلي كل شيء ماسخ ومالوش طعم" >>
كانت هذه سطور ودموع وآهات أم خالد - إحدي الأمهات الصعيديات المكلومات والتي فقدت أبنها في حادث قطار أسيوط - بعدها تحدثت مع بعض الأمهات وكيف يرين ذلك الحادث المروع الذي قتل أطفال المعهد الأزهري بطريقة وحشية تحت قضبان القطار أثناء ذهابهم للمعهد
فبدات الحديث دكتورة مها الشربيني - طبيبة باطنة - قائلة : مايحدث شيء غريب فعلا ! أعرف أن قطارات السكك الحديدية بها إهمال ومشاكل عديدة ولكن لماذا تحديدا كل هذه الحوادث في الفترة الأخيرة أنا لا أدافع عن طرف ضد آخر وليس لي أي اتجاهات علي الأطلاق ولكن كم حوادث القطارات والحرائق والسرقات بها تدعو للتساؤل هل هناك إهمال زائد مثلا ؟ أو مشاكل في إدارة السكة الحديد في الفترة الأخيرة ؟ أو غياب الأمن وانفلات الناس وعدم وجود عقاب رادع علي جميع المستويات ؟ أم هناك أيد خفية مازالت تلعب بمصير الشعب المصري ؟ عزائي لأهالي الأطفال، وأدعو لهم بالصبر علي هذا الابتلاء العظيم .
خطة عاجلة
أما المهندسة أميرة رضا فقد علقت قائلة بكل المعايير هناك إهمال واضح وعدم وجود خطة مدروسة تنفذ لإنقاذ البلد، في كل مرة ومع كل حادث قطار يتفاعل الناس وتحدث زوبعة ثم ترجع الأمور إلي سابق عهدها، نحن الآن علي حافة الهاوية ليس علي مستوي السكة الحديد فقط ولكن علي الكثير من مؤسسات الدولة نحن نحتاج لعمل خطة عاجلة وسريعة من متخصصين لديهم خبرات لإنقاذ مما نحن فيه أما هذه الأم التي تنعي ولدها فلها - ولأمثالها - كل العزاء ولاأعتقد أنها ستنسي هؤلاء الذين تسببوا في قتل ابنها أيا كان المتسبب ؟؟
وأخيرا تحدث رشدي رشاد - موظف - عن هذه المأساة قائلا : من سيكون كبش الفداء هذه المرة عامل المزلقان الذي يجلس لساعات طويلة بطريقة بدائية ليقفل المزلقان ويفتحه ؟ ولمن ستتجه أصابع الاتهام لسائق القطار الذى داس غصبا عنه أطفالا فى عمر الزهور ليس لديهم أي ذنب سوي مجيئهم ضمن منظومة رديئة يصمم البعض أن يديرها بطريقته الخاصة ؟ هؤلاء الأطفال أطفالنا جميعا وعلينا أن نحافظ علي الباقين بالإصرار علي التنمية ووجود خطة واضحة لها ولا أنكر أننا كلنا مشتركون فيما نحن عليه فالكل يفكر في ذاته وكيف يحقق مصالحه وكيف يحصل علي أكبر قدر ممكن منها .
وفي النهاية يرسل د محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر برسالة لتهدئة أهالي هؤلاء الأطفال قائلا : لايوجد أفضل من كلام الله نبدأ الحديث به فقد قال تعالي : " والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " صدق الله العظيم، هكذا يبشر الله الصابرين علي المصائب ويعدهم سبحانه وتعالي بالصلاة والرحمة عليهم . وإنما الصبر عند الصدمة الأولي كما يقول الرسول عليه أفضل الصلاة، وهؤلاء الأطفال سيشفعون لأهاليهم في الأخرة بإذن الله وسيطلبون من الله أن يأخذوهم معهم للجنة عوضا عن حرمانهم منهم في الدنيا وأضاف د.وهدان لكل أجل كتاب وان الله جعل الموت محتوما علي كل العباد وكل من عليها فان في ميعاد محدد، ومما يفرج الكرب ويلهم الصبر الاستعانة بالله والتوكل عليه وقراءة القرآن، ولايصح الحزن بلطم الخدود وعمل بعض الأشياء المعتادة في مثل هذه الأمور فمن يفعل ذلك ليس منا كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم، وعليهم الاتكال علي الله والتسليم لقدره والرضا بقضائه
أما المهملون المتسببون فى هذا الحادث المؤلم فيجب أن يعاقبوا لأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وطالما ارتضي من يعمل بهذا العمل ولو في مقابل جنيهات قليلة عليه أن يتقنه ويهتم به فسنحاسب جميعا علي أعمالنا، وأخيرا أدعو الله أن يلهم هولاء الأهالي الصبر والسلوان
ساحة النقاش